قبل 20 عاماً، بادر طبيب سعودي في تطويع قدراته العلمية في جراحة القلب، لخدمة المحتاجين في مختلف دول العالم، خصوصاً تلك التي تعاني من نقص الإمكانيات وندرة المختصين في هذا المجال، من دون قيد أو شرط على المحتاجين من أبناء تلك الدول.
خرجت الفكرة في ذلك التاريخ، ولم يكن للطبيب السعودي سوى هدف واحد هو تقديم العون للمحتاجين، وقد بدأ الدكتور عماد بخاري استشاري وأستاذ جراحة القلب، للتطوّع مع أطباء في مختلف التخصصات والتنقل بين كثير من الدول لإجراء عمليات القلب المفتوح والقسطرة، وكان جلّ ما يحتاج إليه في هذه المرحلة الدكتور بخاري، الدعم الذي كان حاضراً وسريعاً من قِبَل عدد من رجال الأعمال المحليين.
وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع في الدول التي زارها الدكتور بخاري برفقة فريقه، من تدني الرعاية الصحية، كون عمليات القلب تحتاج إلى ظروف وبيئة طبية معقمة تماماً، وتتوفر بها جميع الأجهزة، إلا أن الفريق تحمّل كل المعوقات التي صادفته في سبيل إنجاح مهامه، وتوصيل رسالته الإنسانية في مختلف الدول الفقيرة.
ومن أبرز هذه المواقف التي تسردها المنظمة أن الطبيب السعودي وفريقه كانوا يجرون عملية جراحية لأحد الأشخاص في الدول الأفريقية، عندما انقطع التيار الكهربائي من دون سابق إنذار، ولم يكن في ذلك المستشفى البسيط مولِّد طاقة احتياطي، الأمر الذي دفعهم إلى استخدام إنارة أجهزة الجوال، والاعتماد على الأجهزة اليدوية في التنفّس، مع التخلي عن مؤشر رسم نبضات القلب، والاكتفاء بالأجهزة التقليدية لإنجاح العملية التي استغرقت قرابة 5 ساعات.
وبعد مرور هذه الفترة الزمنية والتجربة الطويلة في العمل الإنساني الطبي، وتحديداً في عام 2017، حصل الدكتور بخاري وفريقه على الرخصة الدولية، وسجّل هذا العمل تحت اسم منظمة «البلسم الدولية»، في سويسرا، ليتحوّل العمل الفردي إلى مؤسساتي بهدف توسيع عمله الخيري والتحرك بشكل سريع ومتكامل لتقديم الرعاية الصحية في الدول المحتاجة.
يقول علي الشهراني، نائب رئيس منظمة «البلسم الدولية»، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما قام به الدكتور عماد بخاري من جهود جبارة في السنوات العشرين الماضية، في تقديم العون والمساعدة، بإجراء عمليات في دول فقيرة وتجهيز بعض المستشفيات بما تحتاج إليه من معدات، أوجد الثقة الكبرى مع المانحين المحليين، وهذا دفع بالدكتور بخاري إلى تطوير العمل وتحويله إلى منظومة دولية تقدم خدماتها بشكل دائم ومستمر.
ولفت الشهراني إلى أن العمل السابق كان يُقدّم تحت مظلة كثير من الجهات، حتى يتمكن الدكتور وفريقه من الوصول إلى تلك الدول، متخطياً جميع الصعاب التي واجهها، ليتوج ذلك المشروع الخيري إلى منظمة قدمت كثيراً من الخدمات في عدد من الدول الفقيرة والمحتاجة في وقت قياسي، وذلك بدعم وتسهيلات من الحكومة السعودية، لا سيما في جولات الفريق في اليمن، التي كان للدعم اللوجيستي للسعودية دور بارز في تقديم الخدمات الطبية.
واستطرد أن منظمة «البلسم» نجحت في تقديم الرعاية الصحية لآلاف المرضى في تنزانيا واليمن، حيث أجرت نحو 37 عملية قلب مفتوح، وقرابة 294 عملية قسطرة علاجية، والكشف وتقديم العلاج لقرابة 1000 شخص، وسوف تقوم المنظمة بدورها في هذا الجانب والتنقل بين جميع الدول متى ما حصلت على الموافقة من تلك الجهات.
أطباء سعوديون يتطوعون لتقديم العلاج لأكثر من 1300 مريض
منظمة «البلسم الدولية» أجرت عمليات معقدة في اليمن وتنزانيا
أطباء سعوديون يتطوعون لتقديم العلاج لأكثر من 1300 مريض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة