دانيال كريغ يبدأ تصوير آخر أفلامه لسلسلة جيمس بوند

يُـعرض بعد سنة

دانيال كريغ يمثل شخصية جيمس بوند للمرة الخامسة والأخيرة
دانيال كريغ يمثل شخصية جيمس بوند للمرة الخامسة والأخيرة
TT

دانيال كريغ يبدأ تصوير آخر أفلامه لسلسلة جيمس بوند

دانيال كريغ يمثل شخصية جيمس بوند للمرة الخامسة والأخيرة
دانيال كريغ يمثل شخصية جيمس بوند للمرة الخامسة والأخيرة

أخيراً، دارت الكاميرات وبدأ تصوير فيلم «بوند 25» الذي يقوم ببطولته دانيال كريغ وبإخراجه كاري كوجي فوكوناغا ومع مشاركة رامي مالك وراف فاينز وناوومي هاريس في الأدوار الأخرى. ولا يعرف شيئاً عن الحكاية والعنوان، نعرف فقط أن هذا الفيلم يحمل الرقم 25 في السلسلة الرسمية.
هذا بالطبع مع استثناء فيلمين أولهما «كازينو رويال» الذي أخرجه ڤال غيست سنة 1967 حين لعب ديفيد نيفن دور العميل السري في أداء ساخر وثانيهما هو «أبداً لا تقل أبداً» لإيرفن كيرشنر (1983) الذي عاد به شون كونري إلى لعب الشخصية الأشهر بين الجواسيس بعدما كان ردد أنه لن يلعب الدور مطلقاً بعد «ألماس إلى الأبد» سنة 1971.
في الواقع سنة 1983 حملت فيلمين لجيمس بوند. الأول يتبع الإنتاج الرسمي لألبرت بروكولي وهو «أكتوبوسي» (من بطولة روجر مور) والثاني لهاري سولتزمان الذي كان شريكاً لبروكولي حتى ذلك التاريخ وانفصل عنه محتفظاً بالملكية القانونية لرواية «ثندربولت» التي كان أنتجها مع بروكولي سنة 1965 (رابع أفلام بوند). سولتزمان قرر إنتاج هذا الفيلم، الذي تم تصويره بالمغرب مقدماً صورة سلبية عن العرب، في الوقت الذي اندفع بروكولي لإنتاج «أكتوبوسي».
في سوق النقد، حظي كلاهما بقبول متواضع لكنه أفضل من ذلك الذي سُجّل للفيلم السابق لهما وهو «لأجل عينيك فقط» وللفيلم اللاحق «منظر للقتل».
- مخرج جديد
الفيلم الجديد هو الأول الذي يخرجه سينمائي من أصول آسيوية فحتى اليوم قام بتحقيقه بريطانيون غالباً، أمثال ترنس يونغ، لويس غيلبرت، غاي هاملتون، بيتر ر. هانت، مايكل أبتد من بين آخرين. في المرات القليلة التي تم تسليم المقاليد لغير بريطانيين انبرى السويسري مارك فورستر لتحقيق «كم الأسى» (Quartum of Solace) سنة 2008 والنيوزيلنديان مارتن كامبل ولي تاماهوري للمهمة، فأخرج الأول «غولدن آي» (1995) وحقق الثاني «مت في يوم آخر» (1999).
فوكوناغا أنجز في عام 2011 نسخته من رواية شارلوت برونتي «جين آير» لكن الفيلم الذي جعله مشهوراً إلى حد كبير هو «وحوش بلا وطن» (2015) الذي تحدث فيه عن اشتراك صبي صغير في حرب أهلية في أفريقيا تم دفعه إليها بعد هجوم تم على قريته. وهو لم يكن الاختيار الأول لتحقيق هذا الفيلم بل الثاني كون المهمة أسندت سابقاً إلى البريطاني داني بويل («مليونير العشوائيات») الذي أراد تقديم فيلم بوند جديد يناسب العصر، كما قال. لكن رؤيته هذه واجهت تمنعاً شديداً بين المنتجين مايكل ولسون و(زوجته) باربرا بروكولي، مما أدى إلى انسحابه من العمل قبل شهر واحد من التصوير وذلك في الحادي والعشرين من أغسطس (آب)، 2018. بعد شهر واحد قام المنتجان باختيار فوكوناغا بعدما درسا كذلك إمكانية إسناد المهمة إلى إدغار رايت أو (الكندي) جين - مارك فالي.
أما بالنسبة للممثل الذي يؤدي هذه الشخصية فإن دانيال غريغ، وبعد أربعة أفلام سابقة من السلسلة، بات مستعداً لخلع ثياب بوند والعودة إلى الحياة المدنية.
