الحكومة المصرية تكثف استعدادات توفير السلع لمواطنيها في رمضان

اجتماعات اللجنة العليا المصرية - العراقية المشتركة نهاية الشهر

TT

الحكومة المصرية تكثف استعدادات توفير السلع لمواطنيها في رمضان

كثفت الحكومة المصرية، أمس، من استعداداتها لتوفير السلع لمواطنيها قبل حلول شهر رمضان. وراجع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مع عدد من أعضاء فريقه الوزاري، أوضاع «المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، وتفادي أي نقص في الكميات المعروضة من السلع، حتى لا ترتفع أسعارها، مع العمل على اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بضبط الأسعار وتوفير السلع، بأسعار تناسب ذوي الدخول المحدودة».
وتمثل مسألة زيادة الأسعار مع قرب حلول الموسم الرمضاني هاجساً للمصريين؛ وخصوصاً بعد تحرير أسعار العملة المحلية عام 2016، إذ تعتمد البلاد على كثير من السلع المستوردة بالدولار.
وألزم مدبولي عدداً من الوزراء بموافاته بتقرير أسبوعي «حول موقف السلع الأساسية وكمياتها، بما فيها مصادر الطاقة وأسطوانات البوتاجاز، وكذا مؤشرات نقص المعروض من أي سلعة، حتى يتسنى اتخاذ إجراءات فورية لتعويض النقص».
كما نوه مدبولي إلى «البروتوكول الموقع بين وزارة التموين وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية (التابع للجيش المصري)، وأهمية الاستفادة من بنود البروتوكول في تحقيق وفرة في السلع؛ وخصوصاً الخضراوات واللحوم والأسماك، بما ينعكس على تخفيض أسعارها».
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارات عدة تتعلق بزيادة الحد الأدنى للمعاشات وأجور موظفي الدولة، كما دعا مواطنيه لمواجهة زيادة الأسعار بمقاطعة السلع غالية الثمن.
وأوضح علي المصيلحي وزير التموين، أن وزارته تعمل حالياً على «زيادة المخزون ليكفي فترة تتراوح بين 5 - 6 أشهر، بعدما كان يتم الاكتفاء بمخزون 3 أشهر فقط»، كما أعلن عن «زيادة المخزون الاستراتيجي من القمح والسكر والزيت، بالإضافة إلى توفر كميات كافية من اللحوم الحية، التي لا توجد أي مشكلات حالياً في كمياتها، وكذا الدواجن المجمدة»، بحسب تصريحه.
وأضاف وزير التموين أنه سيتم طرح عدد من السلع مخفضة السعر، من خلال 220 موقعاً لمعارض «أهلاً رمضان»، اعتباراً من 20 أبريل (نيسان) الجاري.
وعلى صعيد آخر، واصلت الحكومة التحضيرات لعقد اجتماعات اللجنة العليا المصرية - العراقية المشتركة. وطالب مدبولي الوزراء المعنيين بالتركيز على عددٍ محدد من المشروعات في مختلف المجالات، ومن بينها «الطاقة، والكهرباء، والاتصالات، والإسكان؛ إيذاناً بتوقيع مذكرات تفاهم تفصيلية، أو الاتفاق على خطوات تنفيذية بشأنها، وليس مجرد إطار تعاون عام، والعمل على وضعها في حيز التنفيذ على أرض الواقع في أقرب فرصة، بما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقين».
ومن المقرر عقد اجتماعات اللجنة العليا المصرية - العراقية المشتركة أواخر الشهر الجاري. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قد عقدوا قمة ثلاثية بالقاهرة، في 25 مارس (آذار) الماضي، تناولت «تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين أطراف القمة، وآخر المستجدات التي تشهدها المنطقة». وأفاد المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري، نادر سعد، بأن «من بين المشروعات التي تمت إثارتها خلال اجتماع الوزراء المصريين، شبكة ربط الغاز والكهرباء والاتصالات بين البلدين، فضلاً عن مشاركة الشركات المصرية في عمليات إعادة الإعمار، من خلال شراكات مع الشركات العراقية، هذا إلى جانب مشاركة الشركات المصرية العاملة في مجال الطاقة في عمليات التشغيل والصيانة لمنشآت المرافق البترولية، بهدف النهوض بها وتحسين قدراتها الإنتاجية، وكذا التعاون في مجال تحديث الصناعات العراقية، ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وأيضاً التعاون بين المؤسسات المالية والنقدية بين البلدين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.