السعودية تطلق استراتيجيتها الوطنية للثقافة برؤية ثلاثية

بدر بن فرحان: الجميع شركاء في رحلتنا الطموحة نحو قطاع ثقافي متطور

وزير الثقافة السعودي خلال كلمته في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة السعودي خلال كلمته في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تطلق استراتيجيتها الوطنية للثقافة برؤية ثلاثية

وزير الثقافة السعودي خلال كلمته في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة السعودي خلال كلمته في حفل اطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة (الشرق الأوسط)

أطلق الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة السعودي، أمس، الاستراتيجية الوطنية للثقافة، التي ترتكز على إعطاء صوت جديد للثقافة السعودية وتعزيز هويتها وحفظ إرثها الحضاري وتطوير القطاع الثقافي، بشكل يساعد المبدع على صناعة منتج ثقافي يليق بقيمة ومكانة السعودية، وذلك في حفل أقيم بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، بحضور وزراء ثقافة عرب ومسؤولين ومثقفين ودبلوماسيين، ووسائل إعلام محلية ودولية.
وأكد الأمير بدر، في كلمته خلال الحفل، أن الوزارة تعلن رؤيتها وتوجهاتها الرئيسية، بعد أن عملت عليها طيلة الأشهر الماضية، منذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإنشاء الوزارة في 2 يوليو (تموز) الماضي.
وأضاف: «لقد نصت المادة 22 من النظام الأساسي للحكم بأن ترعى الدولة العلوم والآداب والثقافة، وتعنى بتشجيع البحث العلمي، وتصون التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية، وجاءت (رؤية 2030) التي رسم ملامحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتؤكد على أهمية الثقافة ودورها المحوري في تحقيق الرؤية الطموحة».
ولفت وزير الثقافة إلى أن «رؤية الوزارة تنطلق اليوم بعد أن حظيت بدعم وتوجيه ولي العهد، وهو إعطاء صوت جديد للثقافة السعودية وتعزيز هويتها وحفظ إرثها الحضاري وتطوير القطاع الثقافي بالشكل الذي يساعد المبدع على صناعة منتج ثقافي يليق بقيمة ومكانة المملكة».
وتابع: «تفخر بلادنا بمثقفيها ومبدعيها الذين وصلوا بأعمالهم إلى منصات إقليمية ودولية معتبرة، وفازوا بجوائز مهمة، رغم الصعوبات التي واجهوها ووقفت أمام استغلال كثير من إمكاناتهم الإبداعية، كما حدث من اكتشاف نهضتنا الثقافية بشكل كامل، لهذا نقدم رؤيتنا وتوجهات الوزارة من أجل بناء بيئة تساهم في نمو هذا الإبداع وإثرائه ونريد من خلالها توفير منصات جديدة للمبدعين لإبراز مواهبهم لجماهير محلية ودولية».
الأمير بدر بن عبد الله شدد على أن الوزارة تسعد بالجميع «شركاء في رحلتنا الطموحة نحو قطاع ثقافي متطور يجد فيه المبدع فرصته لكامل الإبداع، ويعثر فيه المواطن والمقيم على إنتاج ثقافي يمتعه ويجذبه ويكون جناحاً للتواصل الدولي المفعال بين المبدع السعودي مع كل الجنسيات».
وكان مجلس الوزراء السعودي، وافق أول من أمس على الاستراتيجية الوطنية للثقافة، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الثقافة، وبعد الاطلاع على التوصية المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وتعتمد رؤية الوزارة الجديدة على 3 أهداف رئيسية، هي تعزيز حضور الثقافة في المجتمع، لتصبح نمط حياة، وتطوير المواقع الثقافية، واستثمارها كمحرك للنمو الاقتصادي الوطني، وخلق فرص للتبادل الثقافي الدولي.
