عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

- الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، وزير الحج والعمرة السعودي، استقبل في مكتبه بالرياض، سفير تنزانيا لدى المملكة حميد مغازا. وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات العلاقة بشؤون حجاج تنزانيا لهذا العام والترتيبات اللازمة لتسهيل أداء مناسكهم بكل راحة وأمن واستقرار. وأشاد السفير التنزاني بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، والتسهيلات الكبيرة والخدمات الجليلة التي توفرها للحجاج والمعتمرين والزوار لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.
- الدكتور محمد أبو رمان، وزير الثقافة وزير الشباب الأردني، افتتح مندوباً عن رئيس الوزراء أعمال المؤتمر العربي الثالث للتفكير والإبداع والابتكار الذي ينظمه مركز «ديبونو» لتعليم التفكير تحت شعار «نحو جيل مبتكر». وقال الدكتور أبو رمان، في افتتاح المؤتمر، إن مهارات التفكير وتنمية الإبداع تشهد انتشاراً وتوسعاً على مستوى العالم لأهميتها ومساهمتها في بناء شخصية الفرد بشكل موضعي وبعيداً عن الذاتية.
- السفير حسام الدباس، القنصل العام لدولة فلسطين بالإسكندرية، افتتح الجناح الثقافي لبلاده بمكتبة الإسكندرية، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب لعام 2019. وقال الدباس إن هذا الجناح الثقافي واجهة مشرفة لفلسطين، ويأتي ذلك ضمن التعاون الثقافي المثمر بين مصر وفلسطين، مضيفاً أن الجناح يضم معروضات للهوية الفلسطينية، وكتباً عن التراث والتاريخ الفلسطيني.
- سالم أحمد سالم الكعبي، سفير الإمارات لدى جمهورية أوكرانيا، فاز بجائزة «شخصية العام»، وذلك تكريماً وتقديراً لجهوده الدبلوماسية في تطوير الشراكة وعلاقات الصداقة والتعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وأوكرانيا. وتقدم الكعبي، في كلمته خلال تسلمه الجائزة في حفل توزيع جوائز «شخصية العام» الـ23 الذي أقيم في دار الأوبرا الوطنية بكييف، بالشكر إلى اللجنة المنظمة على منحه الجائزة وإلى وزارة الخارجية الأوكرانية والوزارات الأخرى والحكومة الأوكرانية على دعمها الدائم لنشاطه الدبلوماسي.
- أيبيك عارف عثمانوف، سفير أوزباكستان بالقاهرة، استقبله الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بالبرلمان المصري، رئيس ائتلاف دعم مصر. وأكد السفير حرص بلاده على توطيد العلاقات بين البلدين من خلال توصيات رئيس الدولة والتي أشار فيها إلى تعزيز العلاقات مع البلدان العربية، وخاصة القاهرة.
- عبد السلام بن عبد الله المشيطي العنزي، مدير المكتب الإعلامي في السفارة السعودية بالأردن، حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن رسالة بعنوان «الدبلوماسية الرقمية في المملكة العربية السعودية - مركز الاتصال والإعلام الجديد بوزارة الخارجية السعودية أنموذجاً». تكونت لجنة المناقشة من البروفسور محمد حمد القطاطشة مشرفاً ورئيساً وعضوية كل من البروفسور فيصل الرفوع والدكتور عامر القرالة رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة والبروفسور هاني أخو رشيدة مناقشاً خارجياً.
- الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، استقبلت في مكتبها، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، أنور حبيب الله، حيث شهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي المشترك بين البلدين الصديقين. وخلال اللقاء، قالت الشيخة مي إن البحرين والصين تتمتعان بعلاقات تعاون قوية أنتجت على مدى السنوات مشاريع تبادل ثقافي متميزة.
- الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة بالإمارات، حضرت برفقة عدد من كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة، حفل الاستقبال بمناسبة اليوم الوطني جمهورية بنغلاديش الشعبية. وأكد السفير محمد عمران، سفير بنغلاديش لدى أبوظبي، في كلمة له بهذه المناسبة، على العلاقات الوطيدة التي تربط بين بلاده ودولة الإمارات وحرص قيادتي البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، مشيداً بالسياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
- ميشال خريستوس ديامسيس، سفير اليونان بالقاهرة، أقام احتفالية بمناسبة العيد القومي لبلاده. وأكد السفير على العلاقات المتميزة مع مصر والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق بزيارات رفيعة المستوى والتفاعل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، مضيفاً أن «مصر تعتبر أقرب صديق لنا ونتشارك نفس الجوار والتحديات والآراء في كثير من قضايا المنطقة».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)