حفتر... رجل الجيش القوي الطامح إلى السلطة

خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات والسعي لإرساء ديكتاتورية عسكرية

خليفة حفتر (أ.ف.ب)
خليفة حفتر (أ.ف.ب)
TT

حفتر... رجل الجيش القوي الطامح إلى السلطة

خليفة حفتر (أ.ف.ب)
خليفة حفتر (أ.ف.ب)

يعتبر المشير خليفة حفتر، الذي بدأت قواته أول من أمس هجوماً للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، رجل حرب بامتياز يطمح إلى تولي السلطة في هذا البلد الغني بالنفط، والغارق في الفوضى.
ويقدم حفتر (73 عاماً)، صاحب الشعر الرمادي والشاربين الأسودين، نفسه على أنه «منقذ» ليبيا. لكن خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات، وبالسعي إلى إرساء ديكتاتورية عسكرية جديدة في ليبيا. ومن جهته يتهم قائد «الجيش الوطني الليبي» جميع معارضيه بأنهم «إرهابيون» أو «مرتزقة».
وأطلق المشير حفتر قبل يومين هجوماً جديداً يستهدف هذه المرة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها خصمه فايز السراج، وتحظى بدعم المجتمع الدولي، بحجة محاربة الإرهاب وطرد الإرهابيين، ولأنه يشتهر أيضاً بكونه العدو اللدود للإسلاميين. وقد نجح عام 2017 في وضع يده على شرق ليبيا بعد عملية بدأها في 2014 ضد المجموعات المتشددة في بنغازي، كبرى مدن الشرق. ويومها انضم الكثير من ضباط المنطقة الشرقية إلى صفوف قواته، التي نجحت في السيطرة على بنغازي.
ولتعزيز صورته كرجل حرب لا يستهان به، أعلن المشير حفتر هجوماً آخر على درنة، المدينة الوحيدة التي كانت خارج سيطرته في الشرق، وأكد نهاية يونيو (حزيران) 2018 «تحريرها» من المجموعات المتطرفة.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، بدأ عملية للسيطرة على الجنوب الصحراوي الغني بالنفط، واستولى على مدينة سبها من دون معارك، إضافة إلى حقل الشرارة النفطي الكبير.
يتحدر حفتر من الشرق الليبي. وهو من مواليد سنة 1943، وخرج من الظل أثناء مشاركته في ثورة عام 2011 ضد نظام القذافي. وشارك في الانقلاب الذي قاده القذافي عام 1969، قبل أن ينشق عنه أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويغادر إلى الولايات المتحدة للإقامة هناك، قبل أن ينضم إلى قيادات معارضة.
وإبان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر في خضم الحرب الليبية التشادية (1978 - 1987) وحدة خاصة، لكنه وقع في الأسر مع مئات العسكريين الآخرين، ليتبرأ منه نظام القذافي وقتها، قبل أن يُنقل إلى الولايات المتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.
وبعد عشرين عاماً في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش إبان ثورة 17 فبراير (شباط) 2011، وبعدها، أحاله المؤتمر الوطني العام، البرلمان الأول بعد الثورة، على التقاعد مع عدد من الضباط الكبار. لكن برلمان طبرق أعاده إلى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطاً متقاعداً آخرين مطلع يناير 2015، أي بعد نحو ستة أشهر من العملية.
ويبدو أن حفتر يلقى دعماً غير معلن من بلدان أخرى.
وفي يوليو (تموز) الماضي أعلنت فرنسا مقتل ثلاثة من جنودها في تحطم مروحية في ليبيا، حيث كانوا يشاركون في مهام في صفوف قواته. غير أن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج اعتبر هذا الوجود «تدخلاً غير مقبول». لكن حكومة السراج، التي تدعمها ميليشيات في غرب ليبيا، لم تحصل على اعتراف السلطات في الشرق، وخصوصاً المشير حفتر.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».