السعودية والإمارات واليمن تطالب مجلس الأمن بالضغط على الحوثيين

دوجاريك لـ«الشرق الأوسط»: غريفيث يواصل جهوده وغوتيريش سيكتب تقريراً

ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة (رويترز)
ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة (رويترز)
TT

السعودية والإمارات واليمن تطالب مجلس الأمن بالضغط على الحوثيين

ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة (رويترز)
ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمم المتحدة (رويترز)

طالبت حكومات السعودية والإمارات واليمن أعضاء مجلس الأمن بالضغط على الحوثيين من تنفيذ اتفاق استوكهولم وفقاً للقرار 2451، مع التنديد بانتهاكاتهم المتواصلة لوقف النار، ومطالبتهم بالإمتثال للإجراءات المتفق عليها في مفاوضات لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات في الحديدة، ووقف تدفق الأسلحة الايرانية إلى اليمن.
جاء ذلك في رسالة مشتركة كتبها المندوبون الدائمون السعودي عبد الله المعلمي والإماراتية لانا نسيبة واليمني عبد الله السعدي إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، وحصلت "الشرق الأوسط على نسخة منها، أكدوا فيها أن حكوماتهم "تكرر التزامها التوصل الى حل سياسي للنزاع في اليمن وتوفير المعونة الإنسانية للشعب اليمني".
وإذ رحبوا بـ"التقدم" الذي أحرزه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في شأن "التفاوض على إعادة الإنتشار في الحديدة، وتبادل السجناء، والمجلس المشترك لتعز"، أكدوا أن "التحالف" ثابت في دعمه اتفاق استوكهولم، مشيرين الى أن التقدم الذي حققته لجنة تنسيق اعادة الإنتشار منذ بدء وقف النار في محافظة الحديدة في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي هو "نتيجة للقيادة السياسية من الحكومة اليمنية والتنفيذ الحازم لقواعد الإشتباك العسكرية من قادة التحالف". وأضافوا أن "الممارسة الأحادية الجانب للإنضباط والتسامح الإستثنائي من قبل التحالف يعني أن انسحاباً ذات مغزى من نقاط حيوية في الحديدة يبدو في المنال"، منوهين أن "هذا الانضباط وضبط النفس لم يقابلا بالمثل من الحوثيين".
وأشاروا إلى رسالة سابقة عبروا فيها عن اعتقادهم أن ينبغي لاتفاق استوكهولم أن يكون بداية لسلسلة اتفاقات لإنهاء النزاع في اليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2216، مشددين في الرسالة الجديدة التي وجهت نسخة مطابقة منها الى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش على أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يلزم الحوثيين بوعودهم"، مؤكدين "ضرورة وقف تدفق الأسلحة الايرانية الى اليمن وضمان التنفيذ الدقيق لإعادة انتشار القوات طبقاً لما اتفق عليه في محادثات لجنة التنسيق". ورأوا أن "خطوات إعادة الإنتشار يجب التفاوض عليها بطريقة حذرة ومدروسة، كي تعالج بشمول كل مظاهر هذه العملية الدقيقة" لأن "الإخفاق في معالجة كل المسائل الضرورية الآن سيضعف أي اتفاق يجري التوصل اليه ويوجد فجوات سيجري استغلالها لاحقاً من أطراف تتصرف بسوء نية". ونبهوا الى أن "رفض الحوثيون المفاجئ وغير المبرر الأسبوع الماضي للإنسحاب من ميناءي الصليف وراس عيسى لم يكن مفاجئاً بعد أشهر من تكتيكات المماطلة من جانبهم"، ملاحظين أن "أفعال الحوثيين لا توحي بالثقة في التزامهم اتفاقات استوكهولم