خبراء دوليون يدقون ناقوس الخطر حول تغير المناخ

الأحوال الجوية السيئة أصابت 62 مليون شخص ورحّلت مليونين عام 2018

غوتيريش ورئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا ورئيس المنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتري تالاس خلال مؤتمر صحافي عن المناخ في نيويورك (الشرق الأوسط)
غوتيريش ورئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا ورئيس المنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتري تالاس خلال مؤتمر صحافي عن المناخ في نيويورك (الشرق الأوسط)
TT

خبراء دوليون يدقون ناقوس الخطر حول تغير المناخ

غوتيريش ورئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا ورئيس المنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتري تالاس خلال مؤتمر صحافي عن المناخ في نيويورك (الشرق الأوسط)
غوتيريش ورئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا ورئيس المنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتري تالاس خلال مؤتمر صحافي عن المناخ في نيويورك (الشرق الأوسط)

حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء العالم على المشاركة في قمة المناخ التي سيعقدها في سبتمبر (أيلول) المقبل في نيويورك، وأن يحملوا معهم خططاً لاتخاذ إجراءات بشأن التغير المناخي. فيما أعلنت الوكالة الدولية للأرصاد الجوية في تقريرها الرئيسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري، أن الأحوال الجوية العاتية عام 2018 أصابت 62 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وأرغمت مليوني شخص على الترحل.
وأورد التقرير السنوي عن حالة المناخ العالمي الصادر عن الوكالة الدولية للأرصاد الجوية، أن الأرض سخنت 1.8 درجة فهرنهايت تقريباً عما كانت عليه في بداية العصر الصناعي. ويحاول زعماء العالم الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 3.6 درجة حداً أقصى. غير أن الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود مثل الفحم والبنزين والديزل الخاص بإنتاج الكهرباء والنقل تسهم في الاحترار العالمي الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من العواصف والفيضانات والجفاف. وشدد على أن «ثاني أكسيد الكربون هو المشكلة الرئيسية هنا»، مضيفاً أن الغاز يبقى في الهواء لمئات السنين.
وجاء في التقرير المكون من 44 صفحة: «أثرت الفيضانات على 35 مليون شخص. وأصاب الجفاف 9 ملايين آخرين، مما زاد من مشكلة زراعة ما يكفي من الغذاء لإطعام العالم». وأضاف: «وصلت حرارة المحيط إلى مستوى قياسي، وأصبحت المحيطات أكثر حموضة وهي تفقد الأكسجين». وإذ أشار إلى «بعض الاستثناءات»، نبه إلى «ذوبان الأنهار الجليدية وتقلص الجليد في المحيطات القطبية. كما بلغ مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء مستويات قياسية».
ومن المقرر أن يعقد غوتيريش قمة حول العمل المناخي في 23 سبتمبر في نيويورك. وخاطب الزعماء الذين سيشاركون، قائلاً: «أرجوكم لا تأتوا بخطب، ولكن تعالوا إلى القمة بخطط» ملموسة وواقعية تضع العالم على الطريق المستدامة. وأوضح أن «تغير المناخ يمثل قضية أمنية وصحية للعالم»، ملاحظاً أن «التأثير على الصحة العامة يتصاعد» لأن هناك «مزيجاً من الحرارة الشديدة وتلوث الهواء يثبت الخطورة المتزايدة». وأكد أن «كل أسبوع يجلب مثالاً جديداً على دمار مرتبط بالمناخ»، مشيراً إلى «مئات الآلاف وربما الملايين من المتضررين بالإعصار (إيداي) في موزمبيق وملاوي وزيمبابوي». واعتبر أن «مثل هذه الأحداث تحدث بشكل أكثر تكراراً وحدة وانتشاراً، وستصبح أسوأ إذا لم نتحرك بشكل عاجل الآن». وأوضح أن «تغير المناخ يهدد عقوداً من التقدم المحرز في مجال التنمية، ويهدد خططنا للتنمية المستدامة والجامعة. من تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى تنامي الضغوط المرتبطة بالمياه وتسارع الدمار البيئي، يعد تغير المناخ خطراً آنياً واضحاً». وكذلك لاحظ أن «العام الماضي في الولايات المتحدة وحدها، رأينا 14 كارثة متعلقة بالطقس والمناخ. وكلف الدمار أكثر من مليار دولار لكل منها، بما مجموعه 49 مليار دولار». وشدد على أنه «لا توجد أعذار تحول دون التحرك للتصدي لتغير المناخ». وذكر بأن «الإجابات المطلوبة لهذه المشكلة موجودة في اتفاقين جرى التوصل إليهما عام 2015، وهما اتفاق باريس للمناخ وأجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030». وتساءل عن «فائدة تلك الأدوات إذا لم يجرِ استخدامها».
وكانت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد ذكرت أن أمام العالم أقل من 12 عاماً لتجنب آثار مرتبطة بالمناخ قد لا يمكن عكسها. وأكدت أن الحد من ارتفاع درجة حرارة العالم كيلا يتخطى 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية، يستوجب إدخال تغييرات عاجلة لا سابق لها على كل قطاعات المجتمع.
ومن جهتها، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا، أنها دعت رؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلين عن منظمات شبابية للمشاركة، مضيفة: «نحن الجيل الأخير الذي يمكن أن يحول دون حدوث أضرار كبيرة لا يمكن إصلاحها لكوكب الأرض وسكانه بسبب تغير المناخ». وإذ أشارت إلى تظاهرات حصلت أخيراً في أنحاء مختلفة من العالم، قالت: «حول العالم يحشد آلاف الطلاب والتلاميذ جهودهم للمطالبة بالاستجابة لتغير المناخ. إن رسالتهم واضحة ومباشرة وهي: لا توجد خطة بديلة، الوقت قد حان لإنقاذ الكوكب... لا يوجد مستقبل من دون كوكب الأرض»، لأن «الفشل في الاستماع إليهم سيكون خطأ مشابهاً للاعتقاد بأن أمامنا كثيراً من الوقت لبدء العمل».
وقال الأمين العام للوكالة بيتري تالاس: «رأينا عدداً متزايداً من الكوارث بسبب تغير المناخ»، مضيفاً أنه منذ عام 1998، تأثر نحو 4.5 مليار شخص في كل أنحاء العالم بسبب الطقس القاسي. وأفاد بأن «إعصار إيداي الذي ضرب موزمبيق للتو يعد مثالاً جيداً، ولكنه حديث للغاية بحيث لا يمكن إدراجه في التقرير». ولفت إلى أن «السنوات الأربع الماضية الأكثر دفئاً على الإطلاق»، موضحاً أن «2018 كان أحر الأعوام على الإطلاق في ظاهرة النينيا». وشدد على أن «ثاني أكسيد الكربون هو المشكلة الرئيسية هنا»، مضيفاً أن «الغاز يبقى في الهواء لمئات السنين».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.