الجيش اليمني يتقدم في الضالع والميليشيات تصعّد في تعز

TT

الجيش اليمني يتقدم في الضالع والميليشيات تصعّد في تعز

سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني أمس على مواقع في جبهة الحشاء بمحافظة الضالع الجنوبية، عقب معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن قوات «الجيش سيطرت على مواقع مطلة على سوق الطاحون وتباب كعال التيس وقرية السويدا، وعدد من التباب والمزارع بعد هجوم مباغت على مواقع الانقلابيين». ولفت إلى أن المعارك مستمرة حتى تحرير منطقة المشهد المحاذية لمديرية السبرة شرق محافظة إب. وأضاف أن «ميليشيات الحوثي تفرض حصاراً خانقاً على الطاحون والمساكن المجاورة، وتمنع العشرات من الأسر مغادرة منازلهم لتستخدمهم دروعا بشرية في الوقت الذي ارتفع فيه عدد النازحين لمخيمات النازحين من مناطق الحرب في مديرية الحشاء إلى أكثر من 900 أسرة»، لافتا إلى «تعرض مركز المديرية ضوران والأحذوف لعدد من القذائف من قبل ميليشيات الحوثي من أماكن تمركزها خلف الطاحون».
في غضون ذلك، صعّدت ميليشيات الحوثي عملياتها في محافظة تعز، وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية في جبهة مدرات ومحيط جبل هان ومواقع في مقبنة، غربا، وذلك بعد تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولات الحوثيين التسلل إلى مواقعها، مما أسفر عن سقوط 7 قتلى و4 جرحى و3 أسرى من عناصر الانقلابيين، ومقتل اثنين من الجيش الوطني وجرح 4 آخرين. وأضاف أن «تصعيد الانقلابيين يهدف إلى إحداث اختراق في تعز التي تعد مهمة لهم ومصيرية وكورقة مفاوضات قادمة بشأن تعز».
في موضوع آخر، كشفت رابطة أمهات المختطفين في اليمن، في بيان، عما يتعرض له نحو 2200 مختطف من ذويهم، من مختلف المحافظات، في سجون ميليشيات الحوثي. وقال البيان إن نحو 2200 مختطف من مختلف المحافظات ما زالوا يقبعون في السجون الحوثية، و«يتعرضون لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وخاصة أثناء فترة الإخفاء القسري والتي تمتد في الغالب لعدة أشهر دون معرفة ذويهم عن مكان احتجازهم، وكذا أثناء التحقيق مع المختطفين لإجبارهم تحت التعذيب على الاعتراف ضد أنفسهم والإقرار بما يملى عليهم من قبل عناصر جماعة الحوثي». وذكر البيان أن «حالات التعذيب المرصودة من قبل الرابطة بلغت 1690 حالة منذ بدء مسلسل الاختطافات عام 2015. وتم رصدها عبر لقاءات بالمفرج عنهم أو شهادات كتبها المختطفون وأرسلوها بطرق سرية عبر أهاليهم»، وأن «أساليب التعذيب التي تنتهجها جماعة الحوثي في السجون وأماكن الاحتجاز تنوعت ما بين التعليق والضرب بالسياط والأسلاك الكهربائية أو الأدوات الغليظة والوخز بالأدوات الحادة وغرز الدبابيس أو الإبر تحت الأظافر وفي منطقة الركبة وفي الأنف والصعق بالكهرباء».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.