فريق تقييم الحوادث يؤكد التعامل بشفافية مع جميع الحالات في أزمة اليمن

TT

فريق تقييم الحوادث يؤكد التعامل بشفافية مع جميع الحالات في أزمة اليمن

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن أنه يتعامل بشفافية مطلقة مع جميع الحالات الواردة إليه من جميع الأطراف، ويُظهر النتائج التي يتوصل إليها بعد التحقق منها بطريقة منهجية دقيقة تستقي المعلومات الصحيحة من مصادرها.
وعرض الفريق 4 حالات وردت إليه من منظمات حقوقية يمنية ودولية لعمليات استهداف قام بها التحالف في عدة مناطق يمنية، اتضح أن الإجراءات التي اتخذها التحالف كانت صحيحة، إلا أن خللاً فنياً في نظام توجيه القنابل أدى إلى بعض الأضرار في بعض الحالات.
وأشار المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض، إلى أن الفريق ورده تقرير من اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات اليمنية عن قيام التحالف يوم 11 مايو (أيار) 2015 بعملية قصف بحي مظفر بمحافظة تعز بأربعة صواريخ، سقط أحدها على أحد المنازل، والآخر على منزلين آخرين. الأمر الذي أدى إلى مقتل 14 شخصاً، وإصابة 5 آخرين، بحسب الادعاء.
وكشف المنصور أنه بعد التحقق من جميع الإجراءات، وتحليل الصور الجوية والفضائية، ومراجعة قواعد الاشتباك، والتزام التحالف بها، تبين أن التحالف تلقى معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود تجمعات للحوثيين وقوات صالح ومعدات وآليات لهم ومخازن أسلحة وصواريخ دفاع جوي في تعز. الأمر الذي يتطلب تحييد هذه الأسلحة، وعليه قامت قوات التحالف بتنفيذ مهمة جوية محددة على 4 أهداف، يبعد أقربها عن موقع الاستهداف 240 متراً؛ حيث تم استخدام 4 قنابل موجهة أصابت أهدافها.
وأضاف: «توصل الفريق أن قوات التحالف لم تقم باستهداف المنازل، وإجراءاتهم كانت صحيحة ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني».
الحالة الثانية التي عرضها المستشار المنصور كانت ما ورد في تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» في يونيو (حزيران) 2015 عن غارة للتحالف أصابت مدرسة المناضل حسين فايد بصعدة وتعرض المبنى للتدمير، ولم ينتج عن الاستهداف أي ضحايا. وتابع: «بعد التحقق، تبين استخدام الميليشيات الحوثية عدة مدارس في صعدة كمقرات قيادة وسيطرة، ومن ضمنها مدرسة المناضل حسين فايد، بناء عليه كثف التحالف الاستطلاع للتأكد من صحة المعلومات، ورصد التحالف عربات مسلحة وعناصر الحوثي تخرج من مقر أحد القيادات البارزة، الموضوع للمراقبة، وتوجهت للمدرسة، ووجدته داخلها حتى ساعة متأخرة من الليل، (...) عليه قام التحالف باستهداف العناصر والعربات داخل المدرسة باستخدام 3 قنابل موجهة، مع اتخاذ الاحتياطات كافة لتجنب الخسائر المدنية، وسقطت قنبلة على أحد المباني محل الادعاء في المدرسة، وانحرفت قنبلتان لخلل فني في الطائرة، وسقطت واحدة في حقل بجوار المدرسة، وأخرى في أرض فضاء، ولم تتسبب القنابل بأي أضرار».
وتوصل الفريق إلى أن الإجراءات التي قام بها التحالف كانت صحيحة، إلا أنه يرى قيام التحالف بتقديم مساعدات لسقوط إحدى القنابل على الحقل.
كذلك ورد إلى الفريق تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» لعام 2015 عن قيام التحالف بشنّ 4 غارات على حي الحصبة في صنعاء، في سبتمبر (أيلول) 2015، وتدمير 4 منازل، وتضرر 11 منزلاً، ومقتل 20 مدنياً، بينهم 18 من عائلة واحدة، و6 نساء، و11 طفل. وأفاد تقرير المنظمة أن الحوثيين عرضوا المدنيين للخطر، من خلال انتشار مسلحيهم وسط الأحياء السكنية.
ووفقاً لمنصور المنصور، فإن الحي شهد صراعاً عسكرياً استخدمت فيه مختلف الأسلحة بين القوى السياسية اليمنية، انتهت بسيطرة الحوثيين على الحي (...) وأفادت التقارير بأن أحد المباني يتكون من عدة طوابق، ذو تحصينات قوية، تستخدمه الميليشيات مقراً لعقد اجتماعاتها وتخزين الأسلحة، وعليه قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على الهدف العسكري واستخدام قنابل موجهة.
وأضاف: «أصابت قنبلتان أهدافهما بدقة، وبسبب خلل تقني في أنظمة التوجيه بالطائرة سقطت قنبلة على مبنى صغير، يبعد عن الهدف العسكري 80 متراً، وأخرى على مبنى آخر يبعد 150 متراً عن الهدف، وتوصل الفريق إلى أن الإجراءات وقرار الاستهداف كانت صحيحة، ونظراً لانحراف القنابل وتسببها بأضرار، يوصي الفريق بأن يقوم التحالف بمراجعة ومعالجة أسباب الخلل التقني، لمنع تكرار ذلك مستقبلاً، وتقديم المساعدات عن الخسائر البشرية والمادية».
وورد للفريق تقرير من منظمة العفو الدولية في 2015 عن إصابة ضربة جوية مزرعة في بني معاذ في صعدة، ومقتل 3 أطفال وامرأتين، مبيناً أن الهدف كان تجمعات للميليشيات الحوثية حول وداخل أحد المباني المنعزلة في بني معاذ، يبعد 11 كيلومتراً عن صعدة، و45 كيلومتراً عن الحدود السعودية، وأن إجراءات التحالف كانت صحيحة. وتعامل الفريق مع ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان اليمنية عن قيام التحالف في سبتمبر 2015 بقصف منزل بمديرية الزاهر، ومقتل شخص، وإصابة 4. وبعد التحقق - بحسب المنصور - تبين وجود مخازن أسلحة داخل أحد المباني، وتجمع لقيادات حوثية، وعناصرهم المسلحة في الحميقان بالبيضاء. وعليه نفّذ التحالف مهمة جوية بقنبلة موجهة، وكانت إجراءاته صحيحة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.