بعد أشهر من الخفوت وسلسلة هزائم على أيدي الجيش المصري، ظهر تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» الإرهابي في إصدار مرئي جديد، زعم فيه ثبات عناصره، مجدداً البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وقال عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات المتشددة، إن «الإصدار الجديد هو إعلان إفلاس للتنظيم، وتجديد البيعة للبغدادي هدفه نفي الانشقاقات». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «آخر إصدار للتنظيم منذ 5 أشهر، وطوال هذه الفترة ومن قبلها، وهو يعاني من خفوت نتيجة العملية الشاملة (التي تشنها قوات الأمن والجيش) في سيناء ونجاحها في استئصال البؤر الرئيسية له، فالضربات المتتالية من الجيش المصري كبدت التنظيم خسائر كبيرة».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) عام 2018، لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة موالية لـ«داعش». وتعرف العملية باسم «سيناء 2018». وحمل الإصدار المرئي الجديد لـ«ولاية سيناء» اسم «عهد وثبات»، عُرضت فيه لقطات مصورة - قال عنها إنها حديثة - لاستهداف عربات ومدرعات وكمائن أمنية، فضلاً عن مقتطفات من خطاب البغدادي زعيم «داعش».
وبايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» التي كانت تنشط في سيناء المصرية، تنظيم «داعش» في عام 2014، وأطلقت على نفسها منذ ذلك الحين «ولاية سيناء».
وقال عبد المنعم إن «(تنظيم) أنصار بيت المقدس يريد تأكيد فكرة الثبات، وإنه متماسك، وإن خسائر (داعش) في سوريا والعراق ليست قوية، ويحاول أن ينفي فكرة الانشقاقات التي ضربت التنظيم، وتأكيد أن لديه عناصر جديدة». وتابع أن «الإصدار المرئي يكشف وجود انشقاقات وضربات هزت التنظيم من الداخل، ويعطي في الوقت نفسه دلالة على أن البيعة مستمرة للبغدادي» مقابل تراجع آخرين عنها. ولفت إلى أن «أعداد العناصر التي ظهرت في إصدار التنظيم قليلة جداً، والاستهدافات التي تحدث عنها لعمليات قديمة تبناها التنظيم من قبل».
وفي الإطار ذاته، قال «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة»، التابع لدار الإفتاء المصرية، إن تنظيم «أنصار بيت المقدس» سعى في الفيديو إلى تأكيد التزامه بالولاء للبغدادي، و«أنه ثابت في مواجهة النيران والمعارك والضربات التي تطاله هنا وهناك؛ إلا أن حقيقة ما حمله الفيديو إنما هو تأكيد على أن الهزائم الفادحة التي مُني بها التنظيم دفعت عناصره إلى نقض البيعة والانقلاب على البغدادي، فضلاً عن الهروب والاستسلام وعدم الإذعان لنداءات التنظيم بالثبات والصبر».
وأضاف المرصد، في تقرير أمس، أن «الإصدار المرئي عرض لعدد من عناصر التنظيم يعيدون ترديد البيعة للبغدادي، سعياً منهم لمواجهة سيل النقض لهذه البيعة بين عناصر التنظيم، وانقلاب كثير منهم على منهج وفكر التنظيم، وانتقال البعض الآخر نحو التنظيم الأم (القاعدة)، فضلاً عن قيام عدد كبير من عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم للسلطات المحلية في الدول والإدلاء بمعلومات حول خطط التنظيم وخلاياه».
ولفت التقرير إلى أن «الإصدار المرئي يكشف أن آلة (داعش) الإعلامية أصيبت في مقتل، ولم تعد تلك الآلة التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بإصداراتها (الهوليودية)، فتقنيات التصوير غائبة تماماً عن الإصدار، فضلاً عن الإخراج والأعمال الفنية، الأمر الذي يرسخ لدى الجميع أن التنظيم فقد جل قادته وكوادره الكبرى في مختلف التخصصات، ولم يبق سوى عناصر قليلة غير مؤهلة ولا مدربة على تنفيذ ما يطلب منها... ومن ثم فقد ترك الفيديو أثراً مغايراً تماماً لما عرض من أجله، فقد أكد الفيديو الضعف الكبير الذي أصاب التنظيم على مختلف المستويات».
إصدار مرئي لـ«ولاية سيناء» يزعم «الثبات» بعد سلسلة هزائم
إصدار مرئي لـ«ولاية سيناء» يزعم «الثبات» بعد سلسلة هزائم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة