بروكسل: الإعلان عن إحباط هجوم إرهابي قبل ساعات من تنفيذه

المشتبه به بلجيكي اعتنق الإسلام مؤخراً

عناصر من الجيش لتأمين الأماكن الاستراتيجية عقب تفجيرات بروكسل في مارس 2016 (الشرق الأوسط)
عناصر من الجيش لتأمين الأماكن الاستراتيجية عقب تفجيرات بروكسل في مارس 2016 (الشرق الأوسط)
TT

بروكسل: الإعلان عن إحباط هجوم إرهابي قبل ساعات من تنفيذه

عناصر من الجيش لتأمين الأماكن الاستراتيجية عقب تفجيرات بروكسل في مارس 2016 (الشرق الأوسط)
عناصر من الجيش لتأمين الأماكن الاستراتيجية عقب تفجيرات بروكسل في مارس 2016 (الشرق الأوسط)

أعلنت السلطات البلجيكية إحباط هجوم إرهابي أمس قبل ساعات من التنفيذ، من خلال اعتقال شاب بلجيكي يبلغ من العمر 22 عاما، وقالت النيابة العامة البلجيكية في بروكسل، إن عملية الاعتقال جاءت في إطار التصدي لخطر الإرهاب. ولكن المتحدث باسم النيابة العامة إريك فاندير سيبت رفض إعطاء أي معلومات تتعلق بالتحضير لهجوم إرهابي، وقال إن المشتبه به يجري استجوابه من جانب قاضي تحقيقات والذي سيحدد مدة الحبس الاحتياطي لحين إنهاء التحقيقات.
وحسب وسائل الإعلام المحلية، فقد جرت عملية الاعتقال فجر السبت الماضي في منزل جدة المشتبه به في بلدية «وافير» القريبة من بروكسل. وقالت صحيفة «لادورنيير إيور» على موقعها بالإنترنت، إن الشرطة اصطحبت معها جهازا محمولا وهاتفا وجلبابا، وذلك عقب انتهاء عملية المداهمة، التي شارك فيها خمسة عناصر من قوة مكافحة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن الشاب، الذي اعتنق الإسلام قبل فترة، أفاد قبل اعتقاله بأن جدته لا علم لها بالأمر. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الشاب زار أفراد أسرته لتوديعهم قبل تنفيذ الهجوم الإرهابي. ونقلت الصحيفة عن جدة المشتبه به أن الشاب، قد عانى كثيرا بعد مقتل والدته، وكان يتصرف بشكل سيئ للغاية ولكن بعد اعتناق الإسلام أصبح هادئا جدا.
وفي خريف العام الماضي، جرى الإعلان في بروكسل، عن إحباط عدة هجمات إرهابية، وتجنيب البلاد وقوع أحداث مؤسفة من جديد، بعد أن تعرضت لهجوم في 22 مارس (آذار) 2016 شمل مطارا ومحطة قطارات داخلية، وأودى بحياة 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وقال رئيس الوزراء شارل ميشلان: أجهزة الأمن البلجيكية نجحت في تجنيب البلاد الكثير من الأعمال الإرهابية، وحذر من أن التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال قائماً رغم انخفاض مستواه إلى 2 بعد أن كان 3 لأشهر طويلة.
وحسب شارل ميشلان خلال تصريحاته لوسائل إعلام محلية في بروكسل، فإن التهديد يختلف عن وقت الهجمات عندما واجهنا منظمات إرهابية خطيرة، وتابع قائلاً: «اليوم، نواجه أفراداً معزولين متطرّفين وحدهم في ركنهم»، مؤكداً على أن أجهزة الأمن في حالة تأهب دائم.
وأضاف رئيس الحكومة «لقد تعامل القضاة مع عشرات القضايا الإرهابية، وحكم على عشرات الأشخاص، ووراء كل إدانة، تجنب أفعال خطيرة محتملة، من المؤكد أن خدماتنا الأمنية قد تجنبت الكثير من الهجمات».
وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، صدر قرار مجلس الأمن القومي البلجيكي، ونص على تخفيض حالة التأهب الأمني التي عرفتها البلاد منذ ما يزيد على عامين لمواجهة أي مخاطر إرهابية، واستثنى القرار، بعض المراكز الاستراتيجية في البلاد التي ستعرف بقاء حالة التأهب الأمني على وضعها الحالي.
وكان رئيس الوزراء شارل ميشلان، قد أعلن أن هيئة تقييم المخاطر والتهديد الأمني قد أوصت بخفض مستوى التأهب إلى الدرجة الثانية بسبب عدم وجود دلائل كافية تفيد بوجود تهديدات أمنية وشيكة وواقعية.
وقد عاشت البلاد على وقع مستوى تأهب أمني عند الدرجة الثالثة بشكل مستمر منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وتم خلال هذه الفترة رفع المستوى إلى الدرجة القصوى أي الرابعة لمدة محدودة، خاصة بعد هجمات بروكسل في 22 مارس 2016، وأوضح رئيس الوزراء أن خفض مستوى التأهب الأمني لا يعني انتفاء حالة التهديد والعودة إلى الوضع الطبيعي تماماً، حيث «يجب أن نبقى حذرين، فقد استقرت في بلادنا ثقافة الأمن»، حسب كلامه.
وسبق أن قال وزير الداخلية السابق جان جامبون، إن الجهود التي قامت بها الأجهزة الأمنية والقضائية، أسفرت عن الحد من تحرك ما يطلق عليه الإرهابي المحتمل، وقال الوزير في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية إن هناك 300 شخص صدرت ضدهم أحكام في قضايا تتعلق بالإرهاب منذ تنفيذ الاعتداء الإرهابي على المتحف اليهودي في بروكسل في مايو (أيار) من العام 2014 بحسب أرقام مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية التابع لإشراف الحكومة.


