روحاني يتحدث عن فشل «الحرس الثوري» في مكافحة التهريب

روحاني يتحدث عن فشل «الحرس الثوري» في مكافحة التهريب
TT

روحاني يتحدث عن فشل «الحرس الثوري» في مكافحة التهريب

روحاني يتحدث عن فشل «الحرس الثوري» في مكافحة التهريب

شكّك الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، في قدرة «الحرس الثوري» على ضبط الحدود الإيرانية ضد التهريب، وذلك بعد أسبوعين من إعلان «الحرس» عن استقرار وحدات منه على الحدود الإيرانية بهدف مكافحة التهريب.
وقال روحاني إن «الحرس الثوري» لم يتمكن سوى من ضبط محاولة واحدة من أصل كل 10 محاولات في مجال التهريب.
وكان روحاني يدافع في اجتماع لكبار المسؤولين أثناء زيارته إلى محافظة جيلان شمال البلاد أمس، عن أداء حكومته في ظل «التحديات الاقتصادية» بما فيها إفلاس المؤسسات المالية، منتقداً «أطرافاً وراء تراجع الاقتصاد الإيراني».
وتعدّ حماية الحدود الإيرانية من مهمة الجيش، وتستثنى المناطق التي تشهد نشاطاً حدودياً مناوئاً لإيران؛ وتحديداً في كردستان والأحواز وبلوشستان، والتي تنتشر فيها وحدات من الجيش الإيراني إلى جانب وحدات من «الحرس الثوري»؛ الجهاز العسكري الموازي للجيش.
كما يتقاسم الجيش و«الحرس» حماية الحدود البحرية في الجنوب؛ فالخليج يعد مهمة «الحرس»، وفي المقابل تنتشر بحرية الجيش في بحر العرب.
ولكن خلال الشهر الماضي أعلن «الحرس الثوري» عن استقرار وحدات في جميع الحدود الإيرانية للمشاركة في «مكافحة التهريب». وبموازاة الخطوة، أعلن «الحرس الثوري» عن انتشار دوريات بحرية في بحر العرب بهدف التصدي للمهربين.
وتذكر السلطات الإيرانية أسباباً متعددة لتدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار العملة والسلع.
وقال روحاني أمس: «منحنا الحدود الجنوبية لـ(الحرس) بهدف مكافحة التهريب، وبطبيعة الحال يضبطون واحدة من أصل 10 محاولات»، وعزا فشل «الحرس الثوري» إلى «صعوبة المهمة»، قائلا إنها «تتفلت من أيديهم».
وكان روحاني أعلن العام الماضي أن حكومته وافقت على قيام «الحرس الثوري» بدوريات لمكافحة التهريب.
وهذا أول تعليق من روحاني على الخطوة التي أعلنها «الحرس الثوري» بشأن استقرار وحداته على الحدود لمكافحة التهريب. وقبل روحاني بأسبوعين، قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري إن قواته ترصد كل ما يجري على الحدود الإيرانية، مشيراً إلى أن وحدات الجيش تستخدم منظومات وطائرات من دون طيار فضلاً عن كاميرات مراقبة متطورة لضبط الحدود الشرقية والغربية.
وفي يوليو (تموز) الماضي؛ قال المتحدث باسم «مركز مكافحة الإرهاب» قاسم خورشيدي إن حجم التهريب في بداية رئاسة روحاني كان يقدر بـ25 مليار دولار؛ تشمل 17 ملياراً من السلع المهربة إلى إيران، مقابل 7.8 مليار دولار من السلع المهربة إلى خارج إيران. وأشار إلى أن حجم التهريب تراجع إلى 12 ملياراً و600 مليون دولار.
وبشأن التحديات الاقتصادية، قال روحاني إنه يطّلع يومياً على «ما تحتاجه وما تملكه» بلاده من ذخائر السلع الأساسية، غير أنه قال: «لا نواجه مشكلة من تخصيص العملة والذخائر».
ووعد روحاني بأن تقدم حكومته الأسعار الأساسية للإيرانيين بالسعر الحكومي المقرر للدولار، الذي يبلغ 42 ألف ريال.



