الإمارات ترسل نهاية سبتمبر أول روادها إلى محطة الفضاء الدولية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات ترسل نهاية سبتمبر أول روادها إلى محطة الفضاء الدولية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في دبي أمس (الشرق الأوسط)

حددت الإمارات يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، تاريخاً لانطلاق أول رائد ترسله البلاد إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقته في عام 2017؛ بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.
وقال وسف الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: إن أحد رائدَي الفضاء اللذين تم اختيارهما سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية يوم الأربعاء 25 سبتمبر المقبل ضمن بعثة فضاء روسية، وذلك على متن المركبة «سويوز إم إس15» ليقضي 8 أيام على متن المحطة، يعود بعدها إلى الأرض على متن المركبة «سويوز إم إس12»، وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له، وسيواصل التدريبات للقيام بمهام أخرى في المستقبل.
وتم اختيار كل من هزاع المنصوري وسلطان النيادي، كأول رائدي فضاء إماراتيين، وبيّن الشيباني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، على هامش مؤتمر صحافي، أن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء هو جزء من «برنامج الإمارات الوطني للفضاء»، وأن هذه الخطوة تعد أولية، وسيتم أيضاً فتح المجال من جديد لاستقبال رواد فضاء آخرين في مهاهم أخرى.
من جهته، أوضح سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن موعد الرحلة كان قد أُرجئ من شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى سبتمبر هذا العام بسبب المشكلة التي تعرضت لها مركبة «سويوز إم إس10» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: «تأتي سلامة رواد الفضاء على رأس قائمة أولوياتنا؛ لذا تم تأجيل موعد الرحلة إلى 25 سبتمبر المقبل، ونحن سعداء أن الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية سيكون خلال العام الحالي رغم العقبة الطارئة التي واجهت في وقت سابق شركاءنا في وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس».
وأشار سالم المري، إلى أن رائد فضاء سيقدم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، حيث سيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها وطريقة إجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة، وأكّد أن محتوى هذه الجولات سيكون بمثابة مرجع موثق باللغة العربية ومتوفر لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في الوطن العربي.
كما أوضح المري، أن هناك مهمات علمية موجودة في مختبرات محطة الفضاء الدولية ستوكل إلى رائد الفضاء الإماراتي مسؤولية استكمالها بما يتناسب مع توقيت ومدة بقائه في المحطة، إضافة إلى الأبحاث التي سيحملها معه من مدارس وجامعات دولة الإمارات.
وقال سلطان النيادي، أحد رائدي الفضاء الإماراتيين، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الشباب العربي يحتاج إلى نماذج عربية لتحفيزهم لزيارة الفضاء»، مشيراً إلى أن مهمة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رائد الفضاء السعودي الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، كانت محفزة له لاتخاذ هذه الخطوة، وهو ما يأمل أن يواصل المسيرة في هذا الجانب.
يُشار إلى أن هزاع المنصوري وسلطان النيادي تم اختيارهما من بين 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.
يذكر أن محطة الفضاء الدولية تعتبر بمثابة قمر اصطناعي كبير الحجم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والتقنية والأبحاث التي مكّنت العلماء ورواد الفضاء من التوصل إلى اكتشافات مختلفة، وتدور المحطة في مدار منخفض ثابت بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة؛ ما يعني أنها تستغرق 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض.


مقالات ذات صلة

علماء: الكواكب قد لا تكون ضرورية للحياة

يوميات الشرق العلماء يرون أن هناك إمكانية لوجود حياة في الفضاء حتى من دون كواكب (أرشيفية - رويترز)

علماء: الكواكب قد لا تكون ضرورية للحياة

يرى علماء من جامعتَي هارفارد وأدنبره أن الكواكب قد لا تكون ضرورية للحياة، مشيرين إلى إمكانية وجود حياة في الفضاء، حتى من دون كواكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.