جلسة تصوير «غريبة» لعروسين على قمة «جبل موسى» تثير اهتمام المصريين

رحلة صعود «سانت كاترين» استغرقت 10 ساعات

لقطة من جلسة التّصوير على قمة جبل موسى
لقطة من جلسة التّصوير على قمة جبل موسى
TT

جلسة تصوير «غريبة» لعروسين على قمة «جبل موسى» تثير اهتمام المصريين

لقطة من جلسة التّصوير على قمة جبل موسى
لقطة من جلسة التّصوير على قمة جبل موسى

دفعهما شغفهما بالتصوير إلى خوض مغامرة شاقّة، وصفها بعض رواد التواصل الاجتماعي بـ«المجنونة»، حيث اتفق محمد سليم مع عروسه أسماء، على جلسة تصوير لزفافهما فوق «جبل موسى»، أعلى قمة جبلية في مصر بمدينة سانت كاترين، في محافظة جنوب سيناء (جنوب شرقي القاهرة)، على ارتفاع نحو 2280 متراً فوق مستوى سطح البحر.
وقال يحيى الزيني، صديق العروسين، ومصوّر جلسة التصوير الخاصة: «إن مدة الرحلة استغرقت نحو 10 ساعات كاملة، بعد صعودهما 750 درجة سلم من أجل الوصول لقمة (جبل موسى)، وإجراء جلسة تصوير مختلفة عن الآخرين».
وأضاف الزيني في تصريحات صحافية، أمس: «إنهم مجموعة شباب من القاهرة من هواة تسلّق الجبال، يحرصون على زيارة مدينة سانت كاترين كل شهر، بحثاً عن تسلق جبال جديدة، إضافة إلى أن سانت كاترين تتميز بروحانيات تساعد على الهدوء النفسي».
ولفت الزيني إلى أن العروسين أصرا على الاحتفال بعرسهما بشكل مختلف ومميز بفكرة خارج الصندوق، وتحمّلا مشقة تسلق الجبل وبرودة الطقس، للتصوير وسط الطبيعة. وأوضح أن «رحلة صعود وهبوط العروسين وأصدقائهما الذين بلغ عددهم 20 شخصاً استغرقت نحو 10 ساعات»، مشيراً إلى أنهما لم يصعدا وهما يرتديان ملابس الزفاف التقليدية، بل قاما بالصعود في البداية بملابس عادية في نحو ثلاث ساعات، من ثم بدّلا الملابس واستعدا للتصوير في ساعتين، وقد استغرقت جلسة التصوير نحو ساعتين أو ثلاث، ثم هبط الجميع في ساعتين، مضيفاً: «على الرغم من مشقة الرحلة وبرودة الطقس، فإن الجميع استمتع وسط الطبيعة الجميلة».
وحظيت صور زفاف العروسين بأعلى قمة «جبل موسى» في سانت كاترين بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف جمهور هذه المواقع في مصر ما قام به العروسان بالجنون والهَوَس، لكن مصورهما ردّ على حالة الزخم بأن الفكرة جديدة وتستحق العناء.
وبدأ العروسان رحلتهما في صعود الجبل بدءاً من منتصف الليل، وحتى ساعات الصباح الأولى وسط أجواء شديدة البرودة، وهبطا منه قبل الظهر بصحبة أصدقائهم (المعازيم)، ونالت التجربة ترحيباً كبيراً من متسلقي الجبل، المصريين والأجانب.
وأشار مصوّر حفل الزفاف إلى أن «بعض المعازيم ارتدوا ملابسهم قبل رحلة الصعود، والبعض قرر أن يبدل ملابسه على قمة الجبل، والعروس كذلك كان من الصعب عليها الصعود بالفستان، لذا ارتدته فور صعودنا».
وأثارت قصة مغامرة العروسين اهتماماً كبيراً على وسائل الإعلام المصرية، أمس، على الرغم من التقاط الصور منذ أسبوع كامل. واهتمّ رواد التواصل الاجتماعي بنشر الصور والتعليق عليها والإشادة بالفكرة المبتكرة، ورأى بعضهم أنها تعمل على الترويج للمناطق السياحية المصرية في جنوب سيناء ذات المناظر الخلابة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».