رهان لبناني على واشنطن وموسكو حفاظا على مزارع شبعا

مزيد من الإجراءات لضبط الحدود مع سوريا

TT

رهان لبناني على واشنطن وموسكو حفاظا على مزارع شبعا

هواجس أمنية تقلق المسؤولين اللبنانيين مما يجري على الحدود مع كلٍّ من إسرائيل وسوريا. ويأتي الهاجس الأول، من قرار إسرائيل ضم الجولان إلى الأراضي الإسرائيلية نهائياً بدعم ومباركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليزيد المخاوف لدى كبار المسؤولين وفي مقدمهم الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي طرح هاجسه أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشهر الماضي في موسكو، داعياً إياه إلى المساعدة لمنع إسرائيل من الإقدام على ذلك بذريعة أن المزارع أراضٍ سورية تابعة للجولان وأن حصة لبنان منها تكرست في اتفاق عام 1973، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تلال كفرشوبا.
وأفاد مصدر واسع الاطلاع بأن عون لم يكتفِ بإثارة هذا الموقف مع بوتين وهو لا يتردد في جعله بنداً دائماً مع أي زائر عربي أو أجنبي، إذ أثار ذلك مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارته للبنان الشهر الماضي، كما حصل ذلك خلال لقاءات جانبية عقدها على هامش القمة العربية الثلاثين التي كانت قد عُقدت في تونس في 30 مارس (آذار) الماضي. وتناول الرئيس عون قضية المزارع مع رئيس جمهورية اليونان بروكوبيوس بافلوبو لوس في الـ11 من الشهر الجاري، وكذلك مع وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليدس، الذي استقبله في قصر بعبدا الأسبوع الماضي.
واعترف مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع بأن تحرير المزارع ليس بالأمر السهل باعتراف لبنان الرسمي، وهناك طريقان للتحرير، إما بالمقاومة وإما بقرار دبلوماسي يصدر عن مجلس الأمن يتمتع بدعم دبلوماسي من الدول ذات العضوية الدائمة.
وتابع: «بالنسبة إلى الخيار الأول هناك خلل في القوة العسكرية نظراً إلى السلاح المتفوق الذي تملكه إسرائيل إلا إذا تقرر فتح جبهة مقاومة ستعيد تهجير السكان من منطقة الجنوب وتدمير النقاط الحيوية من محطات مياه وكهرباء والمطار وثكنات عسكرية وسوى ذلك كما فعلت المقاتلات الإسرائيلية ذلك عندما شنّت في السابق حروبها على لبنان».
ووفق هذا المصدر، «الخياران غير واردين في هذه الظروف المحلية والعالمية لا سيما الأميركية منها في ظل التأييد المطلق من الرئيس ترمب لإسرائيل والذي يقدم لها تنازلات لم يسبقه إليها أي رئيس أميركي، ولأن البلاد لا تستطيع تحمّل نتائج المواجهة، وإذا فرضت فسيخوضها الجيش اللبناني». ووفق المصدر عينه، فإن الهاجس الأمني الثاني الذي يقلق المسؤولين اللبنانيين في الوقت الحاضر هو تهريب البضائع على طول الحدود اللبنانية - السورية على الرغم من القوة العسكرية المنتشرة في مواقع عسكرية وأبراج لرصد أي تحركات راجلة أو بضائع محمّلة.
وتقرّرت لضبط هذه الحدود زيادة القوة العسكرية نظراً إلى الخسائر الكبيرة التي تنتج عن تهريب البضائع والمواد الغذائية وتضرّر المواسم اللبنانية.
وأشار المصدر إلى أن المسؤولين الأمنيين الكبار يتخوفون من الفترة التي تسبق موسم الأعياد فيتخذون إجراءات وقائية تحوطاً لما يمكن أن يقدم عليه إرهابيو التنظيمات الإرهابية من عمليات ثأرية ضد الجيش الذي قاتلهم بشراسة وأنهى فاعليتهم التي كانت تستهدف التجمعات السكنية والاغتيال الجماعي عن طريق السيارات المفخخة أو اغتيالات السياسيين.
وختم المصدر: «أما الأمن في الداخل فهو مستتبّ بشهادة كبار الأمنيين الدوليين من أميركيين وأوروبيين وعرب».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.