قائد «الحرس الثوري» يقلل من الخسائر الإيرانية في سوريا

TT

قائد «الحرس الثوري» يقلل من الخسائر الإيرانية في سوريا

قلل قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري من خسائر إيران مقابل «الخسائر الأميركية» في حضورها الإقليمي، موضحاً أن قواته دربت 200 ألف على مدى 8 سنوات من قتالها في سوريا والعراق.
ودافع قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري عن حضور إيران في سوريا والعراق، نافياً أن تكون إيران تكبدت خسائر كبيرة على صعيد الأرواح والمال بسبب دورها في الإقليم.
وتمتنع إيران على مدى 8 سنوات من حضورها في سوريا والعراق الكشف عن إحصائيات دقيقة بشأن خسائرها في الأرواح إضافة إلى الخسائر المادية.
وقال جعفري في حوار مع أسبوعية «سروش» التابعة للتلفزيون الإيراني: «لم نقدم خسائر كبيرة لهذا العمل، وهي لا تعد شيئاً مقابل مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر ضد قوى المقاومة». وأضاف: «نحن لا نتحمل مثل هذه النفقات. لكن الدعم العسكري يطالب به محور المقاومة إيران، وهذا واجبنا أن نقدم الدعم ونعمل على تنشيط مختلف المجالات».
واعتبر جعفري أن سوريا «المحور الأساسي للمقاومة»، مشيراً إلى أن إيران «نظمت في سوريا 100 ألف مقاتل ضد جبهة النصرة و(داعش) والمعارضة السورية». وقال إن «قوات إيرانية انتقلت أيضاً إلى العراق لتنظيم 100 ألف من الحشد الشعبي».
وعن المواجهة مع إسرائيل، قال جعفري إنها «تواجه حصاراً في محيطها وخسرت قسماً كبيراً من الأراضي المحتلة». وأضاف أن «صواريخ حزب الله تغطي كل مساحة إسرائيل»، لافتاً إلى أن «إيران حققت انتصارات في جبهة المقاومة». ومع ذلك قال إن الانتصارات «لا يمكن البوح بها إنما هي ملموسة، يجب الإحساس بها». وتابع جعفري: «باختصار، يمكن القول إن العدو لم يكن ناجحاً في المنطقة، وإن كل مخططاته فشلت ولم تكن نتيجة سوى نصر الثورة الإيرانية وجبهة المقاومة».
وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها جعفري عن وجود 200 ألف مقاتل ضمن قوات يقودها «الحرس الثوري» في سوريا والعراق، إذ قال في يناير (كانون الثاني) 2016 خلال تأبين أحد قتلى الحرس بسوريا، إن إيران جهزت 200 ألف مقاتل بسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان.
وتلقي تصريحات جعفري الضوء على انتقال مراكز تدريب «فيلق القدس» من داخل إيران إلى سوريا والعراق. وترفض إيران سحب قواتها من سوريا والعراق وترهن الانسحاب بطلب من بغداد ودمشق.
وفي فبراير (شباط) الماضي، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يدين التدخلات الإقليمية الإيرانية. كما أن دور إيران الإقليمي كان من بين أهم الأسباب التي أدت إلى انسحاب دونالد ترمب من الاتفاق النووي.
قبل ذلك، قال جعفري في يناير، إن إيران «عازمة على الاحتفاظ بما تملك في سوريا»، مشدداً على بقاء القوات والمعدات والأسلحة الإيرانية هناك، وذلك خلال تصريحات عن إمكانية الرد على الهجمات الصاروخية الإسرائيلية ضد مواقع القوات الإيرانية التي تجاوزت المائتين، حسب المصادر السورية، فيما قال قيادي إسرائيلي إن الهجمات بالآلاف.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.