معرض لندن للكتاب: إندونيسيا ضيف شرف وموقع إماراتي أفضل ناشر للكتاب الصوتي

شاركت فيه أكثر من 25 ألف دار نشر محترفة

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

معرض لندن للكتاب: إندونيسيا ضيف شرف وموقع إماراتي أفضل ناشر للكتاب الصوتي

جانب من المعرض
جانب من المعرض

حلّتْ إندونيسيا ضيف شرف معرض لندن الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين، التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في مركز «معارض أولمبيا» وسط العاصمة البريطانية. وكان موقعها المتميز في وسط قاعة المعارض مسرحاً للكثير من الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي عّرفتْ الزائرين بسوق الكتاب وصناعته في هذه الجزر التي يبلغ عددها 17000 جزيرة، ويبلغ عدد سكانها 238 مليون نسمة، وهي رابع بلد من حيث السكان، وأول بلد من حيث عدد السكان المسلمين. وقد تحدث اثنا عشر كاتباً إندونيسياً عن التنوع الثقافي والأدبي في بلادهم، في جلّ فعاليات البرنامج الثقافي، بينما تحدث الناشرون عن أدباء إندونيسيا وكتبهم بطريقة محترفة تمهيداً للترجمة وشراء الحقوق وتعريف الناشرين والمختصين بهم من شتى أنحاء العالم. ترافق ذلك مع معرض عن العمارة الإندونيسية ومعرض للتصاميم الكرافيكية ومعرض لتصاميم أغلفة الكتب وعروض موسيقية وعرض للأزياء الإندونيسية وعرض لمخطوطات القرآن الكريم وغيرها من الفعاليات المختلفة. وقد استضافتْ المكتبة البريطانية أمسية احتفائية بأبرز كتاب إندونيسيا المعاصرين وهم: أوغستينوس ويبوو المختص بأدب السفر والرحلات، والكاتبة دي ليستاري وهي روائية فازت مرتين بجائزة أفضل كتاب سنوي في إندونيسيا، والروائي والصحافي سينو جوميرا أجيدارما، وذلك قبل يوم واحد فقط من بدء المعرض، وقد تضمن جدول فعاليات الضيف المحتفى به، الكثير من الندوات حول الترجمة وقراءات شعرية وحوارات مع الكتاب وأدب الطفل في إندونيسيا.
ويعتبر معرض لندن للكتاب من أهم الأسواق العالمية للإصدارات والترويج والتفاوض على حقوق نشر وطباعة وتوزيع الكتب عبر عدة منافذ توصيل، منها الطباعة الورقية والكتب المسموعة والبرامج التلفزيونية والأفلام والقنوات الرقمية. يشارك في هذه السوق العالمية للمعرفة بجميع صنوفها، أكثر من 25 ألف دار نشر محترفة. وتجتمع أفضل العقول في مجال صناعة الكتاب سنوياً في لندن لعرض وتعريف وتقديم نماذج من مطبوعاتهم، وكذلك مدّ صلات التعاون مع باقي دور النشر المشاركة، والترويج والتسويق لبضاعتهم المعرفية والتخطيط لزيادة إصداراتهم وتوسيع منافذ تسويقها للعام المقبل.
دور النشر البريطانية العريقة حاضرة وبقوة مثل دار نشر جامعة أُكسفورد العالمية المتخصصة بالكتب الأكاديمية والتعليمية، ودار نشر جامعة كامبردج، و«دار نشر بلومزبري» المتخصصة بالدراسات الإنسانية والأدب وأدب الطفل، التي تعد من أشهر وأفضل دور النشر البريطانية، سواءً على المستوى المحلي في المملكة المتحدة، أو على مستوى دور النشر العالمية، وقد قامت بالتعاون مع عدة مؤسسات عربية لترجمة وإصدار الكثير من المطبوعات العربية الروائية والمختصة بالتاريخ ومختلف العلوم الأخرى.
وكانت كبرى دور النشر الأميركية حاضرة أيضاً مثل دار نشر «بنغوين»، وتعتبر أكبر دار نشر عالمية للكتاب الصادر باللغة الإنجليزية ودار نشر جامعة كولومبيا التي تأسست عام 1893، وتعتبر رابع أقدم دار نشر في الولايات المتحدة وتنشر سنوياً ما يقارب 160 عنواناً في اختصاصات مختلفة مثل إدارة الأعمال والاقتصاد وعلوم البيئة والفلسفة والدراسات الآسيوية.
ومن أبرز الفعاليات الثقافية التي رافقت أيام المعرض، استضافة الروائية التركية أليف شفق في «نادي القلم الأدبي» للحديث عن الأدب الذي يتجاوز اللون والجنس والحدود الجغرافية بين الدول، والذي يكون همه الرئيسي مشكلات الإنسان المعاصر، واستعرضت بعض الأسماء النسائية المهمة، من وجهة نظرها، في المشهد الأدبي المعاصر في المملكة المتحدة، التي تستحق أعمالهن أن تُقرأ على نطاق واسع، وأن تُترجم إلى جميع اللغات، وهذا الاختيار يأتي ضمن إطار تعاون لمدة سنتين بين المجلس الثقافي البريطاني والجمعية الوطنية للكتاب في المملكة المتحدة، ومنهن الروائية شارلوت هيكنز، والقاصة جيسي كرين كراس، والروائية الأسكوتلندية دينيس مينا التي تكتب الروايات البوليسية، والشاعرة والمترجمة الآيرلندية جليان كلارك.
