حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء العالم على المشاركة في قمة المناخ التي سيعقدها في سبتمبر (أيلول) المقبل في نيويورك، وأن يحملوا معهم خططاً لاتخاذ إجراءات بشأن التغير المناخي. فيما أعلنت الوكالة الدولية للأرصاد الجوية في تقريرها الرئيسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري، أن الأحوال الجوية العاتية عام 2018 أصابت 62 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وأرغمت مليوني شخص على الترحل.
وأورد التقرير السنوي عن حالة المناخ العالمي الصادر عن الوكالة الدولية للأرصاد الجوية، أن الأرض سخنت 1.8 درجة فهرنهايت تقريباً عما كانت عليه في بداية العصر الصناعي. ويحاول زعماء العالم الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 3.6 درجة حداً أقصى. غير أن الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود مثل الفحم والبنزين والديزل الخاص بإنتاج الكهرباء والنقل تسهم في الاحترار العالمي الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من العواصف والفيضانات والجفاف. وشدد على أن «ثاني أكسيد الكربون هو المشكلة الرئيسية هنا»، مضيفاً أن الغاز يبقى في الهواء لمئات السنين.
وجاء في التقرير المكون من 44 صفحة: «أثرت الفيضانات على 35 مليون شخص. وأصاب الجفاف 9 ملايين آخرين، مما زاد من مشكلة زراعة ما يكفي من الغذاء لإطعام العالم». وأضاف: «وصلت حرارة المحيط إلى مستوى قياسي، وأصبحت المحيطات أكثر حموضة وهي تفقد الأكسجين». وإذ أشار إلى «بعض الاستثناءات»، نبه إلى «ذوبان الأنهار الجليدية وتقلص الجليد في المحيطات القطبية. كما بلغ مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء مستويات قياسية».
ومن المقرر أن يعقد غوتيريش قمة حول العمل المناخي في 23 سبتمبر في نيويورك. وخاطب الزعماء الذين سيشاركون، قائلاً: «أرجوكم لا تأتوا بخطب، ولكن تعالوا إلى القمة بخطط» ملموسة وواقعية تضع العالم على الطريق المستدامة. وأوضح أن «تغير المناخ يمثل قضية أمنية وصحية للعالم»، ملاحظاً أن «التأثير على الصحة العامة يتصاعد» لأن هناك «مزيجاً من الحرارة الشديدة وتلوث الهواء يثبت الخطورة المتزايدة». وأكد أن «كل أسبوع يجلب مثالاً جديداً على دمار مرتبط بالمناخ»، مشيراً إلى «مئات الآلاف وربما الملايين من المتضررين بالإعصار (إيداي) في موزمبيق وملاوي وزيمبابوي». واعتبر أن «مثل هذه الأحداث تحدث بشكل أكثر تكراراً وحدة وانتشاراً، وستصبح أسوأ إذا لم نتحرك بشكل عاجل الآن». وأوضح أن «تغير المناخ يهدد عقوداً من التقدم المحرز في مجال التنمية، ويهدد خططنا للتنمية المستدامة والجامعة. من تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى تنامي الضغوط المرتبطة بالمياه وتسارع الدمار البيئي، يعد تغير المناخ خطراً آنياً واضحاً». وكذلك لاحظ أن «العام الماضي في الولايات المتحدة وحدها، رأينا 14 كارثة متعلقة بالطقس والمناخ. وكلف الدمار أكثر من مليار دولار لكل منها، بما مجموعه 49 مليار دولار». وشدد على أنه «لا توجد أعذار تحول دون التحرك للتصدي لتغير المناخ». وذكر بأن «الإجابات المطلوبة لهذه المشكلة موجودة في اتفاقين جرى التوصل إليهما عام 2015، وهما اتفاق باريس للمناخ وأجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030». وتساءل عن «فائدة تلك الأدوات إذا لم يجرِ استخدامها».
وكانت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد ذكرت أن أمام العالم أقل من 12 عاماً لتجنب آثار مرتبطة بالمناخ قد لا يمكن عكسها. وأكدت أن الحد من ارتفاع درجة حرارة العالم كيلا يتخطى 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية، يستوجب إدخال تغييرات عاجلة لا سابق لها على كل قطاعات المجتمع.
ومن جهتها، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا، أنها دعت رؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلين عن منظمات شبابية للمشاركة، مضيفة: «نحن الجيل الأخير الذي يمكن أن يحول دون حدوث أضرار كبيرة لا يمكن إصلاحها لكوكب الأرض وسكانه بسبب تغير المناخ». وإذ أشارت إلى تظاهرات حصلت أخيراً في أنحاء مختلفة من العالم، قالت: «حول العالم يحشد آلاف الطلاب والتلاميذ جهودهم للمطالبة بالاستجابة لتغير المناخ. إن رسالتهم واضحة ومباشرة وهي: لا توجد خطة بديلة، الوقت قد حان لإنقاذ الكوكب... لا يوجد مستقبل من دون كوكب الأرض»، لأن «الفشل في الاستماع إليهم سيكون خطأ مشابهاً للاعتقاد بأن أمامنا كثيراً من الوقت لبدء العمل».
وقال الأمين العام للوكالة بيتري تالاس: «رأينا عدداً متزايداً من الكوارث بسبب تغير المناخ»، مضيفاً أنه منذ عام 1998، تأثر نحو 4.5 مليار شخص في كل أنحاء العالم بسبب الطقس القاسي. وأفاد بأن «إعصار إيداي الذي ضرب موزمبيق للتو يعد مثالاً جيداً، ولكنه حديث للغاية بحيث لا يمكن إدراجه في التقرير». ولفت إلى أن «السنوات الأربع الماضية الأكثر دفئاً على الإطلاق»، موضحاً أن «2018 كان أحر الأعوام على الإطلاق في ظاهرة النينيا». وشدد على أن «ثاني أكسيد الكربون هو المشكلة الرئيسية هنا»، مضيفاً أن «الغاز يبقى في الهواء لمئات السنين».
خبراء دوليون يدقون ناقوس الخطر حول تغير المناخ
الأحوال الجوية السيئة أصابت 62 مليون شخص ورحّلت مليونين عام 2018
خبراء دوليون يدقون ناقوس الخطر حول تغير المناخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة