أسنان عمرها 22 مليون عام تكشف تطوّر النظام الغذائي للقرود

حفرية الأسنان المكتشفة في كينيا تعود إلى 22 مليون عام (الفريق البحثي)
حفرية الأسنان المكتشفة في كينيا تعود إلى 22 مليون عام (الفريق البحثي)
TT

أسنان عمرها 22 مليون عام تكشف تطوّر النظام الغذائي للقرود

حفرية الأسنان المكتشفة في كينيا تعود إلى 22 مليون عام (الفريق البحثي)
حفرية الأسنان المكتشفة في كينيا تعود إلى 22 مليون عام (الفريق البحثي)

كشفت حفرية أسنان قرد اكتُشفت في الأراضي الوعرة بشمال غربي كينيا، عن تطور النّظام الغذائي للقرود، وساعدت في ملء فراغ يتعلّق بدراسة حيوان القرد يصل إلى 6 ملايين عام.
ووفق البحث المنشور في العدد الأخير من مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم «PNAS» بالأسبوع الحالي، فإن أسنان القرد المكتشفة يعود عمرها إلى 22 مليون عام، وتبدو مختلفة عن حفرية أسنان عمرها 19 مليون عام، كانت قد اكتُشفت سابقاً في أوغندا، إضافة إلى حفرية أخرى يبلغ عمرها 25 مليون سنة اكتشفت في تنزانيا، وهو ما يكسبها قيمة علمية كبيرة، إذ إنّها ملأت الفراغ بين الاكتشافين، وأظهرت كيفية تغيير النّظام الغذائي للقرود.
واكتشف الفريق البحثي مئات من حفريات الثدييات والزواحف والأطراف والأسنان التي تراوحت بين 21 مليون إلى أكثر من 24 مليون عام، بما في ذلك بقايا الفيلة المبكرة، ولكنّ أسنان القرد المكتشفة حديثاً كانت الأكثر أهمية، إذ إنّها كشفت عن مفاجئة غير متوقعة، وهي أنّها كانت أكثر بدائية من أحافير القرود الأحدث من الناحية الجيولوجية، وافتقرت إلى وجود زوج من الضروس، وهو ما جعل الفريق البحثي يسمي هذا النوع «القرود منزوعة الضروس».
ويقول د.جون كابيلمان من قسم الأنثروبولوجيا في جامعة تكساس، وأحد الباحثين المشاركين بالدراسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، إنّ «هذه الأسنان بدائية لدرجة أنّنا عندما أظهرناها لأوّل مرّة لعلماء آخرين، أخبرونا أنّها ليست لقرد، وذهب بعضهم إلى أنّها لخنزير، ولكن بسبب سمات الأسنان الأخرى أقنعناهم بأنّها كانت لقرد».
وتستطيع القرود المعاصرة معالجة مجموعة واسعة من الأطعمة النباتية والحيوانية بسبب تركيبة أسنانها، التي تعتمد على آلية تشبه المقص، عن طريق وجود ضرسين، يعمل واحد ضد الآخر بشكل يشبه عمل المقص، بينما تكشف حفرية القرد التي تعود إلى 22 مليون عام أنّه تكيف مع نظام غذائي يتكون من المكسرات والفواكه، وغابت عنه الأوراق التي كانت تحتاج إلى الضروس في عملية المضغ.
ويضيف كابيلمان: «تستطيع رؤية كيف أصبحت الأسنان قادرة على التعامل مع الأوراق في الحفرية الأحدث التي اكتشفت في أوغندا، وتعود إلى 19 مليون عام».


مقالات ذات صلة

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

يوميات الشرق الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».