محمد السادس يقرر إحياء الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة

أمر بإجراء انتخاباتها بعد 50 سنة من الجمود

صورة أرشيفية للقاء بين الملك محمد السادس وشخصيات يهودية مغربية (ماب)
صورة أرشيفية للقاء بين الملك محمد السادس وشخصيات يهودية مغربية (ماب)
TT

محمد السادس يقرر إحياء الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة

صورة أرشيفية للقاء بين الملك محمد السادس وشخصيات يهودية مغربية (ماب)
صورة أرشيفية للقاء بين الملك محمد السادس وشخصيات يهودية مغربية (ماب)

قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس، إحياء الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية بالمغرب، حيث أمر وزير الداخلية بإجراء انتخابات أعضاء لجان مجالس الطوائف اليهودية، بعد توقف دام 50 سنة، إذ جرت هذه الانتخابات آخر مرة سنة 1969.
ويأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوع من إعطاء العاهل المغربي تعليماته بإنشاء متحف للثقافة اليهودية - المغربية في مدينة فاس، وذلك في سياق اطّلاعه على سير مشاريع ترميم وتأهيل مآثر مدينة فاس العتيقة، وإطلاقه مشاريع جديدة في هذا المجال، بينها ترميم وردّ الاعتبار لمتحف البطحاء. وسيقام مبنى المتحف الجديد للثقافة العبرية المغربية على مساحة 1667 متراً مربعاً بحي فاس الجديد.
وأشار بيان لوزارة الداخلية المغربية إلى أن العاهل المغربي طالب وزير الداخلية بأن يحرص مستقبلاً على ضمان احترام تجديد هذه الهيئات بشكل دوري، طبقاً لمقتضيات ظهير (مرسوم ملكي) 7 مايو (أيار) 1945، المتعلق بإعادة تنظيم لجان الجماعات اليهودية.
وتعذّر الاتصال برؤساء الطوائف المغربية ورئيس مجلس الطوائف للتعليق على هذا القرار، إذ وافق أمس يوم السبت، وهو يوم مقدس لدى اليهود.
تجدر الإشارة إلى أن إرهاصات إعادة الحياة للجان الجماعات اليهودية في المغرب بدأت منذ سنة 2000، أي في السنة الأولى لتولي الملك محمد السادس الحكم. وكان انتخاب هذه الهيئات قد توقف في بداية السبعينات من القرن الماضي، مع إطلاق الملك الراحل الحسن الثاني للمسلسل الديمقراطي. وأصبح المغاربة اليهود يشاركون في الانتخابات على جميع المستويات، وممثلين في البرلمان والبلديات، مع الاحتفاظ بخصوصياتهم الدينية والقضائية من خلال المحاكم العبرية. غير أن أصواتاً يهودية ارتفعت لتطالب بألا يقتصر الشأن الداخلي اليهودي على المسائل الدينية والقضائية.
ومع بداية عهد الملك محمد السادس، أعاد مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب في سنة 2000 إصدار نشرته الداخلية، التي توقفت منذ عقد الستينات، لتصبح المعبّر عن مطالب الطوائف اليهودية وتطلعاتها. وفي أبريل (نيسان) 2011 عندما شكّل العاهل المغربي لجنة استشارية لإصلاح الدستور، رفع مجلس الجماعات اليهودية توصية بمطالبه إلى رئاسة اللجنة، تضمنت المطالبة بالاعتراف الدستوري بالثقافة اليهودية كمكون للهوية المغربية المتعددة، وتراث ناهز عمره 2000 سنة، وهو ما تمت الاستجابة له جزئياً في ديباجة تصدير الدستور المغربي الجديد، الذي نص على أن «المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية والحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية، والعبرية والمتوسطية».
كما تضمنت مطالب مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب المطالبة بإعادة هيكلة الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية، وملاءمتها مع التطورات.
تجدر الإشارة إلى أن لجان الطوائف اليهودية بالمغرب اكتسبت طابعاً مؤسساتياً في سنة 1945، وذلك عندما أصدر السلطان محمد الخامس ظهيراً يقضي بإصلاح هذه اللجان. وجاء هذا القانون على أثر اجتياز اليهود المغاربة فترة صعبة في سياق الحرب العالمية الثانية، تحت الاحتلال الفرنسي للمغرب. ففي سنة 1940، أصدرت سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب قانوناً يمنع اليهود المغاربة من ولوج الوظائف العمومية. وفي السنة الموالية صدر قانون آخر يسد أمامهم باب ممارسة المهن الحرة، وتلاه خلال السنة نفسها قرار إجراء إحصاء شامل لليهود المغاربة، الذي أثار رعباً وسطهم.
وعارض الملك الراحل محمد الخامس، هذه القوانين بشدة، معلناً تضامنه مع رعاياه اليهود. ومع الإنزال الأميركي في سواحل المغرب سنة 1942 تغيّرت موازين القوى، فأعلن الملك محمد الخامس إلغاء القوانين التمييزية ضد اليهود. وفي السابع من مايو 1945، وهو نفس اليوم الذي استسلمت فيه الجيوش النازية، أصدر محمد الخامس قانون إعادة هيكلة وإصلاح لجان الطوائف اليهودية بالمغرب، والتي فتحت انتخاباتها أمام اليهود فرصة المشاركة في مجلس الحكومة بستة مندوبين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.