خلل تقني يصيب مطار فرانكفورت بالشلل

أعلن مطار فرنكفورت عن خلل تقني أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات أمس (أ.ب)
أعلن مطار فرنكفورت عن خلل تقني أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات أمس (أ.ب)
TT

خلل تقني يصيب مطار فرانكفورت بالشلل

أعلن مطار فرنكفورت عن خلل تقني أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات أمس (أ.ب)
أعلن مطار فرنكفورت عن خلل تقني أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات أمس (أ.ب)

أعلنت شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران أنها ألغت 46 رحلة جوية كان مقرراً لها أن تنطلق من مطار فرانكفورت؛ أكثر المطارات الألمانية ازدحاماً، أمس الاثنين، وذلك في ظل استمرار خلل فني يؤثر على أنظمة مراقبة الحركة الجوية في جنوب غربي البلاد.
وقالت متحدثة باسم الشركة إن إلغاء الرحلات سيؤثر على نحو 4500 من ركاب الشركة. وكانت شركة «فرابورت» المشغّلة لمطار فرانكفورت؛ أكبر مطار في ألمانيا، أعلنت في وقت سابق أنه من المتوقع إلغاء 35 رحلة أمس بسبب الخلل؛ 22 منها تابعة لـ«لوفتهانزا».
وصرح متحدث باسم «لوفتهانزا»؛ كبرى شركات الطيران الألمانية، مساء أول من أمس، بأن «لوفتهانزا» ستضطر إلى إلغاء 22 رحلة يوم الاثنين في «فرانكفورت» بسبب هذه المشكلات؛ الأمر الذي سيؤثر على ألفي راكب. ونصحت الشركة الركاب بالاستعلام عن أحدث وضع لرحلاتهم قبل موعد الإقلاع.
وكانت مشكلات تقنية قد أصابت «الهيئة الألمانية لسلامة الملاحة الجوية»، التي تدير مراقبة الحركة الجوية في أنحاء ألمانيا، منذ الأربعاء الماضي. وفي بيان، قالت الشركة إنها ستحاول تثبيت برامج بديلة ليل الأربعاء - الخميس.
وتم تقليص حركة الطيران بنحو الربع في المنطقة الجنوبية الغربية، مما أثر على مطارات؛ من بينها فرنكفورت و«كولونيا - بون» وشتوتغارت ودوسلدورف. وتمكن معظم شركات الطيران من التقليل من أثر الاضطرابات بسبب الجداول الشتوية الأقل ازدحاماً.
وقالت هيئة السلامة إن الخلل يقيد البيانات التي يحصل عليها المراقبون الجويون بشأن الطائرات، ولا يشكل أي تهديد أمني. وتوجد المشكلة في مكتب الشركة الإقليمي قرب لانغن بالقرب من فرنكفورت، ولم تؤثر على الأنظمة في بقية مناطق البلاد.
وتعددت المشكلات التي تواجه المطارات الألمانية خلال الفترة الماضية، وقبل يومين، قالت شركة «لوفتهانزا» الألمانية العملاقة للطيران إنها تعتزم الاستعانة بمزيد من العمالة والطائرات لضمان عدم تكرار فوضى تأخير الرحلات التي حدثت في صيف العام الماضي.
وأعلنت الشركة السبت الماضي أنها مستعدة لهذا الصيف بنحو 600 موظف إضافي، و37 طائرة احتياطية، بزيادة قدرها 15 طائرة مقارنة بالعام الماضي. وقال عضو مجلس إدارة الشركة، ديتليف كايزر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن الشركة أنفقت أيضاً نحو مائة مليون يورو على محركات بديلة وقطع غيار. وأضاف كايزر: «في الصيف الماضي خسرنا بسبب التأخيرات نحو 250 مليون يورو في صورة تعويضات للركاب. هذا العام نستثمر قيمة الأموال نفسها تقريباً لجعل أداء الشركة أفضل». كما طالب كايزر المطارات ومنظمات السلامة الجوية والأوساط السياسية ببذل مزيد من الجهود لتحسين جودة حركة الطيران في ألمانيا.
ويوم الجمعة الماضي، قررت إدارة مطار فرنكفورت الألماني إيقاف حركة الطيران لمدة تناهز نصف الساعة بسبب اكتشاف طائرة مسيّرة تحلق جنوب المطار. وقال متحدث باسم شركة «فرابورت» القائمة على تشغيل المطار إن المطار أوقف إقلاع الطائرات وهبوطها بين الساعة 05.16 و05.45 بعد ظهر الجمعة، مضيفاً أن حركة التشغيل أُوقفت عملاً بمبدأ «السلامة أولاً» إلى أن تزال أسباب وقف التشغيل. وذكر المتحدث أن الطائرة اختفت بعد ذلك من جنوب المطار ولم تعد الرقابة الشرطية تراها، مما أدى إلى استئناف الطيران ثانية.
وفي فترة التوقف الاحترازي التي امتدت إلى 29 دقيقة يوم الجمعة، تم إلغاء نحو 60 رحلة من إجمالي 1439 رحلة طيران مقررة في «فرانكفورت»، لكن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى مشكلة فنية في مركز مراقبة الحركة الجوية، وأوضحت الشركة أن الـ«درون» تسببت في بعض التأخير الإضافي.
وفي منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، نظم موظفو الأمن في 8 مطارات ألمانية إضراباً في إطار النزاع المتصاعد بشأن الأجور، وهو ما أثّر على أكثر من 220 ألف مسافر.