كما تحدد الرؤية الجديدة للوزارة 16 قطاعاً، تم اختيارها باستخدام إطار اليونيسكو، تغطي مجموعة متنوعة من الجوانب الثقافية. منها العمارة والتصميم الداخلي، الكتب والنشر، التراث، الأزياء، المهرجانات والفعاليات، الأفلام والفنون المرئية، الطعام وفنون الطهي، المكتبات، المتاحف، الموسيقى، التراث الطبيعي، الفنون الأدائية، الشعر، الفنون البصرية. على أن تكون الوزارة المرجع والمحرك لكل هذه القطاعات
وتعمل الوزارة على تحديد أولويات التمويل، وتنظيم القطاع الثقافي، وتكوين شراكات محلية ودولية جديدة. معلنة عن أول حزمة من المبادرات، وهي مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، صندوق نمو الثقافة، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، برنامج الابتعاث، بينالي الدرعية، الفرقة الوطنية للمسرح، الفرقة الوطنية للموسيقى، مركز موحد للخدمات والتراخيص الثقافية، بيوت الثقافة، أكاديميات الفنون، مبادرة الكتاب للجميع، الجوائز الثقافية، مجلات الآداب والفنون، المتاحف المتخصصة، الأرشيف الوطني للأفلام، برنامج التفرغ الثقافي، برنامج ترجم، المهرجانات الثقافية، برنامج ثقافة الطفل، توثيق التراث الشفهي وغير المادي، معرض الفن المعاصر السنوي، تطوير المكتبات العامة، أسابيع الأزياء، إلى جانب مهرجان الطهي الوطني، الفن في الأماكن العامة، تأشيرة الفنان، مدينة الثقافة السعودية.
وتسعى وزارة الثقافة إلى أن يسهم القطاع الثقافي بما يساوي 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2030.
كما دشنت وزارة الثقافة شعارها الجديدة المستوحى من خريطة «الدي إن إيه»، ويحتوي على 13 خطاً تمثل عدد مناطق المملكة وشمولية اهتمام الوزارة وتطوير الثقافة في جميع مناطق السعودية.
وتخللت الحفل ملحمة غنائية، من تأليف الأمير بدر بن عبد المحسن، غنّتها نخبة من الفنانين السعوديين، بعنوان «ملحمة مملكة الحب والسلام»، مثلت التراث الغنائي السعودي بجميع أشكاله ومراحل تطوره.
وعكفت وزارة الثقافة على الوصول إلى أفضل نظام لتطوير قطاع الثقافة، بما يحقق أهدافها، ضمن برامج «رؤية المملكة 2030». ويجعل من الثقافة أسلوب حياة ورافداً مهماً في الاقتصاد الوطني.
يذكر أن وزير الثقافة التقى خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من المثقفين السعوديين؛ وذلك من أجل الاستماع إلى آرائهم ومعرفة العقبات التي تحول دون تحقيق تطلعاتهم، بالإضافة إلى تنظيم الوزارة عدداً من ورش العمل مع المختصين المحليين والخبراء الدوليين والجهات ذات العلاقة، ودراسة الواقع المحلي والاستفادة من التجارب السابقة والحالية، وتوظيفها أثناء العمل على إعداد رؤية وتوجهات وزارة الثقافة.
وكان الأمير بدر قد وصف هذه الاستراتيجية المنتظرة بأنها تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي السعودي بما يتسق مع «رؤية السعودية 2030»، كما وصف العام الحالي (2019) بأنه عام الثقافة. وبيّن في وقت سابق أن الوزارة تعمل على تحقيق تطلعات القيادة، مشيداً بما شهده القطاع الثقافي من اهتمامٍ من خادم الحرمين الشريفين، وتوجيه ومتابعة من ولي العهد.
وتسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز الهوية والمحافظة عليها، ويعتبر إنشاؤها جزءاً من الإصلاح، سيؤدي إلى نهوض الثقافة، ويكون قوة وحضوراً للمملكة عربياً ودولياً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.