المخابرات الإسرائيلية تحذر من تسلل جواسيس تحت ستار تسهيل الهجرة اليهودية

TT

المخابرات الإسرائيلية تحذر من تسلل جواسيس تحت ستار تسهيل الهجرة اليهودية

كشفت أوساط أمنية في تل أبيب أن التساهل الذي أجراه الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والحكومة في القوانين والإجراءات، الذي يتيح استيعاب أي مهاجر يهودي إلى إسرائيل، يوقع أجهزة المخابرات (الشاباك) في مشكلة، لأن هناك ثغرات ينفذ عبرها جواسيس لدول أجنبية.
وقالت هذه المصادر إن رئيس «الشاباك»، نداف أرغمان، وجه رسالة إلى رئيس الوزراء وعدد آخر من الوزراء ذوي العلاقة في استيعاب الهجرة اليهودية، تتضمن تحذيراً صريحاً في الموضوع، يقول فيها إن التعديل الذي أجري على القانون الذي صدر قبل عام ونصف العام، والذي يقضي بأن اليهود الذين يهاجرون بموجب ما يسمى بـ«قانون العودة»، يمكنهم الحصول على جوازات سفر، وكذلك التسهيلات التي أُقرّت لتمكين أي يهودي من الحصول على جنسية إسرائيلية وجواز سفر، مثل قانون القومية، يجعلان من الممكن استغلال جوازات السفر الإسرائيلية من قبل «أجهزة استخبارات أجنبية أو عناصر أجنبية معادية»، للتجسس على إسرائيل. وأضافت المصادر أن الخطر الأكبر الذي يزعج «الشاباك» يتعلق بثغرة في القانون الإسرائيلي تتيح لليهود من جميع أنحاء العالم، امتلاك جواز السفر الإسرائيلي، حتى من دون أن يقيموا في البلاد أو يحصلوا على المواطنة.
وقد حذر أرغمان من الخطر في أن تستغل أجهزة استخبارات أجنبية هذا البند من القانون وتحصل على جوازات أجنبية، وتتحول إلى «عناصر معادية»، من دون أن يتمكن جهاز الأمن العام من متابعتها. ومع أن تحذيرات «الشاباك» لا تذكر أسماء دول محددة بعينها يقصدها، فإن المصادر تشير إلى روسيا وعدد من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، التي ما زالت تدور في فلكها، كمصدر لخطر التجسس.
ويرى المراقبون في هذه التحذيرات إشارة إلى أن قوانين التمييز لصالح اليهود التي أقرتها السلطات الإسرائيلية بدأت ترتد إلى نحرها. وكانت مصادر سياسية قد كشفت أخيراً أن أرغمان، عبّر، قبل شهرين، عن تخوفه من نوع آخر من التجسس. وخلال جلسة مغلقة، عُقدت لمؤتمر «أصدقاء جامعة تل أبيب»، في يوم الاثنين، السابع من يناير (كانون الثاني) الماضي، أعرب عن «توجُّس شديد لاحتمال تدخلات خارجية من الممكن أن تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست». وعلى أثر ذلك، أُجرِيَت أبحاث في لجنة الانتخابات المركزية وتم تحذير الأحزاب المختلفة من ترك أجهزة الحاسوب الداخلية بلا مراقبة. كما أعد «الشاباك» ووحدة السايبر في ديوان رئيس الحكومة خطة لمجابهة الخطر.وذكر أرغمان أسماء عدد من الدول المحتمل قيامها بهذا التدخل، لكن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر التصريح الدقيق الذي أدلى بمثل هذه المعلومات الأمنية الحساسة. وسمحت الرقابة بنشر النبأ منقوصاً. ورفض أرغمان أيضاً التوضيح لحساب مَن المتنافسين السياسيين الإسرائيليين يتم هذا التدخل. وترك الأمر للتخمينات، التي صبت غالبيتها في ترجيح كفة بنيامين نتنياهو كمستفيد أول. واكتفى بالقول: «أنا أعرف تماماً عما أتحدث، ولكنني لا أستطيع تحديد المصالح التي قد تجنيها الدولة المذكورة من تدخلها، ولا طبيعة مساعيها. والتدخل سيتم عبر هجمات قرصنة إلكترونية باستخدام تقنيات تكنولوجية متطورة. لذلك علينا الحذر».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».