ألمانيا تنأى بنفسها عن مباحثات اندماج «دويتشه بنك» و«كومرتس بنك»

TT

ألمانيا تنأى بنفسها عن مباحثات اندماج «دويتشه بنك» و«كومرتس بنك»

وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أي اندماج محتمل بين «دويتشه بنك» و«كومرتس بنك» بأنه «قرار خاص». وقالت إنها تؤيد تماما ألا تتدخل الحكومة الاتحادية في الأمر من خلال تصويت.
وأضافت ميركل أمس خلال مؤتمر في العاصمة الألمانية برلين، أن أي اندماج محتمل يعد قرارا خاصا تماما بجميع تحدياته وفرصه ومخاطره، لافتة إلى أن الحكومة الاتحادية لديها مصلحة في تقييم النتيجة لأن الحكومة الاتحادية تملك حصة نسبتها 15 في المائة في «كومرتس بنك»، ولكنها أشارت إلى أن الحكومة لن تقوم بأي تصويت.
يشار إلى أن «دويتشه بنك» و«كومرتس بنك» بدآ مباحثات استكشافية بشأن إتمام اندماج بينهما، وذلك بحسب ما أعلنه كلا البنكين يوم الأحد. وهو ما أثار انتقادات عدة وسط قطاع النقابات. إذ يعرض الاندماج 20 ألف وظيفة للخطر في ألمانيا، بحسب ما أكد رئيس اتحاد فيردي العمالي في ألمانيا.
وقال فرانك بسيرسكه، رئيس اتحاد فيردي وعضو بهيئة الإشراف في دويتشه بنك، لصحيفتي «شتوتغارتر تسايتونغ»، و«شتوتغارتر ناخريشتن» الألمانيتين: «قد تصبح نحو 20 ألف وظيفة أو أكثر عرضة للخطر». وأضاف أن اندماج عمليات البنكين الألمانيين سيؤدي إلى ظروف إشكالية من وجهة نظر العاملين.
وقالت مصادر مطلعة، إن مجموعة «كومرتس بنك» المصرفية الألمانية اختارت بنكي الاستثمار «روتشيلد أند كو»، و«غولدمان ساكس غروب» للقيام بدور الاستشاري في محادثات الاندماج. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصادر القول، إن «كومرتس بنك» منحت البنكين تفويضا للقيام بالأعمال الاستشارية لثاني أكبر مجموعة مصرفية في ألمانيا، بعد قيامهما في وقت سابق بتقديم الخدمات الاستشارية لكثير من صفقات الاستحواذ التي قامت بها «كومرتس بنك».
وذكرت مجموعة «دويتشه بنك» أن مجلس إدارتها «قرر دراسة خيارات استراتيجية»، مشيرة إلى أن المجلس سيقيم لاحقا مدى إمكانية أن تعزز هذه الخيارات نمو وربحية المجموعة، مضيفة أنه ليس هناك ضمان لحدوث صفقة. من جانبها، قالت مجموعة «كومرتس بنك» إنها «محادثات مفتوحة النتائج حول اندماج محتمل».
ويشار إلى أن هناك تكهنات منذ شهور حول اندماج محتمل للمجموعتين، وكان وزير المالية الألماني أولاف شولتس ووكيل وزارته يورغ كوكيز، قد أكدا مرارا حاجة ألمانيا إلى مصارف قوية، وقالا إن الحكومة الألمانية تتخذ موقفا «منفتحا حيال الخيارات المعقولة اقتصاديا». وحسب بيانات رسمية، فقد التقى كوكيز العام الماضي ممثلين سابقين عن «دويتشه بنك» لأكثر من عشرين مرة.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.