حريق رهيب يلتهم سقف كاتدرائية نوتردام في باريس

حزن على مستوى العالم... وفتح تحقيق بالحادثة

خراطيم المياه تحاول إخماد الحريق المندلع بالكاتدرائية (أ.ف.ب)
خراطيم المياه تحاول إخماد الحريق المندلع بالكاتدرائية (أ.ف.ب)
TT

حريق رهيب يلتهم سقف كاتدرائية نوتردام في باريس

خراطيم المياه تحاول إخماد الحريق المندلع بالكاتدرائية (أ.ف.ب)
خراطيم المياه تحاول إخماد الحريق المندلع بالكاتدرائية (أ.ف.ب)

انتابت باريس، مساء أمس، حالة من الهلع لرؤية كاتدرائية نوتردام التاريخية تأكلها النيران. وعلى الرّغم من التعبئة الاستثنائية للإطفائيين في العاصمة والضواحي، واستقدام الطوافات، في محاولة يائسة للسيطرة على النار، إلّا أنّ اللهيب استمر أكثر فأكثر في التهام هذا الصّرح التاريخي، الذي بدأت إشادته في القرن الثاني عشر، واستمرت الأشغال فيه طيلة مائتي عام. وانهار نحو الساعة الثامنة، بتوقيت باريس، سهم الكاتدرائية، الذي كان يبلغ ارتفاعه 93 متراً. وتطاير الشرر من الكاتدرائية، التي احترق هيكلها الخشبي الذي يحمل سقف الكاتدرائية، التي تُعتبر المعلم التاريخي الأشهر في فرنسا، الذي يرتاده سنوياً ما لا يقل عن 15 مليون زائر.
إنّها «مأساة وطنية وعالمية» أن تحترق هذه الكاتدرائية المسجلة على لائحة التراث الإنساني لمنظمة اليونيسكو. وتقع الكاتدرائية، التي ساهم في تخليد ذكرها الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو، في المنطقة المسماة «جزيرة سان لويس»، المطلّة على نهر السين، والقريبة من مبنى بلدية باريس. وتمثل الكاتدرائية قلب باريس وتاريخها، وقد شهدت أحداثاً تاريخية فارقة، وكانت أجراسها تقرع لدى كل حدث وطني وتاريخي فرنسي. وفي هذه الكاتدرائية، توّج نابليون بونابرت في عام 1804 إمبراطوراً، وإليها كان يشخص الباريسيون والفرنسيون في الأحداث الجسام.
ومنذ اندلاع الحريق، تقاطر المسؤولون الفرنسيون إلى محيط الكاتدرائية، التي ضُرب حولها طوق أمني. وسارع في مقدمة المسؤولين وزيرا الداخلية والثقافة، وعمدة باريس، ولاحقاً وصل رئيس الحكومة إدوار فيليب، والرئيس إيمانويل ماكرون، والجسم الكنسي بأعلى مستوياته. وعمد الرئيس الفرنسي إلى إلغاء الكلمة التي كان سيلقيها، مساء أمس، للإعلان عن التدابير التي قرر اتخاذها للاستجابة للحراك الاجتماعي المستعر منذ اندلاع أزمة «السترات الصفراء» في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتفيد المعلومات الأولية بأنّ الحريق بدأ نحو الساعة السابعة بتوقيت باريس، بسبب أشغال الصيانة والتجديد التي بدأ العمل بها قبل أيام على سطح المبنى. وبعدها بساعة واحدة انهار سهم الكاتدرائية، الأمر الذي يعكس قوة النيران التي تغذّت على أخشاب البناية التي تحمل السقف. ولم تفلح جهود 400 إطفائي في الحد من الخسائر التي أصابت الكاتدرائية. ومشكلة رجال الإطفاء كانت مزدوجة: الأولى ارتفاع سقف الكاتدرائية، خصوصاً السهم الأعلى، والثانية قوة النيران وارتفاع اللهب إلى عشرات الأمتار؛ الأمر الذي جعل اللجوء إلى الطوافات صعباً.
وقالت رئيس بلدية باريس، آن هيدالجو، للصحافيين في موقع الحريق، «يوجد الكثير من الأعمال الفنية داخلها... إنّها مأساة حقيقية».
من جانبها، أكّدت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، أودري أزولاي، وقوف المنظمة «إلى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن».
ولم تتأخر وصول ردود الفعل الدُّولية، وكانت من أوروبا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكّدت أنّ كاتدرائية نوتردام «رمز لفرنسا» وللثقافة الأوروبية. كما كتب شتيفن سيبرت، المتحدث باسم ميركل على «تويتر»، أنّ «هذه المشاهد الرّهيبة للنار تلتهم نوتردام تؤلمنا. نوتردام هي رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية. نحن متضامنون مع أصدقائنا الفرنسيين». وبدوره، غرد عمدة لندن، صديق خان، على «تويتر» بقوله، «حريق كاتدرائية نوتردام يفطر القلب. وتقف لندن إلى جانب باريس اليوم، ودائماً».
ومن الولايات المتحدة، غرد الرئيس دونالد ترمب، إنّه «أمر فظيع أن نشاهد الحريق الضخم في كاتدرائية نوتردام في باريس»، وأضاف: «يجب إرسال إطفائيات جوية، ويجب أن نتحرك بسرعة!».
ومن مصر، غرّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلاً: «تلقيت بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام... فقدان ذلك الأثر الإنساني العظيم خسارة فادحة لكل البشرية... أعلن تضامني وتضامن الشّعب المصري مع الأصدقاء في دولة فرنسا، متمنياً تدارك آثار هذه اللحظة الإنسانية بالغة التأثير بأسرع ما يُمكن». وقد سارع القضاء لفتح تحقيق أسند للشرطة القضائية، وحضر إلى المكان مدعي عام العاصمة.
أمّا الهم الأكبر للمسؤولين، فقد كان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الروائع الفنية والتاريخية التي يحتضنها هذا المعلم التاريخي. وقالت أودري أزوليه، مديرة عام اليونيسكو، إنّ المنظمة الدُّولية للثّقافة والتربية والعلوم «جاهزة» لمساعدة العاصمة في ترميم ما تضرر جراء الحريق. وكانت ألسنة اللهب ظاهرة من عدة كيلومترات. غير أنّ الظاهرة الأبرز، أمس، كانت حالة الحزن والذهول العامة التي ضربت الباريسيين والسياح، والمئات منهم لم يستطيعوا أنّ يحبسوا دموعهم. والتأثر كان أيضاً واضحاً في كلمات المسؤولين الأجانب، كما أنّ صور الحريق احتلت شاشات التلفزة العالمية؛ الأمر الذي يدلّ على فداحة الكارثة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.