«الدكتور فاوست»... مسرحية تدمج نصوصاً كردية وعربية وأوروبية مترجمة

مشاهد من المسرحية الكردية «الدكتور فاوست»
مشاهد من المسرحية الكردية «الدكتور فاوست»
TT

«الدكتور فاوست»... مسرحية تدمج نصوصاً كردية وعربية وأوروبية مترجمة

مشاهد من المسرحية الكردية «الدكتور فاوست»
مشاهد من المسرحية الكردية «الدكتور فاوست»

على مدى الأسبوع المنصرم، شهد أحد مسارح مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، عرض مسرحية بعنوان «الدكتور فاوست» للكاتب والمخرج المسرحي الشاب ريباز محمد جزاء، أستاذ المسرح في معهد الفنون الجميلة بالسليمانية.
المسرحية قدمها أحد عشر فناناً من أعضاء فرقة «أصدقاء كزيزة» المسرحية التي أُسّست منتصف سبعينات القرن الماضي، ونصّ المسرحية مقتبس كما يقول مخرجها، من دمج عدة نصوص مسرحية كردية وعربية وأوروبية مترجمة، وتحويرها بتصرف درامي بحيث تنسجم مشاهدُها مع واقع الحياة الرّاهنة في الإقليم.
ويضيف جزاء لـ«الشرق الأوسط»، «النّصوص التي دمجتها معاً بتصرف، تتمحور بمجملها، حول أهمية المسرح في حياة الشّعوب، والدّور الفاعل الذي يلعبه في توعية المجتمع والارتقاء به، لا سيما في المدن والحضر، لأنّ المسرح يمثّل أحد أهم متطلبات الحياة المدنية المتحضّرة، سيّما أنّ المواضيع والحالات والظواهر التي تُتناول على خشبة المسرح، قد يصعب تسليط الأضواء عليها عبر وسائل أخرى، نظراً للاحتكاك والتأثير الفاعل والمباشر للمسرح على حس المتلقي وتفكيره.
وأقر المخرج جزاء، بأنّ الحضور الجماهيري على كثافته، لم يكن في مستوى الطّموح، منوهاً إلى أنّ أوضاع المسرح في عاصمة الثّقافة والفنون الكردية السليمانية وعموم الإقليم، لا تبعث على الارتياح ولا تتناسب مع مستجدات الحياة العصرية، ويقول إنّ مسارحنا فقيرة جداً من النّاحية التقنية، وإنّ رواد فن المسرح هم فقط من يخوضون التحدي للإبقاء على المسرح حيّاً، مشدّداً على أنّ المسرح لم يترك حتى الآن أثره المنشود في ذات الفرد الكردي، لأسباب عدة لعل أبرزها عدم توفر عناصر وعوامل ازدهار المسرح الكردي، المتأثر سلباً بعوامل بيئية ودينية عديدة، رغم وجود جمهور واسع يعشق المسرح، لكنّ رسالته لا تصل إليهم.
وتقول شهين صابر، مسؤولة إعلام الفرقة، إنّ المسرحية حظيت بتمويل مادي من عدة شخصيات وجهات رسمية وأهلية في السليمانية، ولاقت استحساناً جماهيرياً لا بأس به، لكنّه لم يرتق إلى مستوى طموح القائمين على الفرقة، وعزت أسباب ذلك إلى هيمنة وسائل التكنولوجيا الحديثة على اهتمامات النّاس عموماً، بخلاف ما كان عليه الوضع إبّان السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أنّ المسرحية ستعرض اعتباراً من 7 مارس (آذار) الحالي، في بلدة كويسمجق بمحافظة أربيل، وربما في مدن أخرى في الإقليم، داعية وسائل الإعلام الكردية إلى إبداء قدر أكبر من الاهتمام بالأعمال والنتاجات المسرحية المحلية، انطلاقاً من مسؤولياتها المهنية والأخلاقية حيال المسرح الكردي. موضحة أنّ جلسة نقدية ستعقد لاحقاً بحضور ناقدين أكاديميين ومختصين في مجال المسرح لتقييم العمل وفق المعايير الأكاديمية.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.