وشهدت القاعة الرئيسية للمعرض، ندوة تناولت إعادة إعمار مكتبة جامعة الموصل بعد خرابها وحرقها على يد «داعش» عام 2015، والجهود الدولية التي يجب أن تساهم بها دور النشر وكذلك المتبرعون الأفراد. وقد تحدث الدكتور علاء حمدون الأكاديمي في جامعة الموصل ومؤسس حملة «جسر الكتاب للموصل» عن تاريخ مكتبة جامعة الموصل والمخطوطات القيمة التي كانت تحتويها، وعن الخراب الذي عايشه بعد تدمير المكتبة وبنايتها وحرقها، وعن الجهود الدولية التي ساهمت بها منظمة «البوك أيد» و«شبكة النهرين الدولية» التي تعنى بإعادة إعمار المواقع الأثرية والمكتبات في العراق من خلال منسقها الدكتور مهيار كاظم، وتحدث الدكتور حمدون عن فرحته والطلبة بوصول الدفعة الأولى من الكتب المعرفية إلى الجامعة، وعن المساعي المستقبلية المبذولة لترميم المبنى وتعويض الكتب والمصادر.
وقد اختتمتْ فعاليات اليوم الأول بحفل إعلان جائزة التميّز. ففي فئة المكتبات العامة فازت بجائزة التميّز، مكتبة مدينة إسبو الفنلندية، باعتبارها أفضل مكتبة عالمية لهذه السنة، وذلك لابتكارها خدمات مكتبية تستهدف كل الشرائح العمرية، مما زاد من معدلات القراءة في تلك المدينة، كما أنها دعمتْ خدماتها بكل أنواع التكنولوجيا الرقمية المتاحة. ونال جائزة أفضل متجر للكتب، متجر «فانك سو» الصيني. واختير «مهرجان أوكرانيا للأدب» لجائزة التميّز كأفضل مهرجان أدبي. وعن أفضل ناشر للكتاب الصوتي، فاز موقع «بوكلافا» الإماراتي للكتاب الصوتي، وهو موقع شامل للكتب العربية الصوتية ويعمل بالاشتراك الشهري، ولا يقتصر على الكتب الكلاسيكية، بل يُقدم للمؤلفين الجدد فرصة لجعل عملهم متاحاً صوتياً للناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم. وحصل بورتر أندرسون من أميركا على جائزة أفضل صحافي في مجال ترويج الكتاب لهذا العام. بينما ذهبت جائزة التميّز في المبادرات التعليمية لمؤسسة «تاتا» الهندية.
أما عن المشاركات العربية؛ فقد كانت مشاركة دولة الإمارات العربية متميزة هذه السنة في المعرض، وقد افتتح الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة جناح هيئة الشارقة للكتاب في يوم المعرض الأول بكلمة أكد فيها «أن العمل الثقافي يتطلب مثابرة وصبراً واجتهاداً إلى جانب إلمام تام بكل ضروب الثقافة، ويجب أن يكون هذا العمل مبنياً على ركائز أساسية متينة حتى يتحقق له الاستمرار والديمومة»، وأعلن كذلك عن برنامج أنشطة وفعاليات برنامج الشارقة (العاصمة العالمية للكتاب 2019)، الذي منحته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) للإمارة، بصفتها أول مدينة خليجية تحمل اللقب، والثالثة عربياً والتاسعة عشر عالمياً. وشهد جناح محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة فعالية تطوعية للطلبة المبتعثين في المملكة المتحدة للترويج للغة العربية عالمياً. بينما أُعلنتْ في جناح وزارة الثقافة والسياحة في أبوظبي عن ضيف الشرف (الهند) في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته المقبلة، فيما قدمت «جمعية الناشرين الإماراتيين» في يوم المعرض الثاني ندوة بإدارة محمد العطار من موقع ناشر الإلكتروني عن التلاقح الثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب اشترك فيها: الناشر الإماراتي علي الشعالي، وإليزابيث بيرج عن «دار الساقي للنشر»، وسباستيان بول عن موقع «كتاب صوتي»، وهو موقع سويدي يرّوج للكتب الصوتية بجميع اللغات.
وزارة الثقافة اللبنانية وُجدت بجناح جمع عدداً من الناشرين اللبنانيين، منهم «دار نشر جروس» و«مكتبة أنطوانيت هاشيت» و«مكتبة ستيفان» و«مكتبة لبنان» و«الدار العربية للعلوم».
وقد احتفي بالشاعر البريطاني الشاب ريمون إنتربوس بإعلانه شاعر معرض لندن للكتاب في هذه الدورة، والتقى بالجمهور في قراءات شعرية في «ركن الشعراء»، وذلك في يوم المعرض الثاني، كما احتفي بالكاتب السنغافوري المقيم في نيويورك جيرمي تيانغ بإعلانه المترجم الأدبي لدورة هذا العام من المعرض، وقد ترجم من الصينية إلى الإنجليزية الكثير من الروايات والأعمال الأدبية لأبرز الكتاب الصينيين.


مقالات ذات صلة

علي بن تميم: لا بدّ من الريادة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي

ثقافة وفنون جانب من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024

علي بن تميم: لا بدّ من الريادة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي

في حوار «الشرق الأوسط» مع الدكتور علي بن تميم، رئيس «مركز أبوظبي للغة العربية»، في هيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الذي يتبع له مشروع «كلمة» للترجمة....

ميرزا الخويلدي (الشارقة)
ثقافة وفنون مائة عام على صدور كتاب الريحاني «ملوك العرب» (دارة الملك عبد العزيز)

الرياض تحتفي بالريحاني وبكتابه «ملوك العرب» في مئويته الأولى

استعرض المشاركون في الندوة إسهامات الريحاني بوصفه كاتباً متعدد المجالات وأكدوا أهمية توثيق تاريخ المنطقة ومجتمعاتها.

عمر البدوي (الرياض)
ثقافة وفنون أمين الريحاني

«ملوك العرب» في مئويّته: مُعاصرنا أمين الريحاني

قيمة كتاب «ملوك العرب» كامنة في معاصرتها لحياتنا ولبعض أسئلتنا الحارقة رغم صدوره قبل قرن. ولربّما كانت قيمة الريحاني الأولى أنه لا يزال قادراً على أن يعاصرنا.

حازم صاغيّة
كتب مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

يتجاوز الصحافي أنتوني لونشتاين، الخطوط المحلية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في كتابه الاستقصائي «مختبر فلسطين: كيف تُصَدِّر إسرائيل تقنيات الاحتلال إلى العالم»

عبد الرحمن مظهر الهلّوش (دمشق)
كتب سردية ما بعد الثورات

سردية ما بعد الثورات

لا تؤجل الثورات الإفصاح عن نكباتها، هي جزء من حاضرها، وتوقها إلى التحقق، وتلافي تكرار ما جرى، بيد أنها سرعان ما تصطنع مآسيها الخاصة، المأخوذة برغبة الثأر

شرف الدين ماجدولين

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

راكان الطوق يُلقي كلمة السعودية في «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» بالرباط (واس)
راكان الطوق يُلقي كلمة السعودية في «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» بالرباط (واس)
TT

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

راكان الطوق يُلقي كلمة السعودية في «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» بالرباط (واس)
راكان الطوق يُلقي كلمة السعودية في «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» بالرباط (واس)

أعربت السعودية، الأربعاء، عن تقديرها جميع الجهود الجماعية في مواصلة الزخم لترسيخ أدوار الثقافة في التنمية المستدامة، مع الحفاظ على القيم المشتركة، والاعتزاز بالتراث الثقافي.

