«أمهات المختطفين» في اليمن يرصدن اختطاف الحوثيين 114 امرأة

توثيق 700 انتهاك للميليشيات في محافظة ذمار خلال عام

TT

«أمهات المختطفين» في اليمن يرصدن اختطاف الحوثيين 114 امرأة

قالت رئيسة رابطة أمهات المختطفين في اليمن، أمة السلام الحاج، إن الرابطة - وهي منظمة حقوقية يمنية - رصدت تعرض 114 امرأة للاختطاف على يد الميليشيات الحوثية، خلال العام الماضي، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي.
وأوضحت الحاج، أن فترات احتجاز النساء لدى الميليشيات تفاوتت من حيث المدة، بين ساعة واحدة وأشهر عدة، في حين حكمت الجماعة الموالية لإيران على امرأة واحدة بالإعدام وتدعى أسماء العميسي.
ونبّهت رئيسة رابطة أمهات المختطفين في اليمن، أمة السلام الحاج، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إلى الكثير من الوعود التي كانت قطعتها الميليشيات الحوثية لإطلاق سراح المختطفين، لكنها لم تنجز شيئاً من ذلك.
وتابعت بالقول: «ندعو غريفيث لكي لا يسمح لأحد بالتنصل من اتفاق استوكهولم، ولتكن لرعاية الأمم المتحدة وضمانها قيمة أخلاقية وقانونية مختلفة عن كل ما مضى من اتفاقيات والتي عادت في معظمها على المختطفين بمزيد من الابتزاز»، كما دعته إلى استكمال جهوده الإنسانية لإطلاق سراح المختطفين، سواء باتفاق استوكهولم أو بغيره؛ فذلك هو حقهم الإنساني والقانوني، بحسب تعبيرها.
وقالت الحاج، إنها ترفض أن يتم تجيير قضية المختطفين، وهي قضية إنسانية إلى قضايا سياسية، داعية الحكومة الشرعية إلى الاهتمام بأسر المختطفين ورعايتهم والمسارعة إلى إيجاد حلول للإفراج عنهم.
وبحسب تقرير الرابطة الحقوقي للعام الماضي، أفادت رئيستها، أمة السلام الحاج، بأن عدد المختطفين بلغ 1442 مختطفاً، في حين لا يزال خلف القضبان ممن تم اعتقالهم في أعوام سابقة 1972 مختطفاً.
وبالنسبة لعدد المخفيين قسرياً في العام نفسه، بيّنت أن الرابطة وثقت إخفاء 294 في حين لا يزال 232 مخفيين من سنوات سابقة.
وتقول الحاج: إن الرابطة لم تتوقف لحظة واحدة، سواء بعد اتفاق السويد أو قبله في عقد اللقاءات الرسمية ومخاطبة الجهات الرسمية وإصدار البيانات والوقفات الاحتجاجية، معتبرة أن ذلك لم يكن ترفاً ولا استعراضاً، لكنه إيمان بشراكة الجميع في تحقيق الحرية للمختطفين.
وفي الشأن الحقوقي نفسه، كان التقرير السادس الصادر عن اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، حمّل ميليشيات الحوثي الإيرانية المسؤولية عن الكثير من الجرائم بحق المدنيين والطفولة، وشمل ذلك تجنيد الأطفال والتهجير القسري وتفجير المنازل.
وأكد التقرير الذي أطلق في مؤتمر صحافي في عدن، الخميس، وشمل أعمال الرصد والتحقيق للفترة من مطلع أغسطس (آب) 2018 حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2019، مسؤولية الميليشيات في 51 واقعة انتهاك متعلقة بتجنيد الأطفال، واستخدامهم في الأعمال القتالية والعسكرية، و44 حالة زرع ألغام فردية نتج منها سقوط 52 قتيلاً، بينهم أربع نساء و11 طفلاً، وسقوط 30 جريحاً، بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال.
وحمّل التقرير الميليشيات المسؤولية في 105 حالات تهجير قسري طالت 980 شخصاً جرى رصدها والتحقيق فيها خلال الفترة المذكورة، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن 31 حالة تفجير للمنازل.
ووفق التقرير جرى الرصد والتحقيق في 776 واقعة تسببت في مقتل 408 مدنيين، بينهم 67 امرأة و89 طفلاً، وإصابة 711 آخرين، منهم 95 طفلاً و131 امرأة، إلى جانب الرصد والتحقيق في 84 حالة ادعاء بالقتل خارج القانون.
وفي سياق الزخم الحقوقي الموثق لجرائم الميليشيات الحوثية، كانت منظمة «شمول» للإعلام وحقوق الإنسان، أكدت أنها رصدت أكثر من 712 جريمة وانتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال العام الماضي 2018 في محافظة ذمار، واستهدفت المدنيين، بينهم نساء وأطفال من جميع مديريات المحافظة.
وذكرت المنظمة في مؤتمر صحافي عقدته في مأرب، أن الجرائم والانتهاكات شملت، انتهاكات السلامة الشخصية بعدد 321 حالة وبنسبة 45 في المائة، وجرائم الانتهاكات العامة بعدد 311 حالة، وبنسبة 44 في المائة، وجرائم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بنسبة 10 في المائة، وجرائم تقويض مؤسسات الدولة بعدد 10 حالات وبنسبة 1 في المائة من إجمالي الانتهاكات في المحافظة.
وأوضح التقرير، أن جرائم القتل والإصابة خارج إطار القانون بلغت 39 حالة، بالإضافة إلى 14 حالة تعذيب داخل السجون، و260 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وجريمتي اعتداء جسدي.
وقالت المنظمة، إنها وثقت 39 حالة تجنيد للأطفال خلال عام 2018 في عموم مديريات محافظة ذمار.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.