أو محادثات لجنة التنسيق". وأفادوا أنه "منذ بداية وقف النار، وثقت قوات التحالف 1754 انتهاكاً حوثياً لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة"، موضحين أن "أنظمة أسلحة متقدمة استخدمت في هذه الإنتهاكات، بما في ذلك صواريخ بدر 1 الباليستية، بما يظهر أن هذه الإنتهاكات لا يمكن أن تنسب ببساطة الى أفراد من مقاتلين حوثيين غير منضبطين"، بل أن "هذه الأفعال هي جزء من استراتيجية استفزاز متعمدة موجهة من زعماء حوثيين كبار لتقويض اتفاق استوكهولم".
وأضافوا أن "هذه الإنتهاكات أدت الى جرح 780 من قوات التحالف وقتلت 125"، علماً أن "مستويات الإصابات في التحالف قبل 18 ديسمبر 2018 وبعده هي عملياً ذاتها. وبالتالي فإن وقف النار هو تعبير عن الإلتزام الأحادي للتحالف بالتوصل الى حل سياسي في اليمن".
وقالوا أيضاً إن "مسؤولين كباراً في الأمم المتحدة يعترفون بأن الإفتقار الى مراقبين للمنظمة الدولية يحول دون التحقق من التقارير عن انتهاكات وقف النار"، مجددين مطالبة التحالف بنشر المزيد من مراقبي الأمم المتحدة في محافظة الحديدة. ورفضوا "بأشد العبارات ادعاءات لا أساس لها عن انتهاكات لوقف النار" من قبل قوات التحالف، داعين الأمم المتحدة الى "عدم اعطاء صدقية للإدعاءات العارية عن الصحة التي تروجها وسائل اعلام يسيطر عليها الحوثيون". وعبروا خصوصاً عن "قلقهم من إشارة مسؤول رفيع في الأمم المتحدة أخيراً في احاطة رسمية الى شائعات كهذه"، لأن "هذا التصرف مضر لبناء الثقة والصقية".
ولفتوا إلى أن "الحوثيين يواصلوا في الوقت ذاته خرق وقف النار عبر تعزيز مواقعهم العسكرية في المناطق المدنية في الحديدة، بما في ذلك من خلال بناء متاريس وحواجز"، مؤكدين أن "الحوثيين يواصلون انتهاك اتفاق استوكهولم والقرار 2451".
وعبروا عن تشجعهم بزيارة فريق من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لمطاحن البحر الأحمر، مبينين أن "عقبات رئيسية لا تزال قائمة"، مشيرين الى أن الحوثيين لا يقابلون بالمثل الضمانات الأمنية التي أعطاها التحالف، معتبرين أنه "من المهم مواصلة الضغط الدولي على الحوثيين للإنصياع للأبعاد الإنسانية لاتفاق الحديدة".
وأكدوا مجدداً المساهمة المشتركة بقيمة مليار دولار من السعودية والإمارات لخطة الأمم المتحدة للمعونة الإنسانية لليمن في 2019، موضحين أن ذلك يرفع المساهمة الإجمالية من التحالف لليمن الى نحو 20 مليار دولار منذ أبريل (نيسان) 2015.
وحضوا أعضاء مجلس الأمن على "دعوة الحوثيين الى تنفيذ اتفاق استوكهولم وفقاً للقرار 2451، والتنديد بالإنتهاكات المتواصلة لوقف النار من قبل الحوثيين، والمطالبة بامتثال الحوثيين للإجراءات المتفق عليها في مفاوضات لجنة التنسيق".
وسألت "الشرق الأوسط" الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عما إذا كان الأمين العام سيحدد في تقريره المقبل أسباب عدم تنفيذ اتفاق استوكهولم، فأجاب أن "غريفيث يركز بشكل عميق للغاية على محاولة إقناع الأطراف بالتنفيذ الكامل" للإتفاق.
وأضاف أن "الأطراف عبّرت في مناسبات متكررة عن استعدادها للقيام بذلك. من الواضح أن الشيطان يكمن في التفاصيل. يضع غريفيث كل جهوده في محاولة للتأكد من المضي في العملية"، مؤكداً أن الأمين العام يدرك أن هناك قرارات تطلب منه تقديم تقرير "وهو سيفعل ذلك".


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.