مقالات ذات صلة

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

الولايات المتحدة​ طائرة تتبع خدمة الشحن «يو بي إس» في مطار محمد علي الدولي في لويسفيل خلال عاصفة شتوية (أ.ف.ب)

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

ألغت شركات الطيران في الولايات المتحدة أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية مصحوبة بالثلوج والجليد ودرجات حرارة تصل إلى الصفر في مناطق شاسعة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية (رويترز)

طائرة بريطانية تهبط اضطرارياً بعد «تهديد راكبة بطعن أحد أفراد الطاقم»

اضطرت طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية كانت في طريقها إلى لندن إلى تحويل مسارها لإيطاليا والهبوط اضطرارياً بعد أن هددت فتاة مراهقة طاقم الطائرة

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحادثة تأتي بعد تحطم طائرة تابعة لشرك «جيجو إير» في كوريا الجنوبية (رويترز)

طائرة أميركية تُجبر على العودة إلى المطار بعد اصطدامها بنسر

اضطرت رحلة تابعة لشركة «هوريزون إير» إلى العودة والهبوط في المطار بعد اصطدامها بنسر، بحسب صحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا فريق الطب الشرعي التابع للشرطة يجري تحقيقاً ميدانياً في موقع تحطم طائرة في مطار موان الدولي بكوريا الجنوبية (د.ب.أ)

بعد تحطم طائرة... سيول تدرس قانونية وجود حاجز إسمنتي في نهاية مدرج

أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، الثلاثاء، أنها ستنظر في اللوائح التنظيمية المتعلقة بجدار إسمنتي شُيد في نهاية مدرج مطار موان.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية السويسرية»... (رويترز)

وفاة مضيف طيران بعد أسبوع من هبوط اضطراري لطائرته

أعلنت «الخطوط الجوية السويسرية (سويس)»، اليوم (الثلاثاء)، وفاة مضيف طيران كان على متن طائرة سويسرية هبطت اضطرارياً في النمسا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ (سويسرا))

الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
TT

الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

بعد النمو الاقتصادي العالمي في العام الماضي، يبذل صناع السياسات في الهند جهوداً حثيثة لتجنّب تباطؤ حاد مع تفاقم الظروف العالمية وتراجع الثقة المحلية؛ مما أدى إلى محو ارتفاع سوق الأسهم مؤخراً.

ويوم الثلاثاء، توقّع ثالث أكبر اقتصاد في آسيا نمواً سنوياً بنسبة 6.4 في المائة في السنة المالية المنتهية في مارس (آذار)، وهو الأبطأ في أربع سنوات وأقل من التوقعات الأولية للحكومة، مثقلاً بضعف الاستثمار والتصنيع، وفق «رويترز».

ويأتي خفض التصنيف بعد مؤشرات اقتصادية مخيّبة للآمال وتباطؤ في أرباح الشركات في النصف الثاني من عام 2024؛ مما أجبر المستثمرين على إعادة التفكير في الأداء المتفوّق للبلاد في وقت سابق، وألقى الشكوك حول الأهداف الاقتصادية الطموحة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتعمل المخاوف الجديدة على تكثيف الدعوات للسلطات إلى رفع المعنويات من خلال تخفيف الإعدادات النقدية وإبطاء وتيرة التشديد المالي، خصوصاً أن رئاسة دونالد ترمب الثانية الوشيكة تلقي مزيداً من عدم اليقين بشأن آفاق التجارة العالمية.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة «إمكاي غلوبال فاينانشيال سيرفيسز»، مادهافي أرورا: «عليك إحياء روح الثقة والتفاؤل، وعليك أيضاً التأكد من انتعاش الاستهلاك. الأمر ليس بهذه السهولة»، مضيفة أن الهند يمكنها توسيع موازنتها المالية أو خفض أسعار الفائدة.

وتأتي مثل هذه الدعوات وسط سلسلة من الاجتماعات التي عقدها صنّاع السياسات الهنود مع الشركات التي تشعر بقلق متزايد بشأن تعثر الطلب. وعقدت وزيرة المالية، نيرمالا سيتارامان، سلسلة من الاجتماعات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع الصناعة والاقتصاديين، وهو أمر معتاد قبل الموازنة السنوية للهند التي من المقرر أن تصدر في الأول من فبراير (شباط) المقبل.

وتشمل بعض التدابير المقترحة في تلك المحادثات لتعزيز النمو وضع مزيد من الأموال في أيدي المستهلكين وخفض الضرائب والتعريفات الجمركية، وفقاً لمطالب الجمعيات التجارية والصناعية.

مخاوف متزايدة

تسبّبت المخاوف بشأن اقتصاد الهند في انخفاض مؤشر «نيفتي 50» القياسي بنسبة 12 في المائة من أواخر سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني). وقد استعاد السهم تلك الخسائر لينهي عام 2024 مرتفعاً بنسبة 8.7 في المائة، وهي مكاسب جيدة؛ لكنها بعيدة عن مكاسب العام السابق البالغة 20 في المائة.

ومع تراجع الثقة، يبدو أن الجهود السياسية الرامية إلى تحفيز النمو تتسع. وذكر التقرير الاقتصادي الشهري للهند الذي نُشر الشهر الماضي، أن السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي كانت مسؤولة جزئياً عن الضربة التي تلقاها الطلب.

وأجرى مودي بعض التغييرات البارزة مؤخراً التي من المتوقع أن ترفع النمو الاقتصادي بصفته أولوية على استقرار الأسعار.

في خطوة مفاجئة في ديسمبر، عيّن مودي سانغاي مالهوترا محافظاً جديداً للبنك المركزي، ليحل محل شاكتيكانتا داس، البيروقراطي الموثوق به الذي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يحصل على فترة ولاية أخرى لمدة عام إلى عامين رئيساً، بعد أن أكمل ست سنوات على رأس البنك.

وجاء تعيين مالهوترا الذي قال مؤخراً إن البنك المركزي سيسعى جاهداً لدعم مسار نمو أعلى، فوراً بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ نمو الربع الثالث من سبتمبر أكثر بكثير من المتوقع إلى 5.4 في المائة.

مواجهة الأزمات

خلال الوباء، سعى مودي إلى الحفاظ على نمو الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق على البنية التحتية والحد من الإنفاق الباهظ للحفاظ على المالية العامة للحكومة في حالة جيدة. وقد أدى ذلك إلى رفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الرئيسي، لكنه لم يدعم الأجور أو يساعد الاستهلاك في الحفاظ على التوسع السنوي بأكثر من 7 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وقال الزميل الزائر في مركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي، سانجاي كاثوريا، إنه في حين أن اقتصاد الهند قد لا يزال يتفوّق على الاقتصاد العالمي، فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على نمو يتراوح بين 6.5 في المائة و7.5 في المائة، أو التباطؤ إلى 5 في المائة و6 في المائة.

وقالت أرورا إن البلاد تعيش حالياً «حالة من الغموض»؛ حيث لا ينفق الأفراد. وتتوقع أن يستمر هذا إذا لم يتحسّن التوظيف، وظل نمو الأجور ضعيفاً.

التخفيضات الجمركية وخطة لمواجهة حروب ترمب

أفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن الحكومة تخطّط لخفض الضرائب على بعض الأفراد، وتستعد لتقديم تخفيضات جمركية على بعض السلع الزراعية وغيرها من السلع المستوردة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة، لإبرام صفقة مع ترمب.

ويقول خبراء الاقتصاد إن الحكومة ستضطر إلى إبطاء بعض تشديدها المالي لدعم النمو مع نجاح مثل هذه التدابير التي تعتمد على مدى التخفيضات.

وحول التجارة، يقول المحللون إن الهند بحاجة إلى خطة موثوقة لمحاربة حروب ترمب الجمركية. وقال خبراء اقتصاديون إنه إذا ظلّت الصين الهدف الرئيسي لرسوم ترمب الجمركية، فقد يمثّل ذلك فرصة للهند لتعزيز مكانتها التجارية، رغم أنها ستحتاج أيضاً إلى السماح للروبية بالهبوط أكثر لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة.

ووصلت الروبية إلى مستويات منخفضة متعددة في الأسابيع القليلة الماضية، وكان 2024 هو عامها السابع على التوالي من الانخفاض، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع قيمة الدولار. ويوم الأربعاء، وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

وقال كاثوريا، وهو أيضاً أستاذ مساعد في جامعة «جورج تاون»، إن الهند بحاجة إلى «تنفيذ ترشيد التعريفات الجمركية بجدية، للمساعدة في دمج نفسها بشكل أعمق في سلاسل القيمة العالمية».

وقد يشمل هذا تخفيضات التعريفات الجمركية، بهدف تجنّب الرسوم العقابية من البيت الأبيض في عهد ترمب بشكل استباقي.

وقال رئيس نظام الأبحاث والمعلومات للدول النامية ومقره نيودلهي، ساشين تشاتورفيدي: «يجب على الهند أن تعلن بعض التدابير الاستباقية للولايات المتحدة، لتقديم تنازلات لها، بدلاً من انتظار الإدارة الجديدة لإعلان خطواتها».