اللبنانيون يتعاطفون مع نادين لبكي ويصفونها بـ«أوسكار بلد الأرز»

نادين لبكي مع زوجها خالد مزنر وبطل الفيلم زين الرفاعي (أ.ف.ب)
نادين لبكي مع زوجها خالد مزنر وبطل الفيلم زين الرفاعي (أ.ف.ب)
TT

اللبنانيون يتعاطفون مع نادين لبكي ويصفونها بـ«أوسكار بلد الأرز»

نادين لبكي مع زوجها خالد مزنر وبطل الفيلم زين الرفاعي (أ.ف.ب)
نادين لبكي مع زوجها خالد مزنر وبطل الفيلم زين الرفاعي (أ.ف.ب)

خيبة اللبنانيين بعدم فوز نادين لبكي عن فيلمها «كفرناحوم» بجائزة الأوسكار، لم يشكّل الخبر الوحيد المحزن الذي حمله لهم 24 فبراير (شباط) الفائت؛ فهم عاشوا في التاريخ نفسه خيبة أخرى تتعلق بمجال الرياضة عندما خسر المنتخب اللبناني لكرة السلة فرصة المشاركة في بطولة العالم. فرغبتهم القوية بأن يحقّق فيلم كفرناحوم الفوز كي يستطيعوا تجاوز القطوع الأول باءت بالفشل إثر إعلان النتيجة صباح أمس بفوز الفيلم المكسيكي «روما» عليه.
إلّا أنّ اللبنانيين وفي مقدمهم وزير الثقافة محمد داود اعتبروا أن نادين لبكي وضعت لبنان مرة جديدة على خارطة العالم. فوصفوها بأنّها بحد ذاتها «أوسكار» بلد الأرز، وهو الأمر الذي يشكّل مكسباً كبيراً ومدعاة فخر لهم في جميع الأحوال.
ونادين التي مشيت على السجادة الحمراء كما كانت تحلم منذ الصغر، كانت تعلم أنّ هناك منافسة حامية تنتظرها في هذا الحفل وتدور بين فيلمها والآخر «روما» عن فئة أفضل فيلم أجنبي. وهي غرّدت قبيل بدء حفل الأوسكار الذي أقيم في لوس أنجليس تقول: «إذا ربحنا أو العكس فنحن فزنا بقلوبكم. نحبك لبنان!».
وكانت قد تحدثت أكثر من مرة عن فيلم «روما» المكسيكي للمخرج الأميركي ألفونس كوارون، واعتبرته المنافس الأول لها كونه يتناول فكرة مشابهة لفيلمها، كما أنّه مدعوم من قبل إحدى أهم المنصات الإلكترونية اليوم «نتفليكس»، التي تروج له في حملات مكثّفة منفقة عليه مبالغ طائلة في هذا الخصوص.
ورغم أنّ النتيجة جاءت على عكس توقعات اللبنانيين فإنّهم آثروا مساندة فنانتهم عبر تعليقاتهم الإيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي. فكتبت إحداهن تقول: «إنّ كل اللبنانيين فخورون بنادين لبكي سواء أخذت الأوسكار أو العكس. فيكفينا فخراً بأن تكون لبكي أول امرأة لبنانية وعربية تترشح لهذه الجائزة».
فيما لم يتوان أحد المغردين من التلميح إلى أنّ السياسة تلعب أيضاً دورها في الفن وغرّد يقول: «وإن لم تفوزي فالكل يعلم أن السياسة بكل قذارتها أصبحت جزءاً من كل شيء بما فيه الفنون والرياضة». ومن الإعلاميين الذين علّقوا على الخبر نيشان ديرهاروتيونيان الذي غرّد عبر «تويتر» عند الرابعة صباحاً يقول: «غالبية اللبنانيين بقوا مستيقظين لوقت متأخر يتابعون حفل الأوسكار وهم يعقدون أصابعهم كفأل خير». وليلحقها بتغريدة أخرى بُعيد إعلان النتيجة مرفقاً إياها بمقطع مصور من «كفرناحوم» يقول: «هيدا عن جدّ اسمه لبنان... بترفع اسم لبنان بالعالي بامتياز.. برافو نادين لبكي».
وكانت لبكي قد نشرت لها صورة عبر حسابها على موقع «انستغرام» في قاعة الحفل تجمعها بزوجها منتج الفيلم خالد مزنر التقطها لها بطل «كفرناحوم» الطفل زين الرفاعي وهي ترسل قبلة منها إلى جميع اللبنانيين، ولتلحقها فيما بعد بأخرى تظهر ملامح الحزن على وجه بطل الفيلم إثر إعلان النتيجة.
وكانت وسائل الإعلام في لبنان قد غطّت حفل الأوسكار وبمقدمها شاشة تلفزيون «إل بي سي آي» التي خصّصت فريقا صحافيا لنقل وقائع الحدث من على أرضه مباشرة. وفي مقابلة أجرتها معها قبيل موعد الحفل بدقائق قالت لبكي: «إنني متأثرة جداً وأعرف جيداً بأنّ جميع اللبنانيين يدعون لنا بالتوفيق. وفي حال لم نوفّق في هذه التجربة فيكفينا أنّنا ربحنا كل هذا الحب من قبلهم أجمعين. ولا يجب أن نحزن إذا ما خسرنا لأنّنا نجحنا في تسليط الضوء على معاناة الأطفال النازحين وغيرهم».
ومن المتوقع أن تعود نادين لبكي إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة لتنطلق من جديد في الترويج لفيلم «كفرناحوم» بدءاً من منتصف شهر مارس (آذار)، إذ ستداوم على حضور حفلات إطلاقه في الصالات السينمائية في عدد من دول الخليج العربي، وفي مقدمهم الكويت، وكذلك في الأردن وسوريا وغيرهما.


مقالات ذات صلة

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق المخرج الإيراني أصغر فرهادي الحائز جائزتَي أوسكار عامَي 2012 و2017 (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

أصغر فرهادي... عن أسرار المهنة ومجد الأوسكار من تحت سماء عمّان

المخرج الإيراني الحائز جائزتَي أوسكار، أصغر فرهادي، يحلّ ضيفاً على مهرجان عمّان السينمائي، ويبوح بتفاصيل كثيرة عن رحلته السينمائية الحافلة.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.