يواصل مسرح البدوي جولته الفنية عبر المغرب بتقديم مسرحية «الهاربون»، تحت إشراف وزارة الثقافة، وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، احتفالاً بالذكرى الثامنة والستين لتأسيسه مسرحاً احترافياً، تخرج فيه ممثلون أصبحوا نجوماً في المسرح والتلفزيون والسينما.
بدأت الجولة يوم 8 مارس (آذار) الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، ولن ينتهي الجزء الأول منها إلا يوم 18 شهر أبريل (نيسان) الحالي بالمركز الثقافي بمدينة تطوان (شمال)، ليبدأ التخطيط لجولة أخرى خارج المملكة؛ تمشياً مع التوجه العام لمسرح البدوي الذي دأب عليه منذ إنشائه، على التواصل مع الجمهور.
و«الهاربون» هي من «الريبورتوار» أو الرصيد الفني القديم لمسرح البدوي؛ إذ قدمت في الستينات من القرن الماضي، وهي معالجة درامية بتوقيع الفنان عبد القادر البدوي، الذي منحها نكهة مغربية متميزة بعد ربطها بالواقع الاجتماعي، انطلاقاً من نص مسرحي أصلي بعنوان «الآنسة جوليا» من تأليف الكاتب السويدي أوغست ستريندبرغ.
ولهذه المسرحية ذكرى خاصة عند البدوي، فقد التقى خلال تقديمها في الستينات الممثلة السابقة سعاد هناوي، التي أصبحت فيما بعد زوجته، وأم ولده المخرج محسن البدوي، وإبنتيه الفنانتين كريمة وحسناء البدوي، اللتين تواصلان حمل مشعل الأبوين، تشخيصاً وإخراجاً وحضوراً في المشهد المسرحي بعد تكوين أكاديمي قادهما إلى كل من القاهرة ونيويورك.
في شكلها الجديد، بدت المسرحية، التي قدمت أخيراً على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط، عملاً متماسكاً ومتضمناً لكل عناصر الفرجة، من خلال صياغة إخراجية منفتحة حملت اللمسات الشخصية للفنانة كريمة البدوي، في تناغم مع اتجاهات الحداثة في مجال الإخراج المسرحي. وكما عبّرت عن ذلك حسناء البدوي، المديرة الفنية لمسرح البدوي، فإن الهدف من وراء استرجاع «الهاربون» هو إحياء هذا التاريخ الفني وتقديمه في إطار جديد لجمهور الشباب الذي لم يطلع عليه في حينه، وبخاصة أن المسرحية تشكل علامة فاصلة في المسيرة الاحترافية لفرقة البدوي المسرحية.
قامت مسرحية «الهاربون» على أكتاف ثلاثة ممثلين، تقاسموا أدوارها فيما بينهم، وحاول كل واحد منهم إعطاء كل ما يختزن في داخله من موهبة في تشخيص موضوع الصراع الطبقي الاجتماعي وفق البناء الدرامي للنص المسرحي.
مسرح البدوي يحتفل بالذكرى الـ68 لتأسيسه بتنظيم جولة فنية عبر المغرب
مسرح البدوي يحتفل بالذكرى الـ68 لتأسيسه بتنظيم جولة فنية عبر المغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة