صناعة السينما الهندية تغزو الشرق الأوسط

بوليوود: تصوير ما يزيد على 12 فيلما في المنطقة

تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لسينما بوليوود بسبب الوجود الهندي الكبير وكثرة المعجبين في المجتمعات العربية
تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لسينما بوليوود بسبب الوجود الهندي الكبير وكثرة المعجبين في المجتمعات العربية
TT

صناعة السينما الهندية تغزو الشرق الأوسط

تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لسينما بوليوود بسبب الوجود الهندي الكبير وكثرة المعجبين في المجتمعات العربية
تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لسينما بوليوود بسبب الوجود الهندي الكبير وكثرة المعجبين في المجتمعات العربية

تحولت منطقة الشرق الأوسط إلى واحدة من أكثر الأماكن الجاذبة لصناعة السينما الهندية، فقد شهد عام 2013 وحده تصوير ما يزيد على 12 فيلما، من بين أشهر أفلام بوليوود، في الكثير من الأماكن في منطقة الشرق الأوسط.
ويجري حاليا، منذ ما يزيد على شهر، تصوير فيلم «Welcome Back»، الذي يشارك فيه كوكبة من نجوم بوليوود، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانبه، يقول فيروز ناديادوالا، منتج الفيلم: «نصور الفيلم بمشاركة طاقم عمل كبير يزيد على 100 شخص لمدة 45 يوما على أقل تقدير».
ويقوم المنتج ناديادوالا، الذي يتخذ من مومباي مقرا له، بتصوير الأفلام في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية فترة تسعينات القرن الماضي.
وفي حديثه عبر الهاتف، قال ناديادوالا «صوّرت نحو 18 أو 19 فيلما في منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في دبي. وفي كل عام، أرى هذه المدينة تتطور من أفضل إلى أفضل، حيث إنني أعتبر دبي بمثابة موطني الأول». وأردف قائلا: «في ضوء خبرتي العملية - التي تتجاوز الكثير من السنوات، فضلا عن السفر إلى المناطق المختلفة من العالم - أستطيع القول: إنه لا يوجد مكان في العالم مثل مدينة دبي. إنها المكان الذي تتجسد الراحة في كل مظاهره، سواء فيما يتعلق بالنظام الإداري أو الثقافة أو البنية الأساسية. حينما تكون في هذا المكان تراودك الأحاسيس التي تشعر بها عندما تكون في لاس فيغاس ولوس أنجليس ونيويورك وهونغ كونغ، حيث تشعر بكل ذلك في آن واحد عندما تكون في دبي».
كما سيجري تصوير ما يقارب 80 في المائة من الأفلام في مواقع التصوير في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما سيكون تصوير باقي الأفلام في مومباي.
وبدأ بالفعل تصوير الفيلم في دبي، وستظهر هذه المدينة بكامل رونقها وتألقها ومواقعها الأيقونية الرمزية الرائعة، مثل برج خليفة وبرج العرب والميدان وجميرا سرايا زعبيل، في أحداث الفيلم بشكل كبير.
وهناك أنباء تفيد بأن الأسرة الحاكمة في دبي اتخذت خطوة استثنائية، حيث وافقت على تصوير أحد المشاهد الرئيسة من الفيلم في اليخت الشخصي الخاص بها، وهو ما يعد ضربا من السخاء والكرم من قبل الأسرة الحاكمة.
وتأكيدا على هذه الأنباء، يقول ناديادوالا «ستكون هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا اليخت في أي فيلم من الأفلام».
وعلاوة على ذلك، جرى تصوير فيلم «جونداي» في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وهو فيلم آخر من قائمة أشهر الأفلام التي أنتجتها بوليوود، في سلطنة عمان في مناطق مثل نزوى وقريات وبندر خيران. ومن المتوقع عرض هذا الفيلم، الذي أنتجته شركة «ياش راج فيلمز» (Yas Raj Films) ويقوم ببطولته بريانكا تشوبرا ورانفير سينغ، في شهر فبراير (شباط) 2014. وقال مصدر بشركة «ياش راج فيلمز» بأن شركة الإنتاج السينمائي اختارت عددا كبيرا من السكان المحليين ليكونوا بمثابة الدعم اللوجيستي، وكذلك الدعم المتعلق بالإنتاج.
