الصين على أبواب «ثورة تشريعية» لخدمة الاستثمار الأجنبي

الصين على أبواب «ثورة تشريعية» لخدمة الاستثمار الأجنبي
TT

الصين على أبواب «ثورة تشريعية» لخدمة الاستثمار الأجنبي

الصين على أبواب «ثورة تشريعية» لخدمة الاستثمار الأجنبي

يصوت البرلمان الصيني، الأسبوع المقبل، على قانون موضع ترقب شديد، ينص على «تغيير جوهري» للمستثمرين الأجانب، على ما أفاد مسؤول، الاثنين، في خطوة قد تؤدي إلى خفض التوتر مع الولايات المتحدة بشأن التجارة.
وسيكون مشروع القانون حول الاستثمارات الأجنبية بنداً جوهرياً في الدورة السنوية للمؤتمر الوطني الشعبي الصيني، التي تبدأ اليوم الثلاثاء وتستمر أسبوعين.
ويسعى القانون لمعالجة مسائل تشكو منها الشركات الأجنبية، منذ وقت طويل، ولو أن الأوروبيين أعربوا عن مخاوف من أن تكون الصين تسرع إقراره تلبية للمطالب الأميركية في مجال التجارة.
وسينص القانون على إلغاء عمليات نقل التكنولوجيا القسرية إلى الشركاء الصينيين، وهو شرط مفروض حالياً على الشركات الأجنبية الراغبة في العمل في الصين، ويعتبر موضوعاً جوهرياً في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
كما أوضح المتحدث باسم «المؤتمر الشعبي الوطني»، تشانغ يي سوي، خلال مؤتمر صحافي، أن القانون الجديد يلغي آلية «الموافقة بدراسة كل طلب على حدة» للشركات الأجنبية. وهذا ما يضمن للمستثمرين الأجانب الامتيازات ذاتها التي تحظى بها الشركات الصينية في معظم القطاعات، باستثناء الشركات المدرجة على «قائمة سلبية».
وتستخدم بكين هذه القوائم السلبية لتحديد المجالات المحظورة على الشركات غير العامة، أو التي تتطلب من الشركات تقديم طلب خاص والمرور بآلية موافقة. وقال تشانغ إن «المجالات التي سيتم فيها حظر الاستثمارات الأجنبية، أو الحد منها، ستدرج بشكل واضح في قائمة، والمجالات خارج القائمة السلبية ستكون مفتوحة بشكل تام» للمستثمرين الأجانب. وأكد أن «الاستثمارات الصينية والأجنبية ستلقى المعاملة ذاتها».
وسيحل «القانون الموحد» الجديد محل القوانين المطبقة منذ ثلاث سنوات بشأن الشركات المختلطة الصينية الأجنبية والشركات المملوكة بالكامل لرساميل أجنبية. وأوضح تشانغ أن «هذا تغيير جوهري في نظامنا لإدارة الاستثمارات الأجنبية، سيعزز الانفتاح والشفافية والوضوح في بيئتنا الاستثمارية».
وينتقد المسؤولون الأميركيون والأوروبيون، منذ وقت طويل، سياسة الصين حيال الشركات الأجنبية، منددين بعدم فتح السوق الصينية أمام هذه الشركات وبعمليات سرقة للملكية الفكرية على نطاق واسع.
وقال رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين تيم ستراتفورد، الأسبوع الماضي، «إن انطباعنا الأولي إيجابي»، لكن أوساط الأعمال تنتظر للحصول على المزيد من التفاصيل.
لكن غرفة التجارة الأوروبية أعربت عن مخاوف من أن تكون الصين تتسرع في إقرار القانون لتلبية الطلبات الأميركية. ويصوت المجلس الشعبي الصيني على مشروع القانون في 15 مارس (آذار)، في اليوم الأخير من دورته السنوية.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أنه سيتم إقامة منطقة تجريبية وطنية للتجارة الخارجية الصينية في منطقة يانغبو للتنمية الاقتصادية في مقاطعة هاينان بجنوب الصين. وستقوم منطقة هاينان يانغبو بإنشاء منطقة تجريبية وطنية للتجارة الخارجية وتحسين أنظمة الدخول والخروج، وفقاً للجنة إدارة المنطقة، حسب وكالة «شينخوا».
وستشجع المنطقة سياسات تجريبية لتحرير التجارة وتيسير الاستثمار في مجالات مثل التجارة والتمويل والتسوية بالعملة المحلية. كما سيتم بناء منصة للخدمات العامة للتجارة الخارجية لتحسين النظام التنظيمي بالتدريج فيما يتعلق بالتجارة واللوجستيات ورأس المال والمعلومات لبناء مركز إمداد محلي ودولي وقناة لوجستية عبر الحدود.
ولزيادة تيسير التجارة الدولية، سيتم تنفيذ خدمة «النافذة الواحدة» في منطقة ميناء يانغبو كمحاولة لتعزيز التعاون في البيانات وتبسيط وتوحيد العمليات وجمع المعلومات اللوجستية والمراقبة من أجل التعريف المشترك. وسيتم تخفيض وقت تخليص الميناء بشكل كبير لتلبية المعايير الدولية. وفيما يتعلق بالشحن الدولي، سيتم توسيع نطاق تطبيق النقل على ظهر السفن والنقل على متن السفن لمنتجات التجارة الداخلية والخارجية للحد من تكاليف اللوجستيات. وسيتم دعم شركات النفط المؤهلة في توريد النفط المضمون بسندات المعد للشحن الدولي.
ومن حيث تجارة الطاقة الدولية، سيتم تخفيف حصص تصدير النفط المكرر لتجار تبادل الطاقة، الذين يتم تشجيعهم على التقدم للحصول على مؤهلات استيراد النفط الخام غير المملوك للدولة.
وستعمل يانغبو على تعزيز بناء مركز جديد للشحن البحري والتجارة البرية الدولية هذا العام، مما يضيف أكثر من طريق للتجارة الخارجية من يانغبو إلى جنوب شرقي آسيا. وهذا سوف يجذب بضائع جنوب شرقي آسيا إلى العبور عبر ميناء يانغبو.