مقالات ذات صلة

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

أفريقيا مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

فُقد الاتصال بـ4 مواطنين مغاربة يشتغلون في قطاع نقل البضائع نحو دول أفريقيا، حين كانوا على متن شاحنات نقل تستعد لعبور الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ يخضعان للتحقيق بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان (موقع حزب النصر)

تركيا: تحقيقان ضد إمام أوغلو وأوزداغ بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان

تعيش تركيا أجواء صدام حاد بين الحكومة والمعارضة تُرجمت بسلسلة من التحقيقات والملاحَقات القضائية التي وصفها زعيم المعارضة أوزغور أوزال بأنها «إعلان حرب».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين وخاصة في المقاطعات الغربية خيبر بختونخوا في الشمال التي تحد أفغانستان وتعد موطناً لـ«طالبان» الباكستانية وبلوشستان في الجنوب التي تحد إيران وتعد موطناً للتمرد البلوشي... ووفقاً لمركز البحوث والدراسات الأمنية «CRSS» قُتل ما لا يقل عن 685 فرداً من قوات الأمن في إجمالي 444 هجوماً إرهابياً في عام 2024 مما يجعله العام الأكثر دموية (إ.ب.أ)

باكستان تطلق عملية أمنية بعد تصاعد العنف الطائفي

قال مسؤولون باكستانيون، الاثنين، إن قوات الأمن أطلقت عملية أمنية تستهدف المسلحين في منطقة مضطربة في شمال غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان، بعد تصاعد الهجمات.

«الشرق الأوسط» (باراتشينار(باكستان))
أفريقيا أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب» (متداولة)

ضبط أسلحة في طريقها إلى «حركة الشباب» بجنوب وسط الصومال

ضبط الجيش الوطني الصومالي سيارة محملة بالأسلحة في طريقها إلى «ميليشيات الخوارج» بمحافظة هيران في جنوب وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مفديشو )

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.