اختيار 16 من بين 156 رواية في القائمة الطويلة لـ«البوكر».. وإعلان الفائز في 29 أبريل

شملت الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل والسعودية بدرية البشر.. والعراقية إنعام كجه جي للمرة الثانية

الروائية السعودية بدرية البشر و الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و الروائية العراقية إنعام كجه جي
الروائية السعودية بدرية البشر و الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و الروائية العراقية إنعام كجه جي
TT

اختيار 16 من بين 156 رواية في القائمة الطويلة لـ«البوكر».. وإعلان الفائز في 29 أبريل

الروائية السعودية بدرية البشر و الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و الروائية العراقية إنعام كجه جي
الروائية السعودية بدرية البشر و الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و الروائية العراقية إنعام كجه جي

سجلت الرواية الخليجية حضورا مجددا في القائمة الطويلة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2014. حيث تأهلت روايتان لكل من الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والكاتبة والروائية السعودية بدرية البشر لهذه القائمة.
وأعلنت القائمة الطويلة، أمس، التي اشتملت على 16 رواية صدرت خلال الـ12 شهرا الماضية، واختيرت من بين 156 رواية ينتمي كتابها إلى 18 دولة عربية. وجاءت مصر والمغرب والعراق في صدارة الدول التي تأهلت بأعمال روائية للقائمة بثلاث روايات لكل منها.
وسجلت الكويت حضورا للمرة الثانية في قائمة البوكر، بصعود الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، بعد فوز مواطنه سعود السنعوسي بالجائزة في العام الماضي. كما أن الرواية السعودية سجلت حضورا سابقا، وفاز بجائزة البوكر العربية روائيان هما: عبده خال (2010)، ورجاء عالم (2011)، كما تأهل للقائمة القصيرة العام الماضي السعودي محمد حسن علوان.
وجاءت عناوين الروايات المرشحة على القائمة الطويلة للجائزة لعام 2014، على النحو التالي: «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، صادرة عن الدار العربية للعلوم - ناشرون. «رماد الشرق: الذئب الذي نبت في البراري»، الروائي الجزائري واسيني الأعرج، من إصدارات منشورات الجمل. «غراميات شارع الأعشى»، للروائية السعودية بدرية البشر، من إصدارات دار الساقي. «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة»، للروائي السوري خالد خليفة، من إصدارات دار العين.
«منافي الرب»، للروائي المصري أشرف الخمايسي، عن دار الحضارة. «حامل الوردة الأرجوانية»، للروائي اللبناني أنطوان الدويهي، عن الدار العربية للعلوم - ناشرون. «ليل على باب الحزين»، للروائي العراقي عبد الخالق الكابي، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. «366» للروائي السوداني أمير تاج السر، عن الدار العربية للعلوم - ناشرون. «فرانكشتاين في بغداد»، للروائي العراقي أحمد سعداوي، من منشورات دار الجمل. «موسم صيد الزنجور»، للروائي المغربي إسماعيل غزالي، عن دار العين. «طائر أزرق يحلق معي»، للروائي المغربي يوسف فاضل، عن دار الآداب. «طشارى»، للروائية العراقية إنعام كجه جي، عن دار الجديد. «تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية» للروائي المغربي عبد الرحيم الحبيبي، عن دار أفريقيا الشرق. «الإسكندرية في غيمة»، للروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، عن دار الشروق. «الفيل الأزرق»، للروائي المصري أحمد مراد، عن دار الشروق. «شرفة الهاوية»، للروائي إبراهيم نصر الله (فلسطيني - أردني)، عن الدار العربية للعلوم - ناشرون.
ودخل القائمة هذا العام وللمرة الثالثة الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي يُعد واحدا من رواد الحداثة في الرواية العربية، ومن أبرز ممثليها بالنسبة إلى الثقافات الأخرى، وترجمت أعماله إلى لغات كثيرة، منها: الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الدنماركية، السويدية، إضافة إلى الفرنسية التي يكتب بها الأعرج من حين إلى آخر. وقد ولد عام 1954 في تلمسان بالجزائر، وبدأ مسيرته الأدبية وهو في الـ26، برواية «البوابة الحمراء» (وقائع من أوجاع رجل)، هو مؤلف نحو 18 رواية، من بينها: «طوق الياسمين»، «سيدة المقام»، «كتاب الأمير»، «البيت الأندلسي»، «ضمير الغائب»، «الليلة السابعة بعد الألف» (في كتابين).. وآخرها «مملكة الفراشات» التي صدرت في العام الحالي 2013. وواسيني الأعرج حائز على جوائز عربية وعالمية كثيرة.
يذكر أن واسيني الأعرج وصل إلى القائمة الطويلة مرتين في عامي 2011 بروايته «البيت الأندلسي» و2013 بروايته «أصابع لوليتا». وإلى جانب واسيني فإن أربعة آخرين من الروائيين المدرجين على قائمة هذا العام قد سبق لهم الترشح للجائزة، سابقا، وهم: الروائي السوداني أمير تاج السر، الذي وصل إلى القائمة القصيرة عام 2011 بروايته «صائد اليرقات». والروائية العراقية إنعام كجه كجي، التي وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2009 بروايتها «الحفيدة الأميركية». والروائي السوري خالد خليفة وصل إلى القائمة القصيرة عام 2008 بروايته «مديح الكراهية». والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، الذي وصل إلى القائمة القصيرة عام 2009، بروايته «زمن الخيول البيضاء»، وإلى القائمة الطويلة عام 2013 بروايته «قناديل ملك الجليل».
يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. وترعى الجائزة «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا.
وسوف يجري الإعلان عن القائمة القصيرة في العاشر من فبراير (شباط) المقبل. في حين تحدّد يوم الثلاثاء 29 أبريل (نيسان) 2014 للإعلان عن اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال يقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار أميركي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50 ألف دولار أميركي إضافية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».