مقالات ذات صلة

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
TT

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي رئيس البيت الأبيض فرضها، والتي يتوقع أن تؤثر على مسار التجارة العالمية والأسعار.

وقد تقاطع تنصيب ترمب مع بدء هدنة بين إسرائيل و«حماس»، والتي يتوقع أن يكون لها وقعها الإيجابي على الأسواق.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية. وبناءً على هذه العوامل، يتوقعون تحسناً ملحوظاً بأداء الأسواق في المنطقة، وخاصة الخليجية، خلال الفترة القادمة؛ مما يعزز التفاؤل بالنمو الاقتصادي المستقبلي.

تعزيز سلاسل الإمداد

وقال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، إن التوقعات الدولية تُشير إلى تحسن ملحوظ في الاقتصاد العالمي بعد تنصيب ترمب.

وأرجع الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الاستقرار السياسي المتزايد، وتعزيز سلاسل الإمداد، فضلاً عن السياسات المالية والنقدية الداعمة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون للرفع التدريجي للرسوم على الواردات إلى الولايات المتحدة، تأثيرات كبيرة على سوق العمل والتضخم، وفق الفراج. وهو ما سيخلق بيئة اقتصادية أكثر استقراراً ونمواً في الأسواق العربية، خاصة الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية (تداول).

نمو الشركات

من ناحيته، أكد المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيؤدي إلى تحقيق الأسواق الأميركية مكاسب كبيرة، بسبب سياساته المحفزة لنمو الشركات. وسيؤثر ذلك إيجاباً على الأسواق المالية بشكل عام، وخاصة الخليجية.

كما ساهم هدوء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اتفاق غزة وتبادل الأسرى، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية، بحسب باعجاجة.

متداولون يراقبون الشاشات التي تعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

أداء الأسواق العربية

وأغلقت معظم أسواق الأسهم في المنطقة العربية والخليجية على ارتفاع بنسب متفاوتة، يوم الاثنين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي)، جلسة يوم الاثنين على زيادة بنسبة تقارب 0.40 في المائة، عند 12379 نقطة، لتلامس أعلى مستوياتها منذ 8 مايو (أيار) الماضي، بقيادة سهم «أكوا باور» الذي صعد 4.4 في المائة. وقد ثبت سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، عند 28.15 ريال دون تغيير.

وربح المؤشر القطري 0.40 في المائة ليغلق عند 10508 نقطة، بدعم من سهم شركة «صناعات قطر» للبتروكيميائيات الذي زاد 2.2 في المائة، في حين صعد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.53 في المائة. وارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.08 في المائة.

أما مؤشر سوق دبي الرئيسة، فقد تراجع 0.30 في المائة، بعدما انخفض سهم شركة «سالك لرسوم التعرفة المرورية» 2.9 في المائة. كما نزل مؤشر بورصة البحرين 0.08 في المائة.

وخارج منطقة الخليج، خسر مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.37 في المائة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر بورصة الدار البيضاء 0.33 في المائة. في المقابل، سجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.03 في المائة.