نيوزيلندا: قانون جديد بأغلبية ساحقة يشدد القيود على حيازة الأسلحة

أستراليا تخصص 270 مليون دولار لمكافحة الإرهاب

امرأة تمشي عبر أكاليل من الزهور الموضوعة لتكريم ضحايا المسجدين في الحديقة النباتية في كرايستشيرش أول من أمس (أ.ف.ب)
امرأة تمشي عبر أكاليل من الزهور الموضوعة لتكريم ضحايا المسجدين في الحديقة النباتية في كرايستشيرش أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

نيوزيلندا: قانون جديد بأغلبية ساحقة يشدد القيود على حيازة الأسلحة

امرأة تمشي عبر أكاليل من الزهور الموضوعة لتكريم ضحايا المسجدين في الحديقة النباتية في كرايستشيرش أول من أمس (أ.ف.ب)
امرأة تمشي عبر أكاليل من الزهور الموضوعة لتكريم ضحايا المسجدين في الحديقة النباتية في كرايستشيرش أول من أمس (أ.ف.ب)

أقرّ البرلمان النيوزيلندي بأغلبية ساحقة، أمس، مشروع قانون يفرض إجراءات جديدة لمراقبة الأسلحة، وذلك في قراءة أولى يأمل النواب الداعمون للمشروع أن يتحول إلى قانون بحلول نهاية الأسبوع المقبل. وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أكدت في نهاية مارس (آذار) الماضي، أن قوانين حيازة الأسلحة في بلادها ستتغير في أعقاب الهجوم الذي نفذه الأسترالي برينتون تارانت أواسط الشهر الماضي، حين استهدف مسجدي «النور» و«لينوود» في كرايستشيرس ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 مصلياً وإصابة 50 آخرين.
وصوت نائب واحد فقط من أصل 120 ضد مشروع القانون، وهو النائب المحافظ ديفيد سيمور، الذي قال إن الإجراءات المتعلقة به «متسرعة للغاية». ويحظر مشروع القانون، الأسلحة نصف الآلية ذات الطراز العسكري، ومخازن الطلقات ذات السعة العالية، إضافة إلى البنادق نصف الآلية التي يمكن تزويدها بمخازن قابلة للفك والتركيب، ولا يحظر مشروع القانون الأسلحة التي غالباً ما يستخدمها المزارعون والصيادون، بما في ذلك الأسلحة ذات العيار 22 نصف الآلية التي تستوعب ما يصل إلى 10 طلقات.
وأعلنت حكومة نيوزيلندا، أمس الاثنين، أن من يمتلكون معظم الأسلحة النارية نصف الآلية سوف يضطرون لتسليمها، في مهلة تمتد حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، حيث يتم تمرير تعديلات في قوانين الأسلحة في الدولة بحلول نهاية الأسبوع المقبل. وسوف تدخل الدفعة الأولى من التعديلات في قوانين الأسلحة في نيوزيلندا حيز التنفيذ في 12 أبريل (نيسان). وكانت مجلة «نيوزويك» قد نقلت عن وزير الشرطة ستيوارت ناش، أمس، قوله «إذا أقر البرلمان مشروع القانون كما هو متوقع، فإن القانون الجديد سيدخل حيز التنفيذ في 12 أبريل».
وأضاف ناش: «لقد كشف الهجوم ضعفاً كبيراً في قوانيننا... الأسلحة النارية والذخيرة وأجزاء الأسلحة التي استخدمها الإرهابي تم شراؤها بشكل قانوني»، في إشارة إلى الأسترالي تارانت.
ولفتت «نيوزويك» إلى وجود مجموعات في أوساط الشبّان أعربوا عن معارضتهم لهذا المشروع، وأكدوا على أنهم لن يقوموا بتسليم الأسلحة التي يشملها الحظر إلى السلطات، ورداً على ذلك قال وزير الشرطة إنه «لن تكون هناك استثناءات للتشريع الجديد، وستكون هناك عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات لمن ضبطت معهم»، كما دافع عن سرعة اتخاذ الإجراءات من أجل التصديق على التشريع، الذي قد يصبح ساري المفعول في نهاية الأسبوع المقبل، أي بعد أقل من أربعة أسابيع من الهجوم الإرهابي الذي نفذه تارانت.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الأسترالية، أمس، أنها ستزيد الإنفاق لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف العنيف بمقدار 381 مليون دولار أسترالي (270 مليون دولار أميركي) في الأعوام الأربعة المقبلة، جاء ذلك على أثر حادث إطلاق النار بمسجدين في نيوزيلندا الشهر الماضي.
وقال وزير الشؤون الداخلية بيتر داتون، في بيان أُعلن ضمن ميزانية الحكومة، «تظهر الأحداث المأساوية في كرايستشيرش الشهر الماضي الحاجة للبقاء في حالة يقظة أمام خطر التطرف العنيف».
وأضاف أن «المبلغ سيخصص لتمويل فرق تحقيق إضافية وتطبيق وسائل جديدة لمواجهة التهديدات التي قد تطرأ».
من ناحية أخرى، كشفت أوراق الميزانية عن تخصيص 35 مليون دولار أسترالي لمواجهة التدخل الخارجي. وذكر داتون أن الحكومة ستنشئ مركزاً لتقييم التهديدات الخارجية تديره الشرطة الاتحادية وجهاز المخابرات الأسترالي.
وفي وقت سابق من العام الحالي، قالت الحكومة إنها تشتبه في ضلوع دولة أجنبية في تسلل إلكتروني لشبكة البرلمان وأكبر ثلاثة أحزاب في البلاد. وفي عام 2017 فرض رئيس الوزراء وقتئذ مالكولم ترنبول، قوانين جديدة صارمة تهدف لمكافحة التدخل الأجنبي، مشيراً لـ«تدخلات صينية».
وتسبب ذلك في تدهور العلاقات بين أستراليا والصين.
ويتعين الآن على جماعات الضغط المتصلة بحكومات أجنبية التسجيل لدى أستراليا، كما تمنع البلاد التبرعات السياسية القادمة من الخارج.


مقالات ذات صلة

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
أفريقيا استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر حركة «الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.