نشطاء حركة مكافحة تغيّر المناخ يغلقون شوارع وسط لندن

الشرطة تلقي القبض على أكثر من 120 محتجاً

المحتجون يغلقون أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي شارع أكسفورد أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في لندن (إ.ب.أ)
المحتجون يغلقون أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي شارع أكسفورد أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في لندن (إ.ب.أ)
TT

نشطاء حركة مكافحة تغيّر المناخ يغلقون شوارع وسط لندن

المحتجون يغلقون أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي شارع أكسفورد أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في لندن (إ.ب.أ)
المحتجون يغلقون أمس الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي شارع أكسفورد أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في لندن (إ.ب.أ)

أغلق نشطاء الحركة البيئية منذ الاثنين شوارع وجسورا في لندن ونصبوا خيمهم في تلك الأمكنة بطريقة اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد. إلا أن قوات شرطة العاصمة البريطانية ألقت القبض على أكثر من 120 منهم لتعطيلهم الطرق. كان هؤلاء الناشطون ممن استجابوا لدعوة حركة (اكستينكشن ريبليون) للاحتجاج على التغير المناخي في أكثر من 30 دولة. وأصاب الاحتجاج الذي تقوده الحركة البريطانية لمكافحة تغير المناخ أجزاء من وسط لندن بالشلل وبقي بعض المتظاهرين طوال الليل لليوم الثاني من الاحتجاج. وقالت شرطة لندن: «جرى اعتقال 120 شخصا إجمالا، أغلبهم لانتهاك المادة 14 من قانون النظام العام لعام 1986 وتعطيل الطريق السريعة». وقال كولين وينغروف، من شرطة سكوتلاند يارد، أمس الثلاثاء إن «المتظاهرين أعاقوا بشكل خطير حركة النقل العام، وأنشطة المحلات وحركة الناس في لندن الذين يرغبون في الذهاب إلى عملهم اليومي». وقام النشطاء بإيقاف شاحنة وعليها قارب وردي كتب عليه شعار «قولوا الحقيقة» في وسط شارع أكسفورد بوسط لندن، وهو واحد من أكثر مناطق التسوق ازدحاما. كما أغلق النشطاء منطقة أخرى في نهاية الشارع،
وأقاموا جنائن على جسر ووترلو المزدحم أمام حركة مرور السيارات في احتجاج حمل عنوان «أغلقوا لندن» لتسليط الضوء على حملتهم ضد سياسات الحكومة. وكتبت المجموعة على موقع «تويتر» «اكستينكشن ريبليون لن تترك تخريب البيئة الطبيعية يحدث بصمت». وقالت شرطة لندن إن هناك «خطة أمنية متناسبة» في المواقع الثلاثة. كما نظمت «اكستينكشن ريبليون» احتجاجات مماثلة وفعاليات أخرى في مدن مثل برلين وهايدلبرغ ولوزان ومدريد وملبورن.
وتطالب الجماعة، التي تصدرت عناوين الصحف باحتجاج لنشطاء شبه عراة في مجلس العموم هذا الشهر، الحكومة بإعلان حالة طوارئ بيئية ومناخية وخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2025.
وفي سياق متصل أكد باحثون من فرنسا أنهم اكتشفوا أن جسيمات البلاستيك دقيقة الحجم يمكن أن تنتقل عبر الغلاف الجوي إلى مناطق بعيدة جدا عن المنشأ. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليلات قاموا بها في منطقة جبال البيرينيس الفرنسية، وقالوا إنهم وجدوا أن الجسيمات البلاستيكية موجودة في هذه المناطق بواقع 365 جسيما في كل متر مربع. وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة
«نيتشر جيوساينس» المتخصصة أنه كان من المفترض حتى الآن أن الجسيمات البلاستيكية تصل المناطق البعيدة عبر الأنهار بشكل خاص، والتي تنقل الجزيئات البلاستيكية للبحر، ولكن دراستهم أكدت الآن أن الغلاف الجوي طريق مهمة في نقل هذه الجسيمات إلى مناطق بكر ونائية عن المدنية الحديثة وما تعنيه من تلوث بيئي. فحص الباحثون تحت إشراف ستيف وديوني ألين، من معهد أبحاث إيكولاب في بلدة كاستانيت تولوسان منطقة قليلة السكان في منطقة جبال البيرينيس وذلك في عامي 2017 و2018 وعلى مدى خمسة أشهر في الشتاء. تقع هذه المنطقة بعيدا جدا عن المدن الكبيرة والمراكز الصناعية والمساحات الزراعية الكبيرة، وتتوقف كمية الجسيمات البلاستيكية التي تتراكم في منطقة ما على عدة عوامل، من بينها ظواهر الطقس مثل الأمطار والثلوج والرياح القوية.
استنتج الباحثون من نماذج حاسوبية أن الجزيئات البلاستيكية تعود لمصادر تقع على بعد يصل إلى 95 كيلومترا من المناطق التي عثر فيها على هذه الجسيمات. وفي هذا النطاق تقع مدن أصغر، لا يصل عدد سكانها في الأغلب إلى 25 ألف نسمة، ولكن ليس بها مدن كبيرة مثل تولوز أو سرقسطة. المقصود بالجسيمات البلاستيكية هو جزيئات البلاستيك التي يقل حجمها عن خمسة ميليمترات، وهي تضم بذلك الأجسام البلاستيكية الناتجة عن الاحتكاك في عالم أدوات التجميل وعند الغسل والألياف الصناعية التي تنطلق في الهواء، بالإضافة للجسيمات البلاستيكية الناتجة عن احتكاك إطارات السيارات بالأسفلت.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.