عروض مهرجان «حكاوي» الدولي تجتذب الأطفال في مصر

يتضمن 8 مسرحيات من أوروبا وأميركا

عرض هولندي بالدورة التاسعة بمسرح «مكتبة الإسكندرية» أمس
عرض هولندي بالدورة التاسعة بمسرح «مكتبة الإسكندرية» أمس
TT

عروض مهرجان «حكاوي» الدولي تجتذب الأطفال في مصر

عرض هولندي بالدورة التاسعة بمسرح «مكتبة الإسكندرية» أمس
عرض هولندي بالدورة التاسعة بمسرح «مكتبة الإسكندرية» أمس

نجحت عروض مهرجان «حكاوي الدولي لفنون الأطفال» بدورته التاسعة، في اجتذاب جمهور مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، وخاصة الصغار منهم، بالمدينة الساحلية، قبل افتتاحه، اليوم الأربعاء، رسمياً بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
وتستمر عروض المهرجان الذي انطلق أول من أمس وتستمر فعالياته حتى 16 من الشهر نفسه، حيث يُقدم المهرجان للعام التاسع على التوالي مزيجاً من قصص وفنون الأطفال حول العالم، من مختلف الثقافات، ويشارك فيه هذا العام 9 عروض مصرية، إضافة إلى 8 عروض دولية من هولندا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والدنمارك.
وتحتضن عروض الدورة التاسعة مسارح 3 محافظات مختلفة. وانطلقت الدورة بعروض تمهيدية في مدينة الإسكندرية، يليها الافتتاح الرسمي على مسرح الهناجر بالقاهرة اليوم، بإعادة عرض «الليلة الكبيرة»، بينما يأتي العرض الختامي الهولندي في محافظة المنيا (جنوب القاهرة) في 16 من الشهر الحالي.
وجذبت العروض الأجنبية اهتمام أطفال مدينة الإسكندرية الساحلية، إذ تفاعل المئات منهم مع العرض الأميركي «زوزو» الذي يدور حول عالم الحيوانات، حيث تعالت صيحاتهم، وحرصوا على تحية الفنانين والتقاط الصور التذكارية معهم.
من جهته، قال كيشن جبكتكو، أحد أعضاء فرقة مسرحية «زوزو» لـ«الشرق الأوسط»: «الجمهور المصري رائع، ويتفاعل معنا بشدة، فهو ودود للغاية». مضيفاً: «عرضنا يُبرز كيفية استخدام لغة الجسد بوصفها لغة موحدة للتواصل مع البشر رغم اختلاف الثقافات واللغات». لافتاً إلى أنه «شاهد عروضاً أجنبية أخرى كانت متميزة جدا».
وأوضحت رشا عيد، نائب مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية لـ«الشرق الأوسط»: أن «أكثر من ألف طفل، استمتع بعروض مهرجان حكاوي على مدار يومين». وأضافت: «سنقوم باستضافة عروض الدورة العاشرة العام المقبل أيضا لإتاحة الفرصة أمام المزيد من أطفال الإسكندرية لمشاهدة التنوع الفني والمسرحي العالمي».
بينما قال مصطفى محمد، مدير إنتاج بمهرجان «حكاوي»، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ المهرجان بعد انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 لتعليم الأطفال القيم والثقافة عبر الفن».
وأضاف: «نختار العروض بعناية لمخاطبة جميع الفئات صغيرة السن، وغالباً ما تكون تلك العروض صامتة وحركية ليسهل فهمها على الأطفال». ولفت إلى أنه تم تقديم «نحو 40 عرضاً مصرياً وأكثر من 50 عرضاً دولياً، بالتعاون مع السفارات الأجنبية، خلال الدورات الماضية بجميع المحافظات المصرية».
وتابع: «اخترنا عرض أوبريت (الليلة الكبيرة) الذي يدور حول (مولد شعبي)، إهداء لروح الفنان الراحل ناجي شاكر، مصمم عرائس الأوبريت بعد وفاته العام الماضي، من أجل تعريف أطفال الجيل الجديد به».
وأوضح محمد: «وجهنا الدعوات للمدارس، وجمعيات أطفال الشوارع، ومرضى السرطان من الأطفال، كما خصصنا عروضاً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالدورة الحالية أيضاً».
وتخطط إدارة المهرجان الدولي، الذي تنظمه مؤسسة «أفكا» للفنون والثقافة، للتوسع في المزيد من المحافظات المصرية بالدورة المقبلة.
بدوره، قال محمد الغاوي، مدير المهرجان في بيان صحافي أول من أمس: «لا يمكن أن يبقى المهرجان محدوداً ومقتصراً فقط على مجرد استضافة عدد من العروض الأجنبية لمجرد عرضها على المسرحيين المصريين والجمهور العادي، بل نريد كذلك دعم الإنتاج المصري المحلي عن طريق إقامة منصة فنية للمسرحيين المصريين كي يتمكنوا من تقديم أعمالهم وعرضها أمام مندوبين من الخارج يهتمون بعروضنا لعرضها بالخارج».
وأوضح الغاوي، أن الدورة التاسعة، تشهد زيادة كبيرة في العروض الدولية، من بريطانيا، وهولندا، وألمانيا، والدنمارك، وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى حضور أكثر من عشرة ممثلين دوليين من مديري مسارح ومهرجانات دولية.
وتمنح الزيادة في عدد مشاركات العروض المصرية هذا العام، حسب الغاوي، «الفرصة لعرض وتقديم أعمالنا المحلية على نطاق دولي أوسع وأرحب أمام الفنانين المشاركين من جميع أنحاء العالم من مسرحيين ومندوبين من مديري المهرجانات المختلفة، حيث لا تقتصر المهمة على استيراد عروض من الخارج فقط».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».