والملاحظ أن كل الممثلين الذين قاموا تباعاً بأداء شخصية بوند في الإنتاجات الرسمية الخمس والعشرين تراوحوا بين من مثل الدور مرّة واحدة أو مثله سبع مرات، لكن لا أحد منهم مثل الدور ثلاث مرات. فشون كونري لعب الدور ست مرات بدأت سنة 1962 بفيلم «دكتور نو» لترنس يونغ وانتهت بفيلم «الماس للأبد» للويس غيلبوت (1967). تلاه جورج لازنبي سنة 1969 في «لدى مخابرات صاحبة الجلالة السرية» (On Her Majesty‪’‬s Secret Service) وكان فيلمه الوحيد في هذا السياق. روجر مور تسلم المهمة لسبع مرات بدءاً من «عش ودع الموت» لغاي هاملتن (1973) حتى «منظر للقتل» لجون غلن (1985). ليخلفه تيموثي دالتون مرتين ثم بيرس بروسنان أربع مرات ثم دانيال كريغ الذي سيتوقف عن الدور بعد خمس جولات بدأت بـ«كازينو رويال» وتنتهي في الفيلم الجديد.
- صفات سائدة
في المقابل تتراجع المرات التي يتم فيها إنجاز أفلام بوند في كل عقد من العقود بداية من الستينات إلى اليوم.
ففي الستينات تم إنتاج 7 أفلام بوند، وفي السبعينات تم إنتاج 5 أفلام بوند. في الثمانينات تم إنتاج 5 أفلام أخرى، لكن في التسعينات تم الاكتفاء بثلاثة، وفي العقد الأول من القرن الحالي تم إنتاج ثلاثة أخرى، وفي هذا العقد الثاني من القرن الحالي فإن الناتج ثلاثة أفلام أيضاً.
واحد من الأسباب هو ارتفاع التكلفة. هذه بدأت بمليون و100 ألف دولار سنة 1962 وواصلت صعودها تدريجياً منذ ذلك الحين وبلغت في عام 2015 عندما تم إطلاق «سبكتر» بميزانية وصلت إلى نحو 250 مليون دولار.
دانيال كريغ يؤكد مجدداً أنه سيكون سعيداً عندما ينفذ هذا الفيلم الأخير بالنسبة إليه. واحد من المشاقات التي يواجهها هي بقائه على «ريجيم» واحد لا خلال التصوير فقط، بل لمعظم الفترات التي تقع بين الفيلم والآخر والتي تمتد لأربع سنوات متوالية. ويعترف ابن الحادية والخمسين بأنه بات عليه الاتكال أكثر وأكثر على البدلاء الذين يقومون بتصوير المشاهد الشاقة عوضاً عنه.
من ناحية أخرى، فإن ما لم يستطع المخرج المستقيل داني بويد فعله هو تقريب بوند من سمة الإنسان الأكثر حضارة. في حديث له ذكر أنه يرى بوند أكثر تلاؤماً مع زمننا الحالي و«يتفهم قضايا المرأة الحالية».
لكن هذا الانتقال من صورة رجل ذكوري إلى آخر أصابت تصرفاته نعومة وحضارة لم يجد قبولاً عند صانعي بوند. ومن يلاحظ الصفات التي سادت كل أفلام بوند السابقة سيجد أن بوند قام أساساً على اعتبار المرأة إما مغامرة ليوم واحد أو شريرة لكل أيام الفيلم.
وأن السبب الذي من أجله تم التشدد في ملامح هذه الصورة يعود إلى أن الحكاية التي مثلها جورج لازنبي سنة 1969 في «لدى مخابرات صاحبة الجلالة السرية» والتي شهدت وقوعه في الحب ورغبته في الزواج ممن أحب لم يرق للمشاهدين ما تم على إثره إعادة الصورة السابقة مع روجر مور الجامع بين الهزل والجد بنسب متقاربة من دون نقض الصورة الكلاسيكية التي واكبت شون كونري.
هذه الملامح واكبت كل الأفلام اللاحقة ولو أن أفلام بوند في السنوات الأخيرة، سمحت له بأن يتعاطى مسائل أخرى مستحدثة مثل خروجه عن أوامر المخابرات البريطانية حيناً والاندفاع في انتقام شخصي حيناً آخر.
لا شيء يذكر عن الحكاية التي سيعالجها الفيلم الجديد فهي طي الكتمان. كذلك ليس هناك برنامج موضوع بعد لدعوة النقاد الراغبين في حضور التصوير. التصوير سينطلق لكي يوائم خطة عرض الفيلم في الثامن من أبريل (نيسان) المقبل، حيث سينطلق بوند حاملاً لمتابعيه مغامرة جديدة يتوقف نجاحها على عناصر كثيرة من بينها خبرة المخرج التي لا تبدو واسعة، وقدرة الحكاية على التعامل مع اهتمامات الجيل الجديد من المشاهدين (والجيل السابق له) مع تعدد الجواسيس الحاليين من جاسون بورن، كما يؤديه مات دامون إلى إيثان هَنت مع توم كروز وحفنة من الطامحين الآخرين.
حال انتهاء العمل على «بوند 25» سيبدأ وجع رأس مزدوج: رصد ردات فعل جمهور اليوم من ناحية والتفكير بمن سيخلف دانيال كريغ ليرتدي بدلة جيمس بوند.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.