وكشفت شركة الإنتاج السينمائي أن عمان تصير ببطء كواحدة من المناطق الهامة بالنسبة لبوليوود، حيث إنها تتسم بأمرين مهمين وهما وجود مواقع التصوير المثالية لتصوير الأفلام، والاتجاهات الطيبة من جانب الحكومة.
وفي الفترة الأخيرة، وجهت الحكومة العمانية دعوة إلى وفد من المخرجين وكتّاب السيناريو والمنتجين ببوليوود ليزور عمان قادمين من مومباي بهدف استكشاف مواقع جديدة لتصوير المشاهد السينمائية لأفلامهم والاستفادة من سلطنة عمان كوجهة للتصوير وتخصيص ميزانيات ضخمة لهذا الغرض.
ووفقا لتلك الدعوة، استقبلت الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات في سلطنة عمان هذا الوفد الذي ضم المخرج والكاتب السينمائي الشهير سريرام راغافان، وسودير ميشراوسانجاي بوران سينج تشوهان، وأشويني تشاوداري، ومنتج الأفلام المعروف عمار بوتالا من شركة «يو تي في موشن بيكتشرز (UTV Motion Pictures)»، بالإضافة إلى كوكبة أخرى من الفنانين، الذين استعرضوا الأماكن الممكنة لتصوير الأفلام في مناطق مسقط والداخلية والباطنة.
وقال عمار بوتالا «بأن التنوع البديع لسلطنة عمان – حيث تنتشر الصحارى الرائعة والشواطئ الجميلة والبحار الصافية والوديان، بل وحتى مناظر الجبال الخلابة المغطاة بالثلوج».
وعلاوة على ذلك، تنتشر المظاهر السياحية العمانية الرائعة في فيلم «حدث ذات مرة في مومباي 2 الذي جرى عرضه في عام 2013، وذلك في إطار الجهود المبذولة للترويج لهذه الدولة الخليجية كوجهة ترفيهية للمسافرين الهنود».
وفي نفس السياق، قال غوتام روي، من شركة «في فور إنترتينمنت»: «بأن السفر من مومباي إلى مسقط يعد مجزيا وفعالا وعمليا بشكل أكثر من السفر إلى بعض مواقع التصوير داخل الهند. وتعتبر عمان، التي تبعد عن الهند بمسافة ثلاث ساعات فقط بالطيران، من الدول المتسمة بتاريخها وثقافتها الرائعة، كما تزخر بطبيعة متنوّعة من الجبال الشاهقة والأسواق الرائجة وصحرائها المذهلة وشواطئها الجميلة الممتدة بطول الشريط الساحلي الذي يبلغ طوله 1700كلم. وبالإضافة إلى ذلك، تعد عمان وجهة رائعة، حيث توفر أفضل الأنشطة الترفيهية وأنشطة المغامرات».
وبالإضافة إلى ذلك، صور نجما بوليوود شاروخان وسلمان خان فيلميهما اللذين سيعرضان في الفترة المقبلة: «هابي نيو يير (Happy New Year)» و«جاي هو (Jai Ho)»، بشكل حصري في دبي.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن التكلفة التقديرية لتصوير فيلم «هابي نيو يير»، الذي يقوم ببطولته شاروخان، في دولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى 5 ملايين دولار أميركي. والجدير بالذكر، أن هذا الفيلم، الذي جرى تصويره في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، هو أول فيلم طويل يُصوّر بشكل كامل تقريبا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المقرر أن يُعرض هذا الفيلم في العام الحالي. ووفقا للأخبار الواردة: «لا يقتصر التصوير على مشهد الرقص فقط، بل جرى تصوير ما يقارب من 80 إلى 90 في المائة من أحداث الفيلم في دبي». وعلاوة على ذلك، حصل فريق الإنتاج الخاص بالفيلم على الكثير من التحفيز من مطار دبي الدولي وطيران الإمارات وسلطات الهجرة. وقام طاقم الفيلم بأكمله بحجز 180 غرفة في فندق أتلانتس «ذا بالم» لمدة 25 يوما. ومن جانبه، يقول شاروخان «أعتقد دوما أن دبي هي وطني الثاني، فهي واحدة من أفضل المدن في العالم ولديها أفضل بنية أساسية. ويعتبر التصوير في دبي مماثلا للتصوير في أي جزء من العالم مثل لبنان أو نيويورك».
وأردف خان قائلا: «بناء على ذلك، فإننا نعد الجمهور بأن فيلم (هابي نيو يير) سيكون تشريفا لهذه المدينة المتألقة للغاية... وكان اختيار دبي قرارا رائعا لأننا كنا نحتاج في فيلمنا إلى عرض مدينة عالمية مثل تلك المدينة التي تزخر بوجود أفضل الفنادق في العالم وأفخم السيارات، التي تتسم بالتأكيد بوجود أعظم شعب. وكان اختيار هذه المدينة أمرا مشابها لاختيار مدينة تستضيف الألعاب الأوليمبية. ولم يكن أمامنا سوى مدينة واحدة ألا وهي دبي». وأعلن شاروخان أيضا أن العرض الأول لفيلم «هابي نيو يير» على مستوى العالم سيكون في فندق أتلانتس «ذا بالم».
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال سهيل خان، منتج ومخرج فيلم «جاي هو» والذي عرض اللقطات الترويجية القصيرة «التريلير» للفيلم في دبي: «ذهبنا إلى دبي من أجل تصوير مشهد قتال، حيث كنا نحتاج إلى وجود متنزه ترفيهي، وكان متنزه (وندرلاند) مكانا جميلا وهادئا ومريحا للغاية».
وسيكون العرض الأول للفيلم في دبي قبل عرضه في الهند في 22 يناير (كانون الثاني).
وسافر طاقم عمل فيلم «جاي هو»، البالغ عدده 120 شخصا، بالكامل من الهند إلى دبي لتصوير الأحداث لمدة 12 يوما. جرى تصوير أجزاء كثيرة من الفيلمين السابقين لسلمان خان، اللذين حققا نجاحا مدويا، وهما «تايجر (Tiger)» و«دابانغ (Dabang)» في إسطنبول والمغرب ودبي.
وحينما ننظر إلى دبي وبوليوود، فإننا نجد قصة حب رائعة ورابطة قوية يعجز الشخص عن تفسيرها، فوفقا لما يشعر به الشخص في الوقت الحالي يزداد التقارب بينهما يوما بعد يوم. وتظهر هذه الحقيقة بجلاء بالنسبة للعروض أو الترويج أو العروض الأولى للأفلام أو التصوير، حيث يستمتع نجوم بوليوود (النجوم المخضرمون والصاعدون وصانعو الأفلام والمصممون، الخ) بوجودهم في دبي.
وفضلا عن ذلك، يقوم المصممون في بوليوود بإيجاد الطلب المناسب للتصميم والملابس الخاصة بهم في منطقة الشرق الأوسط. وبعيدا عن الخيلاء والتباهي بالماركات التي تُباع في متاجر البضائع الترفيهية، يتشابه الجمال والرونق الذي يتسم به طريق شاطئ جميرا الراقي مع ما هو معروض في صالات العرض للمصممين الهنود مثل ريتو كومار ومانيش مالهوترا. وفي حال زيارتك لأحد معارض السيارات الرائعة في طريق الشيخ زايد، فربما ترى نجوم بوليوود وهم يبحثون عن سيارات الفيراري. وعلاوة على ذلك، وافق الكثير من نجوم بوليوود على تنفيذ المشروعات في الإمارات العربية المتحدة. إن حب نجوم بوليوود لدبي يعتبر أعمق وأكبر من مجرد دوافع تجارية أو خيارات ترفيهية، بل هو أكبر من ذلك بكثير.
وكشفت دراسة صادرة عن هيئة الصناعة والتجارة الهندية (أسوتشام)، التابعة لغرفة التجارة والصناعة، أن انخفاض الروبية الهندية أدى إلى تراجع حاد في إنتاج الأفلام ببوليوود بما يصل إلى 35 في المائة من عدد الأفلام التي يجري تصويرها في المناطق الأجنبية الرائعة في أوروبا.
ويقول دي إس راوات، الأمين العام لـ«أسوتشام»: «بأن منتجي الأفلام يفضلون اختيار الأماكن ذات التكلفة الأقل في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. وتمتاز هذه الأماكن بوجود مواقع عالمية بأسعار منخفضة، حيث تكون تكاليف التصوير عالية بشكل كبير في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا وآيرلندا والدنمارك، وما إلى ذلك.
وفي ضوء الوجود الهندي الكبير ومتابعة ذلك من قبل المعجبين في المجتمعات العربية، تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لبوليوود، حتى من وجهة النظر الخاصة بالمشاهدين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».