عودة ترمب للبيت الأبيض... فرصة للحوار أم تهديد لإيران؟

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
TT

عودة ترمب للبيت الأبيض... فرصة للحوار أم تهديد لإيران؟

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)
ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية، تباينت آراء الخبراء والسياسيين الإيرانيين حول عودة دونالد ترمب للمكتب البيضاوي، وتأثيرها على إيران. ويراها البعض فرصة للتفاوض بناءً على ميول ترمب للحوار، بينما يرى آخرون أن عودة سياسة «الضغط الأقصى» بما فيها العقوبات الاقتصادية والخيار العسكري، لا تزال احتمالاً قائماً.

ويعتقد مؤيدو التفاوض المباشر مع واشنطن أن غياب إيران عن أولويات ترمب الأولى يمثل فرصة لتخفيف الضغوط وفتح باب للحوار، خصوصاً في ظل فتوى تحظر الأسلحة النووية في إيران.

في المقابل، يحذِّر منتقدو الحوار من «تغلغل» أميركي واستغلال التفاوض لفرض تنازلات، ويشيرون إلى انعدام الثقة وتجارب الماضي، بما في ذلك انسحاب ترمب من الاتفاق النووي.

وأشارت صحيفة «شرق» الإيرانية إلى «قلق» بين غالبية الخبراء، وقالت إن احتمالية عودة سياسة «الضغط الأقصى»، مثل تقليص صادرات النفط الإيراني، وتحريك آلية «سناب باك»، وعودة القرارات الأممية، وحتى احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري، لا تزال قائمة.

وفي المقابل، هناك فئة ترى أن عودة ترمب قد تخلق فرصاً أكبر لإيران للتفاوض والوصول إلى اتفاق، نظراً لميول ترمب للتفاوض. وقال علي مطهري، نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، إن عودة ترمب قد تمثل فرصة وليس تهديداً لإيران، خصوصاً إذا أظهر ترمب رغبة في التفاوض.

ودعا مطهري إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأميركية بدلاً من الاعتماد على الوسطاء؛ لأن «التجربة السابقة أظهرت أن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق النتائج المرجوة».

ورأى أن «تطوُّر الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مثل الاتفاقات مع روسيا ووقف إطلاق النار في غزة، يجعل إيران في موقع قوي للتفاوض من موقف متساوٍ مع الولايات المتحدة»، وأضاف: «في ظل الأوضاع الحالية أفضل قرار هو بدء المفاوضات».

ومن جهتها، تحدثت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية عن جدار مرتفع من انعدام الثقة بين إدارة ترمب وطهران. وقالت: «كثيرون في إيران يترقبون أي ترمب سيواجهون؟»، في إشارة إلى «التوقعات المتباينة» حول كيفية تعامل ترمب مع إيران.

وقال الناشط الإصلاحي، محمد هاشمي رفسنجاني للصحيفة إن «برنامج حكومة ترمب ليس خوض صراعات مع إيران في الشرق الأوسط، بل السعي لحل القضايا العالقة مع طهران بأسرع وقت ممكن». وقال: «ترمب أعلن أنه إذا لم تمتلك إيران أسلحة نووية، فبإمكان البلدين بناء علاقات بناءة في مجالات أخرى. كما أن بناء الأسلحة النووية محظور في إيران وفقاً لفتوى القيادة، وإيران ليس لديها برنامج لتنفيذه».

ونقلت الصحيفة عن الناشط الإصلاحي محمد صادق جواد حصار قوله إنه «في حال التزم ترمب بتعهدات لتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط وإقامة علاقات بناءة مع إيران فإن ذلك سيؤثر إيجاباً في الساحتين السياسية والاقتصادية في إيران».

أما الناشط المحافظ، حسين كنعاني مقدم فقد قال للصحيفة إن «ترمب يعمل على تمهيد الطريق للاستفادة من القوى العالمية مثل الصين وروسيا، وكذلك القوى الإقليمية مثل إيران التي لها تأثير في المعادلات السياسية والإقليمية. بالنظر إلى حقيقة أن حكومة بزشكيان هي حكومة وفاق وطني، يبدو أن هناك إشارات تُرسل إلى أميركا مفادها أن إيران مستعدة للعمل على حل القضايا الإقليمية».

ويعتقد النائب السابق حشمت الله فلاحت بيشه، أن غياب إيران عن أوامر ترمب التنفيذية الأولى وسعيه للابتعاد عن الأزمات الإقليمية «مؤشر» على تراجع نفوذ المتشددين في واشنطن وإمكانية فتح قنوات للتفاوض، رغم توقعات بضغط اقتصادي محدود.

وأكد فلاحت بيشه في افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، غياب اسم إيران من أول أوامر تنفيذية وقَّعها ترمب في يومه الأول، وهو «مؤشر إيجابي»، وذلك بعد توقعات بأن تتضمن أوامره الأولى عقوبات على طهران.

وقال فلاحت بيشه الذي كان رئيساً للجنة الأمن القومي، إن إيران «ليست ضمن أولويات إدارة ترمب العشرين الأولى؛ إذ تتركز أغلب أولوياته على إدارة الشؤون الداخلية، وتحقيق وعوده الانتخابية».

وكتب: «عدم وجود إيران ضمن أولويات ترمب لا يُعد عاملاً سلبياً، بل قد يُشكل فرصة إيجابية، لو كانت إيران من أولوياته لكان من المحتمل أن تتحول إلى هدف تجريبي للرئيس الأميركي الجديد». وأضاف: «سعي ترمب للابتعاد عن الأزمات الإقليمية وعدم فرض ضغوط قصوى على إيران في أول يوم عمل له يُظهر تراجع نفوذ المتشددين، واحتمالية تقديم مقترح للتفاوض من قِبَل الولايات المتحدة، على الرغم من إمكانية بدء ضغوط اقتصادية محدودة».

من جهة أخرى، واصلت صحيفة «كيهان» الرسمية انتقاداتها لمسؤولين في حكومة مسعود بزشكيان بسبب تأييدهم التفاوض مع الولايات المتحدة. وقالت إن تصريحات الرئيس التي تحدث فيها بحذر عن المفاوضات مع أميركا «تتناقض مع أقوال نوابه ومستشاريه التي يترتب عليها عواقب للبلاد».

وكان مستشار الرئيس الإيراني علي عبد العلي زاده، قد قال نهاية الشهر الماضي، إن «مجموعة الحكم وصلت إلى قناعة بضرورة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة».

وحذرت «كيهان» من «التسلل»، وقالت: «كثير من القلاع صمدت أمام الضربات القوية، لكن أبوابها فُتحت بيد عناصر خائنة ومتسللة». وهاجمت وسائل إعلام مؤيدة لمسعود بزشكيان قائلة إنها «تعد التفاوض مع أميركا الحل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد».

وقالت: «إثبات ما إذا كانت أميركا مستعدة للالتزام بالتوافق أو لا، هل يكون بناءً على (التجربة الماضية) أو بناءً على وعد آخر من أميركا أو توقيع آخر مثل توقيع جون كيري على الاتفاق النووي؟! إذا كانت أميركا قد أثبتت استعدادها لعبد العلي زاده، فمن الأفضل أن يعرف الناس طريقة هذا الإثبات». وأشارت أيضاً إلى الشكوك التي أبداها مستشار بزشكيان في التوصل لاتفاق خلال شهرين إلى ثلاثة من المفاوضات، وحذر من «مراوغة» ترمب لإجبار طهران لتقدم التنازلات، ودفع «لتغيير القواعد تحت الطاولة»، وسخِرت صحيفة «كيهان» من ذلك قائلة: «من أين جاءك هذا الاعتقاد بشأن تحت الطاولة من أمريكا، أيها المستشار؟! لماذا تشك في أميركا وتزرع اليأس في نفوس الناس من الآن؟!».