استخدمت تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز على المدى الطويل، للظهور في قطاعي الترفيه والألعاب، وتطلب ذلك أجهزة فريدة ومُكلفة. وبمجرد انخفاض سعر المعدات التي أصبحت في متناول المستهلكين، بدأت سوق الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز في النمو بسرعة. وسيتيح مزيد من تطور هذه التقنيات؛ ليس فقط تطبيقها على معالجة مهام الإنتاج والأعمال التجارية، وإنما أيضاً على إحداث ثورة في كثير من مجالات الحياة.
ووفقاً لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، تعد تقنيات الواقع الافتراضي والمُعزّز من ضمن التقنيات التي ستؤثر على تطوير الأعمال التجارية في 2018 - 2022. والشرط الأساسي هنا هو تعاونها مع التقنيات الأخرى، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وتتوقع شركة البيانات الدولية أنه في عام 2019، ستقود القطاعات التجارية الإنفاق العالمي على حلول الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز، والتي ستشهد حصتها المشتركة من إجمالي الإنفاق العام نسبة 64.5 في المائة عام 2019.
وتتضمن الصناعات التي من المتوقع أن تنفق بشكل أكبر على الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز في عام 2019، الخدمات الشخصية والاستهلاكية، بما يصل إلى 1.6 مليار دولار، وتجارة التجزئة بنحو 1.56 مليار دولار، والصناعات المتميزة بنحو 1.54 مليار دولار. بالإضافة إلى أن شركة البيانات الدولية تتوقع أن صناعات الموارد ستوفر معدل نمو سنوي مركب يبلغ 123.7 في المائة، على مدى فترة الخمس سنوات المتوقعة.
من المتوقع أن ترتفع سوق الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 6 مليارات دولار في عام 2020، وفقاً للتوقعات نفسها من شركة البيانات الدولية. وعلى وجه الخصوص، تبذل الإمارات والسعودية كثيراً من الجهود لتبنّي الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز، وتركز على أن هذه التقنيات قد تنشئ فرصاً وظيفية جديدة وتجذب الاستثمارات.
ويمكن أن تقدم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز مساعدة كبيرة في مجموعة متنوعة من الصناعات، حتى في تلك التي تبدو بعيدة عن استخدام الرسومات ثلاثية الأبعاد، مثل القطاع المصرفي. وفي الواقع، فإن هناك دراسات للحالة الواقعية في القطاع المالي؛ حيث تستخدم الشركات بالفعل أجهزة محاكاة ثلاثية الأبعاد، لتدريب الموظفين على اتصالات العملاء المهذبة والمتفهمة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن بصعوبة تخيل التصميم الفني، أو الموافقة على الفكرة دون استخدام أدوات مجموعة المرئيات. وعلى الرغم من ذلك، فلا تزال السوق تشكل طلبها لحلول الواقع الافتراضي. وغالباً ما يجذب الواقع الافتراضي انتباه شركات التصنيع التي تمر بمرحلة التحول الرقمي؛ وخصوصاً عمالقة النفط والغاز وشركات البتروكيماويات، التي كانت أول مَن أدرك قيمة الواقع الافتراضي، من أجل تحسين سلسلة الإنتاج وتدريب الموظفين.
وتستخدم شركات التصنيع الواقع الافتراضي تقريباً طوال دورة حياة المنتج. على سبيل المثال، توحد بعض الحلول فروعاً عن بُعد في بيئة افتراضية، في حين يمكن للمصممين التفاوض والموافقة على التصميم بشكل مشترك، على أساس النموذج ثلاثي الأبعاد.
ويساعد الواقع الافتراضي في تنظيم تدريب موظفي الإنتاج في العمليات والعمليات الفنية المتطورة؛ حيث تستخدم بعض الشركات بالفعل مشروعات تدريب الموظفين، التي يتم تشغيلها بواسطة الرسوم ثلاثية الأبعاد. وكقاعدة عامة، فإن هذا التدريب يتعلق بمواقف أو عمليات مستحيلة أو مُكلفة للغاية لمحاكاتها في الواقع. هنا تمكّن أدوات الواقع الافتراضي السيناريوهات التي تستدعي التعاون واندماج الشخص في هذه العملية. وتساعد الأدوات نفسها في تحليل إجراءات الموظفين، والتحقق من الاحتفاظ بالمعرفة، وممارسة التأثير العاطفي، وهو أمر ضروري لتدريبات السلامة المهنية.
