عباس مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي

نتنياهو يمنع وزراءه من التعليق على الخطة الأميركية للسلام... ورفض فلسطيني

TT

عباس مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي، رداً على تصريحات لنتنياهو قال فيها إنه مستعد لصنع السلام لو التقى زعيماً فلسطينياً يؤمن به.
وأضاف عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، أنه «كان دائماً على استعداد لتلبية طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمثل هذا اللقاء في أي وقت، سواء مع رئيس الوزراء الحالي أو مع أي رئيس وزراء إسرائيلي قادم بعد الانتخابات، من أجل تحقيق السلام العادل والدائم».
وقال نتنياهو الذي كان يزور موسكو، أمس، في حوارات مغلقة قبل مغادرته إسرائيل، إنه يؤمن بأنه لو اجتمع مع زعيم فلسطيني يرغب في تحقيق السلام لتحقق هذا الأمر بالفعل. وأضاف: «أتعهد أنه لو اجتمعنا مع زعيم فلسطيني يرغب في السلام، أو حتى على الأقل يعلن فقط عن هذا، أو أن يتحرك تجاه هذا الهدف، أنا أؤمن بأنه يمكننا تحقيق السلام».
وجاءت تصريحات نتنياهو قبل نشر الولايات المتحدة خطتها للسلام، وبالتزامن مع جولة يجريها كل من مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في المنطقة، لعرض الخطة التي تركز على ترسيم الحدود، وتعرض أفكاراً لقضايا الوضع النهائي، وتدعم حلولاً اقتصادية.
ورد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، على نتنياهو بقوله إن ما ذكره «غير صحيح على الإطلاق». وأضاف أن الرئيس الروسي سبق ورتب لقاء مع نتنياهو في موسكو، ووافق الرئيس عباس على حضوره: «لكن نتنياهو تهرب من هذا الاجتماع». وحاول بوتين جمع عباس ونتنياهو أكثر من مرة، ووافق عباس لكن نتنياهو رفض.
وقال عباس لضيوف إسرائيليين، إنه لا يمانع لقاء نتنياهو من أجل صنع السلام؛ لكن نتنياهو هو من لا يريد، مضيفاً أن لديه مشكلة مع نتنياهو وليس مع حزبه «ليكود» أو الإسرائيليين. وشدد على أن نتنياهو هو الذي يرفض لقاءه، رغم أن الروس بادروا إلى التوسط في فرصتين، إضافة إلى اليابانيين والهولنديين والبلجيكيين.
وأمر نتنياهو وزراءه بعدم التعقيب على الخطة الأميركية للسلام. وذكرت قناة «مكان» الرسمية، أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى وزراء حزب «ليكود» والنواب بالتزام الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية عن خطة السلام. وفي أعقاب الأمر ألغيت مقابلات مع وسائل إعلام.
لكن رئيس حزب «اليمين الجديد» نفتالي بينيت، قال إنه لو انتخب نتنياهو مجدداً لمنصب رئيس الحكومة، فلن يكون قادراً على مواجهة الضغوط لإقامة دولة فلسطينية، مضيفاً: «أنا لا أدعي أن نتنياهو مهتم بهذا؛ لكن لن يكون بمقدوره مواجهة الضغوط وإيقاف إقامة دولة فلسطينية».
أما في رام الله فاستمرت لغة الرفض للخطة الأميركية سلفاً. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن «أي طرح لا يستند إلى خيار الدولتين على حدود 1967 مصيره الفشل».
ووصف الخطة الأميركية المرتقبة بأنها «تستجيب لتصور مجلس المستوطنات، ووجهة نظر قادة المستوطنين للصراع، وتؤدي إلى تدمير حل الدولتين». ورأى أن «أي خطة لا تضمن قيام دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لا تستحق النقاش ولا يمكن أن تتقدم».
وكان عباس قد أكد مراراً أنه لن يستمع حتى إلى الخطة الأميركية، معتبراً أن الولايات المتحدة «بدأت بتطبيقها فعلياً بإزالة القدس عن طاولة المفاوضات وإنهاء ملف اللاجئين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.