«قمة شرم الشيخ» تنهي أعمالها بتمسك عربي ـ أوروبي بـ«حل الدولتين»

التزام ببرنامج للتعاون التجاري... وبروكسل تستضيف النسخة الثانية في 2022

السيسي وتوسك خلال المؤتمر الصحافي بعد الجلسة الختامية للقمة في شرم الشيخ أمس (إ.ب.أ)
السيسي وتوسك خلال المؤتمر الصحافي بعد الجلسة الختامية للقمة في شرم الشيخ أمس (إ.ب.أ)
TT

«قمة شرم الشيخ» تنهي أعمالها بتمسك عربي ـ أوروبي بـ«حل الدولتين»

السيسي وتوسك خلال المؤتمر الصحافي بعد الجلسة الختامية للقمة في شرم الشيخ أمس (إ.ب.أ)
السيسي وتوسك خلال المؤتمر الصحافي بعد الجلسة الختامية للقمة في شرم الشيخ أمس (إ.ب.أ)

اختتمت النسخة الأولى من القمة العربية - الأوروبية الأولى، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، على مدار يومين، أعمالها، أمس، وتوافق الجانبان على نقاط عدة، أهمها القضية الفلسطينية عن طريق التمسك بـ«حل الدولتين وفقاً لكافة قرارات الأمم المتحدة، بوصفه السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967»، وكذلك «الالتزام بتطوير برنامج عمل تعاوني إيجابي، وبخاصة في مجالات التجارة والطاقة».
وجاء البيان الختامي للقمة في 17 نقطة مختلفة، غير أنه وقبل اعتماده في الجلسة الختامية، أبدت السعودية تحفظاً من «عدم إدراج إدانة للتدخلات الإقليمية من بعض دول الجوار في الشأن العربي»؛ وهو ما استدعى أن يقدم الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي لاحق على إصدار البيان، توضيحات له، حيث قال: إن «طلب المملكة توافقت معه الإمارات والبحرين، غير أنه كان هناك بعض الحساسيات وعدم توافق كامل من قبل الجانب الأوروبي؛ لذلك لم يتم تضمين هذه الإشارات في البيان، أخذاً في الاعتبار أن المقصود بالملاحظات القوى الإقليمية المجاورة».
وعدّ قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في البيان، أن «المنطقتين اللتين تمثلان 12 في المائة من سكان العالم، تبدآن عصراً جديداً من التعاون والتنسيق، واثقين من أن تعزيز التعاون من شأنه تعزيز الاستقرار والرفاه في المنطقتين وفي العالم بأسره، والعمل المشترك في إطار النظام الدولي المتعدد الأطراف القائم على الشرعية».
وأعاد المشاركون التأكيد على أن «التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الإقليمية وفقاً للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي يعد مفتاح تحقيق السلام والرخاء الذي تطلبه وتستحقه شعوب المنطقة».
في السياق ذاته، انتهى حضور القمة، إلى تأكيد «المواقف المشتركة من عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك وضع القدس وعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للقانون الدولي، والالتزام بالتوصل إلى حل الدولتين وفقاً لكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بوصفه السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، والذي يشمل القدس الشرقية، والتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف تتناول كافة قضايا الحل النهائي».
كما ذكّر القادة العرب والأوروبيون في بيانهم بـ«أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة بالقدس، بما في ذلك ما يتصل بالوصاية الهاشمية، والتأكيد على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لوكالة (الأونروا)، وضرورة دعمها سياسياً ومالياً؛ لتمكينها من الوفاء بولايتها الأممية، فضلاً عن الإعراب عن القلق إزاء الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة، ومطالبة كافة الأطراف باتخاذ خطوات فورية لإحداث تغيير أساسي للأفضل؛ التزاماً بأحكام القانون الدولي بما في ذلك قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي، وبخاصة فيما يتصل بحماية المدنيين».
وأشار البيان الختامي إلى أنه تم إجراء «مناقشات بنّاءة وجادة ومتعمقة حول التطورات الأخيرة في سوريا وليبيا واليمن، وحول سبل إحراز تقدم حول المصالحة والتوصل لتسويات سياسية مستدامة بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وتم التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي واستقلال هذه الدول، والالتزام بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة، والدعم الكامل للمبعوثين الخاصين للأمم المتحدة لسوريا واليمن، والممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا».
وبالنسبة إلى سوريا، توصل البيان الختامي إلى أن «أي تسوية مستدامة تتطلب عملية انتقال سياسية حقيقية وفقاً لإعلان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254». كما أدان المشاركون في القمة «كافة الأعمال الإرهابية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تم ارتكابها في حق الشعب السوري أياً كان مرتكبوها، مع التشديد على ضرورة محاسبة كافة المسؤولين عنها، على أن يتم تطوير سياساتنا (العربية والأوروبية) تجاه سوريا وفقاً للتقدم الملموس المحرز نحو التوصل إلى تسوية سلمية سياسية للأزمة».
وفي الشأن الليبي، أعرب المجتمعون من العرب والأوروبيين عن «دعم الجهود الأممية وتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015، ومطالبة كافة الليبيين بالانخراط بحسن نية في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة والرامية إلى الوصول بعملية التحول الديمقراطي لنتيجة ناجحة، وبالامتناع عن أي إجراء من شأنه تصعيد التوتر والإخلال بالأمن وتقويض الاستقرار، ودعم خطة عمل ممثل الأمم المتحدة الخاص في ليبيا».
كما رحب البيان الختامي باتفاق استوكهولم المتعلق باليمن، وخصوصاً «فيما يتصل بوقف إطلاق النار في الحديدة وقرارات مجلس الأمن 2216 و2451 و2452، مع إبداء القلق بشأن الوضع الإنساني الذي ينعكس على الملايين من المواطنين، والمطالبة بضمان تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية لمن يحتاجون إليها، وتنقل العاملين في المجال الإنساني من دون عراقيل، ودعوة كافة الأطراف المعنية بالعمل البنّاء؛ بهدف تحقيق تسوية سياسية دائمة وجامعة تحقيقاً لمصلحة الشعب اليمني».
وفي الشق الاقتصادي، تم التأكيد على «أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين وإرساء شراكة قوية مبنية على الاستثمار والتنمية المستدامة، مع الالتزام بتطوير برنامج عمل تعاوني إيجابي، وبخاصة في مجالات التجارة والطاقة، بما فيها أمن الطاقة، والعلوم، والبحث، والتكنولوجيا، والسياحة، ومصائد الأسماك، والزراعة، والمجالات الأخرى التي تحقق المصلحة المشتركة، وكل ذلك بهدف زيادة الثروة ومعدلات التنمية وخفض البطالة استجابة لاحتياجات شعوبنا».
ولم يقتصر البيان الختامي للقمة على معالجة الشأن الثنائي بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، بل تضمن الإشارة إلى الالتزام بـ«العمل الفعال المتعدد الأطراف وبنظام دولي مؤسس على القانون الدولي بهدف التعاطي مع التحديات العالمية، بما في ذلك من خلال زيادة التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والالتزام الكامل بأجندة التنمية المستدامة 2030».
كما ربط العرب والأوروبيون في ختام قمتهم الأولى بين «الالتزام بأجندة التنمية المستدامة والجهود الرامية لتحقيق الأهداف المشتركة، بما في ذلك التحديات المشتركة مثل ظاهرة الهجرة، التي تهتدي بـ(مبادئ فاليتا)، وحماية ودعم اللاجئين بموجب القانون الدولي، واحترام كافة جوانب حقوق الإنسان الدولي، وإدانة كافة أشكال التحريض على الكراهية، وكراهية الأجانب وعدم التسامح وتعزيز مكافحة الهجرة غير النظامية، وزيادة جهودنا المشتركة لمنع ومكافحة تهريب اللاجئين واستئصال الاتجار في البشر ومكافحة من يستغلون الضعفاء والجهود الدولية الرامية للتعامل مع التغير المناخي وخاصة (اتفاقية باريس)».
وكانت «مكافحة الإرهاب» حاضرة كذلك في البيان الختامي، وقال القادة المشاركون، إنهم «تبادلوا المشاغل بشأن التهديدات للسلم والأمن الدولي والإقليمي، بما في ذلك الإرهاب والتطرف، والأعمال التي تقوض الاستقرار، والانتشار والاتجار في الأسلحة غير المشروعة والجريمة المنظمة التي تعتبر جميعاً تحديات تتطلب جهوداً منسقة وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك قانون حقوق الإنسان الدولي، واتفقنا على أن السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية مترابطة، ويعضد بعضها بعضاً، واتفقنا على وجه الخصوص على تعزيز التعاون والتنسيق الهادف إلى مكافحة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر حدودنا، والتأكيد على أن المواجهة الناجحة لهذه التحديات تتطلب مقاربة شاملة تشمل منع كافة أشكال الدعم للإرهابيين، بما في ذلك الدعم المالي والسياسي واللوجيستي والعسكري».
كما أكد المجتمعون على «عزمهم مكافحة عدم التسامح الثقافي والديني والتطرف وتجنب القوالب السلبية والوصم والتمييز المؤدي إلى التحريض على العنف ضد الأفراد بناءً على دياناتهم أو معتقداتهم، وإدانة أي ترويج للكراهية الدينية ضد الأفراد بما يمثل تحريضاً أو عداءً، بما في ذلك من خلال شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي».
وأعلن القادة العرب والأوروبيون الاتفاق على «عقد مؤتمرات قمة منتظمة بالتناوب بين الدول العربية والأوروبية، وعلى أن تعقد القمة المقبلة في بروكسل عام 2022».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.