مسيرة تومي سميث اكتملت بالفوز بدوري الأبطال عام 1977

المدافع «الراحل» خاض 638 مباراة مع ليفربول وكان يطلق عليه الجدار الحديدي

تومي سميث (في الوسط) بقميص ليفربول أمام ليدز عام 1974
تومي سميث (في الوسط) بقميص ليفربول أمام ليدز عام 1974
TT

مسيرة تومي سميث اكتملت بالفوز بدوري الأبطال عام 1977

تومي سميث (في الوسط) بقميص ليفربول أمام ليدز عام 1974
تومي سميث (في الوسط) بقميص ليفربول أمام ليدز عام 1974

لقد كان من قبيل الصدفة - لكنها كانت صدفة رائعة للغاية في حقيقة الأمر - أن يعرض أحدث برنامج لمباريات ليفربول صورة كبيرة ويقدم تحية خاصة لمدافع الفريق السابق تومي سميث، الذي توفي عن عمر يناهز 74 عاماً.
وكانت الصورة بعنوان «المدافع الحديدي على ملعب آنفيلد»، التي كانت قد التقطت لسميث في إحدى لحظات مجده الكروي، حين قابل برأسه عرضة ستيف هايواي وأحرز هدف التقدم لليفربول على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1977.
في الحقيقة، لم يكن من المعتاد أن يسجل سميث الأهداف برأسه، أو أن يسجل الأهداف على الإطلاق. وقد عبر المعلق الرياضي الإنجليزي الشهير باري ديفيز عن شعوره بالمفاجأة عندما وضع سميث الكرة في الشباك، حيث قال وهو يعلق على المباراة: «إنه تومي سميث! يا لها من طريقة رائعة لإنهاء مسيرتك الكروية».
لكن مسيرة سميث الرياضية لم تنتهِ بعد فوز ليفربول بأول بطولة لدوري أبطال أوروبا في روما. وكان سميث قد وصل إلى الثانية والثلاثين من عمره آنذاك وأعلن أنه يعتزم اعتزال كرة القدم، لكنه وكما كان متوقعاً وجد صعوبة كبيرة للغاية في اعتزال الساحرة المستديرة ولعب موسماً آخر مع ليفربول قبل رحيله مع جون توشاك إلى سوانزي سيتي لفترة قصيرة.
وإذا كان هناك لاعب يجسد رحلة صعود ليفربول تحت قيادة المدرب بن شانكلي، فإن هذا اللاعب سيكون بالتأكيد هو تومي سميث، الذي ولد ونشأ في ظل ملعب «آنفيلد» وانضم إلى ليفربول وهو في الخامسة عشرة من عمره بعدما ذهبت به والدته إلى النادي وطلبت من المدير الفني أن يعتني به.
ومن المؤكد أن شانكلي قد اعتنى كثيراً بسميث، حيث صعده للفريق الأول بعد ذلك بـ3 سنوات فقط، رغم أن سميث لم يكن من نوعية اللاعبين الذين يحتاجون إلى كثير من الاهتمام في حقيقة الأمر، لقد كان منافساً قوياً ولاعباً شرساً، في وقت كان فيه كل فريق يضم فيه لاعباً قوياً في خط الدفاع.
لكن إذا كان سميث يُرهب لاعبي الفرق المنافسة، فإنه كان يقوم بذلك لأنه مدافع صلب من الصعب المرور منه، للدرجة التي جعلت البعض يصفه بأنه لاعب مصنوع من الحديد أو الغرانيت. وقد قال عنه شانكلي جملته الشهيرة: «تومي سميث لم يولد، بل تم استخراجه». وحتى اللاعب الإنجليزي السابق نورمان هنتر اعترف بأن التدخل عليه من قبل سميث كان يشبه الاصطدام بجدار من الطوب.
لكن في المراحل الأخيرة من حياته، كان سميث يعاني من مشاكل كبيرة في الحركة والتنقل، وكان يعتمد على عكازات لكي يصل إلى الأماكن المخصصة للصحافيين في ملعبي «آنفيلد» و«غوديسون بارك»، وكان يعمل كاتب عمود في صحيفة «ليفربول إيكو». وقال عنه بوب بيزلي بكل إعجاب: «إنه لم يكن يعرف الخوف. لقد كان تومي يكره الخسارة، وكان مستعداً لأن يضع نفسه تحت وطأة كل أنواع الألم والمعاناة لكي يتجنب الخسارة».
وكان رون ييتس، ذلك المدافع الصلب الذي جاء به شانكلي من اسكوتلندا، هو الذي عقد مؤتمراً صحافياً ودعا الصحافيين لتقديم سميث للجمهور. وواصل سميث مسيرته مع ليفربول حتى أصبح قائداً للفريق وشارك في 638 مباراة وأصبح أحد العناصر الأساسية في الفريق الرائع الذي كونه شانكلي وورثه بيزلي من بعده.
وكان سميث محبوباً للغاية من جمهور ليفربول، خصوصاً أنه من أبناء المدينة، لكنه على المستوى الدولي لم يشارك سوى في مباراة وحيدة أمام ويلز عام 1971. واستغل سميث الإصابة القوية التي لحقت بفيل تومبسون في موسم 1976 - 1977 لكي يكتب اسمه كإحدى الأساطير الخالدة في تاريخ ليفربول. وبعد الفوز في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في روما، قال سميث إن مسيرته، التي حصل خلالها على 4 ألقاب للدوري الإنجليزي، قد اكتملت الآن، مضيفاً: «كانت أكبر خيبة أمل لي في كرة القدم تلك الهزيمة في دور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان عام 1965. والهزيمة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام آرسنال عام 1971. وقد تغلبنا على الخسارة أمام آرسنال بالفوز على نيوكاسل يونايتد على ملعب ويمبلي بعد 3 سنوات، والآن فإن الفوز بدوري أبطال أوروبا يعوضنا عن الخسارة أمام إنتر ميلان. لقد انتظرنا لسنوات طويلة لكي نحقق ذلك، لكن الأمر كان يستحق».
أما فيما يتعلق بالهدف الذي أحرزه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، فيتذكر سميث أنه أجرى محادثة سريعة مع كيفن كيغان بشأن المكان الذي يتعين عليهما الوقوف به انتظاراً للكرة العرضية من هايواي. وقال سميث عن ذلك: «كنت أعرف أن المدافعين يراقبون كيفن. أنا لست أسرع شخص في العالم، لكن يمكنني أن أسبق أي شخص بياردة واحدة».
وأضاف: «لم يكن المدافع كريستيان كوليك يعرف ما إذا كان يتعين عليه أن ينتظر لمراقبة كيفن أم يتحرك معي، وعندما جاءت الكرة العرضية كانت في أفضل ارتفاع ممكن، ولذا انقضضت عليها. وبمجرد أن سددت الكرة برأسي، كنت أدرك أنها ستكون في المرمى. يمكنني أن أعد الأهداف التي سجلتها بالرأس على أصابع اليد الواحدة، ومن المؤكد أنني لم أسجل هدفاً بهذه الطريقة في مباراة بهذه الأهمية. إنه أفضل شعور انتابني في حياتي كلها».


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية انتر ميلان سحق فيرونا بخماسية (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

حقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً 5 - صفر على مضيفه هيلاس فيرونا السبت ليعتلي صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.