وتشهد السوق طلباً متزايداً على منتجات التصنيع الرقمية، بما في ذلك تدريبات الطوارئ للموظفين، أو ما تُسمى «حلول الصحة والسلامة». وتطرقت بعض الشركات إلى أبعد من ذلك، عن طريق إنشاء مراكز التميز الرقمية.
ويُظهر العملاء في دول مجلس التعاون الخليجي طلباً ثابتاً على تسويق منتج الواقع الافتراضي، وهو الأسهل في نشره. ويتم الآن استخدام تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز بشكل أكثر نشاطاً، من قِبل متخصصي التسويق لترويج المنتجات والخدمات، على سبيل المثال، في مبيعات تجارة التجزئة والشركات. هنا، تتيح تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز للبائعين عرض المنتج، وهو أمر لا يتوفر بعد، بالإضافة إلى المزايا، والاختلاف عن المنافسين، بفضل تجربة العملاء الجديدة.
ولقد أثبتت أدوات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز بالفعل فعاليتها الكبيرة عند بيع وتسويق المنتجات المتطورة فنياً، بما في ذلك السلع الدفاعية والصناعية. على سبيل المثال، يقوم ممثلو موردي الآلات الصناعية بالاستفادة من تطبيق الواقع المُعزّز، وطاولة الصور ثلاثية الأبعاد، لعرض منتجاتهم للمشترين والمستثمرين المحتملين، خلال الاجتماعات والمعارض الخاصة بالصناعة. ويصنع العرض التوضيحي الجذّاب والواضح للمعدات المتطورة الفارق.
بالتحول الرقمي الحالي، اكتسب العملاء رؤية أفضل للتقنيات، وتعلموا تقديم طلبات أكثر حكمة، مما يساهم في وجود فهم جديد للفعالية، من قِبل كل من العميل والمتعهد، وأشكال التعاون الجديدة التي تظهر في السوق. وعلى الرغم من ذلك، توجد بعض العقبات في طريقة تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز لقطاع معاملات الشركات.
وإحدى المشكلات هي أن التقنيات الجديدة تستدعي إنشاء بنية تحتية متقدمة جديدة، بما في ذلك أجهزة الاتصالات اللاسلكية والخوادم الرسومية والمكونات الأخرى في النظام البيئي للتقنية. وعملية التحويل الرقمي هذه - المليئة بالتحديات الفنية - هي أمر لا مفر منه، ولكنها تتطلب إجراء الاستثمارات.
ويشكل نقص عدد محترفي الواقع الافتراضي عقبة أخرى هنا؛ حيث يلزم التعاون بين رواد الصناعة لتسهيل عمل المختصين ذوي المؤهلات الجديدة.
ويتوقع أن تقوم منتجات الواقع الافتراضي الصناعية بتوسيع وجودها في دول الخليج خطوة بخطوة، مع اعتماد الجيل الصناعي الرابع من قِبل شركات التصنيع. ونشهد اليوم وعياً كبيراً بإمكانات الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز بين الشركات المختلفة. ويبادر رواد التحول الرقمي باستخدام مزيد ومزيد من حالات استخدام الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز، من خلال تطوير مشروعات تجريبية داخل الشركة، ومن خلال التعاون مع الشركاء.
وتدرس شركات دول مجلس التعاون الخليجي الآن، ليس فقط تطبيقات التقنية المحلية، ولكن أيضاً التطبيق المركزي الذي سيغير المنهجيات والنُّهج التراثية. على سبيل المثال، توظِّف شركات البتروكيماويات بنشاط أجهزة محاكاة الواقع الافتراضي، لتدريبات موظفي الإنتاج وإدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية. وعلى الصعيد العالمي، سيؤدي كل ما سبق إلى نشوء ثقافة رقمية جديدة تماماً.
الواقع الافتراضي والمُعزّز يدخل بقوة في قطاعات خليجية عدة
يحتاج إلى بنية تحتية متقدمة جداً ويتوقع توسعه أكثر مع اعتماد الجيل الصناعي الرابع
الواقع الافتراضي والمُعزّز يدخل بقوة في قطاعات خليجية عدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة