دفع ترحيل تركيا وماليزيا لعدد من «إخوان الخارج» إلى مصر، شباب التنظيم للتفكير في الهروب لوجهات جديدة، تجنباً لأي ترحيلات مستقبلية، خاصة مع تخلي قيادات التنظيم عنهم. وأعلنت وسائل إعلام تابعة لـ«الإخوان» أمس توقيف مصطفى النادي في إيطاليا عقب وصوله لمطار روما قادماً من إحدى الدول – لم تحددها -، كما أكدت احتجاز السلطات الإيطالية شاباً آخر يدعى مصطفى راشد محكوماً عليه بالإعدام عقب وصوله إلى روما قادماً من كوريا الشمالية.
وقال عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات الأصولية، إن «حالة من القلق يعيشها شباب «الإخوان» تدفعهم للتفكير في الرحيل لدول أخرى بعيداً عن تركيا وماليزيا خوفاً من الترحيل لمصر». وقالت وسائل إعلام داعمة لـ«الإخوان» إنه تم توقيف الشاب الإخواني «نادي» خلال وجوده في العاصمة الإيطالية، وهو متهم في إحدى قضايا الإرهاب بمصر، وإن الشاب الآخر «راشد» طلب فور وصوله لمطار روما مقابلة مسؤولي الهجرة والجنسية، لتقديم طلب اللجوء باعتباره معارضاً سياسياً في مصر، ومحكوماً عليه بالسجن المؤبد في قضايا عنف وإرهاب؛ إلا أن السلطات احتجزته لاستيضاح موقفه، الأمر الذي دفع الشاب إلى كتابة استغاثة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، طالباً التدخل لإنقاذه. وبحسب صفحات إخوانية على «فيسبوك» خضع الشاب لجلسات تحقيق مطولة، وانتهت بموافقة السلطات على إبقائه في إيطاليا. بينما كشفت تقارير غربية نقلاً من مصادر إيطالية عن أن السلطات الإيطالية لم تمنح الشاب حق اللجوء السياسي – كما ادعت صفحات «الإخوان» - بل منحته مهلة 60 يوماً لتقديم ما يفيد بعدم تورطه في قضايا عنف لمنع ترحيله إلى مصر. ورجح مراقبون أن «يكون الترحيل مصير الشابين لتورطهما في أحداث عنف وقعت بمصر، ومحكوم عليهما من قبل السلطات القضائية».
وسبق أن شن نشطاء من «الإخوان» حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على السلطات الماليزية لوقف ترحيل مماثل لأربعة من شباب التنظيم وهم، عبد الله محمد هشام، وعبد الرحمن عبد العزيز أحمد، ومحمد عبد العزيز فتحي، وعزمي السيد محمد. واستبقوا خطوة مماثلة قامت بها السلطات التركية عندما رحلت محمد عبد الحفيظ في فبراير (شباط) الماضي، وهو محكوم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات.
وقال عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط» إن «ترك شباب «الإخوان» لتركيا، وتوجههم لدول أخرى، ينم عن خلاف شديد بين الشباب والقيادات، وأن الشباب يريد التأكيد أن قادة التنظيم الهاربة هي سبب معاناتهم الحقيقة». ويؤكد عدد من الشباب الهاربين أن «مصير جميع الشباب المقيمين في إسطنبول مثلاً مُعلق بكلمة من قادة التنظيم (الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً) فإذا تخلوا عن أحد، فالترحيل لمصر ومواجهة عقوبات الإعدام والسجن المشدد سيكونان مصيره»، مشيرين في تدوينات مُتعاقبة على «فيسبوك» إلى أن شباب التنظيم يعانون من «الملاحقات المستمرة» و«إهدار حقوقهم» بسبب سياسات قادتهم الطائشة، والتي تسببت في كل ما يحدث لهم من نفي وتشريد واغتراب وضياع لمستقبلهم، مؤكدين أن «الإخوان» تنظيم يأكل أبناءه، ويقدمهم قرابين وضحايا لمغامرات وسياسات فاشلة.
وأكد عمرو عبد المنعم أن «الشباب يحاولون إحراج التنظيم بالضغط على القيادات الهاربة، من أجل عدم التخلي عنهم، خاصة مع وجود احتمالات بأن تركيا سوف ترحل مزيداً من الشباب خلال الفترة المقبلة، لأنهم يمثلون عبئا اقتصاديا كبيرا».
قضايا الإرهاب تدفع «إخوان الخارج» لوجهات جديدة
عقب ترحيلات تركية وماليزية... وإيطاليا في الطريق
قضايا الإرهاب تدفع «إخوان الخارج» لوجهات جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة