متاحف مصرية تُبرز المكانة التاريخية للمرأة بقطع نادرة

تروي جوانب مهمة من عصور مختلفة

تمثال حاملات القرابين
تمثال حاملات القرابين
TT

متاحف مصرية تُبرز المكانة التاريخية للمرأة بقطع نادرة

تمثال حاملات القرابين
تمثال حاملات القرابين

تحتفل متاحف مصرية باليوم العالمي للمرأة، عبر عرض قطع أثرية نادرة، خلال شهر مارس (آذار) الحالي، بجانب إقامة فعاليات ومعارض لمنتجات الحِرف اليدوية التراثية لنساء من محافظات مختلفة، وأنشطة متنوعة تروي جوانب تاريخية تتعلق بمكانة المرأة عبر عصور مختلفة، بداية من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث. ويحفل الشهر الحالي بمناسبات نسوية عدة، أبرزها يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به العالم، اليوم (الجمعة)، 8 مارس من كل عام، بينما تحتفل به مصر في 16 من الشهر نفسه؛ تخليداً لذكرى نضال نسوي تاريخي، شهد سقوط أول «شهيدة» مصرية في مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1919 دعت إليها السيدة هدى شعرواي، كما تحتفل مصر مع العالم بعيد الأم في 21 من الشهر نفسه. وبدأ متحف النسيج المصري بشارع المعز، في قلب القاهرة الفاطمية احتفالاته أمس (الخميس)، بالتعاون مع الإدارة العامة للقاهرة التاريخية، بأنشطة عدة تحت عنوان «الأيدي الناعمة - المرأة المصرية في مائة عام»، ويعرض المتحف طوال الشهر عدداً من القطع النادرة التي تؤرّخ لنضال المرأة وتسلط الضوء على مكانتها التاريخية عبر عصور متعددة، أبرزها العصر الفرعوني».
وقالت إلهام صلاح، رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار: إن «الاحتفال تضمن إقامة معرض للحرف التراثية أمام المتحف بشارع المعز، شارك فيه نحو 20 سيدة من مناطق مصر المختلفة مثل النوبة، وسيناء، والواحات، والصعيد، والسويس، والقاهرة».
وتضمنت الاحتفالية ندوة علمية بقاعة المحاضرات بالمتحف استعرضت إنجازات المرأة المصرية في مائة عام 1919 – 2019 عبر محاضرة ألقتها الدكتورة وهاد سمير، عضو المجلس القومي للمرأة بالقاهرة، وأستاذ الفنون التشكيلية بالمعهد العالي للفنون التطبيقية بمدينة السادس من أكتوبر.
وينظم المتحف جولات مفتوحة طوال الشهر الذي يتضمن عرض قطع نادرة عن تاريخ المرأة عبر عصور مختلفة، ويقول الدكتور أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج لـ«الشرق الأوسط»: إن «القطع التي تعرض حتى نهاية الشهر تسلط الضوء على مكانة المرأة في المجتمع، ودورها البارز في عصور مختلفة، وبخاصة العصر الفرعوني؛ فالكثيرون لا يعرفون أن المرأة كان لها مكانة بارزة في الدولة المصرية القديمة، فالفراعنة على سبيل المثال أول من اخترعوا فكرة المغسلة العامة التي كانت توجد في كل حي أو شارع؛ حتى لا تضطر النساء إلى غسل الملابس في المنزل».
ويضيف أبو اليزيد: «من بين القطع المعروضة رداء نسائي من الدولة المصرية القديمة بالعصر الفرعوني يوجد به تقنيات لم يعرفها العالم إلا بعد آلاف السنين، وقفاز نسائي يعود تاريخه للدولة الفرعونية الحديثة، ونموذج لورشة نسيج في الدولة القديمة كانت النساء تتولى تشغيلها، والكثير من التماثيل التي تسلط الضوء على أشكال الملابس النسائية وتبرِز دور المرأة ومكانتها في المجتمع».
بدوره، يعرض متحف قصر المنيل، بالقاهرة، عدداً من القطع التي تسلط الضوء على مكانة المرأة عبر عصور مختلفة، ومجموعة من اللوحات الزيتية النادرة من مقتنيات الأمير محمد علي توفيق (صاحب القصر) والتي رسمها فنانون أوروبيون، ومنها لوحة زيتية عبارة عن رسم لوجه «أمينة هانم» والدة الأمير محمد علي توفيق، التي تلقب بـ«أم المحسنين»، وهي صورة من القماش داخل برواز مذهب بيضاوي الشكل من الداخل، ومربع الشكل من الخارج يعلوه التاج الملكي.
ويعرض أيضاً لوحة زيتية لسيدة شرقية ترتدي جلباباً مائلاً للاحمرار، تضع على رأسها تاجاً من حبات بُنية وشعار العلم التركي «الهلال والنجمة»، ولوحة نصفية زيتية لفتاة شرقية ناعسة ترتدي جلباباً أبيض، والصورة مرسومة على خشب داخل برواز مذهّب عليها توقيع الفنان النمساوي (F.Kosler)، ومن بين اللوحات المعروضة أيضاً لوحة زيتية لسيدة تحمل طفلها على ظهرها، ويجلس إلى جوارها طفلة صغيرة، والصورة على قماش داخل برواز مذهب وتحمل توقيع الفنان الفرنسي Devedeux.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».