جاء ذلك في كلمتها التي ألقاها راكان الطوق، مساعد وزير الثقافة السعودي، نيابةً عن الوزير الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال مشاركته في أعمال «مؤتمر وزراء الثقافة العرب»، الذي تستضيفه مدينة الرباط المغربية، تحت عنوان «الصناعات الثقافية وتحديات التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي».

وقال الطوق: «تعتز السعودية بدورها في حماية وصوْن التراث الثقافي على المستويين العربي والإسلامي»، مبيناً أنها «تؤمن بضرورة توفير بيئةٍ ممكِّنة تركز على دعم الجهود المشتركة للحفاظ على التراث الثقافي وحمايته؛ لتحقيق الأهداف الثقافية العالمية، الداعية لتعزيز التعاون المشترك بين المنظمات ذات العلاقة».

راكان الطوق يُلقي كلمة السعودية في «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» بالرباط (واس)

وأضاف: «نؤمن بأهمية وقيمة المهن، والمنتجات التي تعتمد على الحِرف اليدوية، وما تجسّده من عمقٍ تاريخي يمثّل هويتنا»، متابعاً: «لذا حرصنا كل الحرص على تضمين هذه القيم عند إطلاق عام الحِرف اليدوية 2025 في السعودية».

وثمّن مساعد الوزير جهود المشاركين لتعزيزهم استمرار مناقشة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحديات التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ضمن إطار أعمال المؤتمر، ناقلاً تقدير السعودية مساعي المؤتمر لتحقيق أهداف الخطة الاستشرافية لتطوير تلك الصناعات في الدول العربية.

وشارك، في الدورة الـ24 للمؤتمر الذي تُنظّمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي، ومديرو المنظمات الإقليمية والدولية المعنية.

المؤتمر شهد مشاركة الوزراء المعنيين بالثقافة في الوطن العربي ومديري منظمات إقليمية ودولية (واس)

وتضمَّن جدول العمل تقديم الخطوط العريضة للخطة الاستشرافية، وعرض خلاصات أعمال اللجنة الدائمة للثقافة العربية، واعتماد التوصيات الصادرة عنها. كما شهد الاجتماع تسليم رئاسة الدورة الـ25 بين السعودية والمغرب.

وتطرقت كلمات الجلسة الافتتاحية إلى الإمكانات الثقافية والصناعات الإبداعية التي يزخر بها الوطن العربي، وضرورة الترويج لها، وجعل الثقافة العربية مصدراً لتطور اقتصادات بلدانها، فضلاً عن الانفتاح على التجارب الرائدة في المجال عالمياً، والتفاعل معها.

إلى ذلك، أقرّ الاجتماع الوزاري، بمباركة وتأييد الدول العربية بالإجماع، استضافة السعودية «مؤتمر اليونيسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (الموندياكولت) عام 2029»، وفق ما أعلن هاني المقبل رئيس المجلس التنفيذي لـ«الألكسو»، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي.

جانب من أعمال الدورة 24 لـ«مؤتمر وزراء الثقافة العرب» في الرباط (الألكسو)

وأكد وزراء الثقافة، في البيان الختامي للدورة الـ24 للمؤتمر، أهمية النهوض بتلك الصناعات على المستوى الوطني، واستثمار الفضاء العربي الغني بمؤهلاته البشرية والثقافية والإبداعية، مشددين على ضرورة إحداث منصة تهدف إلى توحيد الجهود وتبادل الخبرات، في عالمٍ تواجه فيه هذه الصناعات تحديات تستوجب خبرات أوسع وسوقاً أرحب.

ودعا المشاركون لاتخاذ التدابير الكفيلة بالمواكبة الحذرة للتغيرات التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في المهن الإبداعية، ورفع التحديات المرتبطة بالمهارات والأخلاقيات، معربين عن ترحيبهم بدعم السعودية لاستضافة مؤتمر «موندياكولت 2029».

واعتمدوا مشروع الخطة الاستشرافية لتطوير الصناعات الثقافية في البلدان العربية، مع دعوة «الألكسو» لتتبُّع تنفيذ مضامينها، بتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص في الدول الأعضاء.