مبادرة لتحصين المصريين في الخارج من الأفكار المغلوطة

«الهجرة» دعت الشباب لزيارة البلاد لكشف حجم التحديات

مبادرة لتحصين المصريين في الخارج من الأفكار المغلوطة
TT

مبادرة لتحصين المصريين في الخارج من الأفكار المغلوطة

مبادرة لتحصين المصريين في الخارج من الأفكار المغلوطة

دعت وزارة الهجرة في مصر، المصريين بالخارج لزيارة البلاد، لكشف حجم التحديات التي تواجهها الدولة وتصحيح الأفكار المغلوطة.
ووجهت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، دعوة للمواطنين المقيمين في الخارج بتشكيل مجموعات من 20 شاباً لزيارة وطنهم، في إطار مبادرة «جذورنا» التي تنظم من خلالها الوزارة ملتقيات لأبناء الجيلين الثاني والثالث، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.
وذكر بيان للوزارة أمس، أن «الهجرة» نظمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 15 ملتقى لأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج، ضمت 1126 شاباً وفتاة من 17 دولة؛ أبرزها الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وأستراليا، والنمسا، وفرنسا.
وقالت مكرم إن ملف أبناء الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج من أولويات الوزارة، مؤكدة الحرص على التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة لتوفير منظومة التواصل بين مصر وأبنائها الشباب في الخارج، وتعزيز آلياته وربطهم بالوطن لتوضيح دور مصر الريادي في المنطقة، والتأكيد على حالة الترابط الداخلي بين المصريين وتكاتفهم ضد أي آثم يريد النيل من هذا الوطن، موضحة أن هذه الزيارات تتضمن حضور دورات في الأمن القومي بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا، تستهدف من خلالها توضيح الصورة الحقيقية عما يدور في الوطن، وكشف حجم التحديات التي تواجهها الدولة خلال الفترة الحالية، وكذلك سبل توضيح الأفكار المغلوطة، التي يريد البعض الترويج لها خارجياً بهدف النيل من استقرار هذا البلد، وهذا ما تم التأكيد عليه من خلال هذه الدورات.
ولفتت السفيرة مكرم إلى تنظيم زيارات ميدانية لعدد من وحدات الجيش المصري، للتعرف على عقيدة الجندي المصري ومهاراته، من خلال مشاهدتهم تدريبات واقعية لقوات هذه الوحدات، وكذلك زيارات لقناة السويس الجديدة وما يحمله هذا المشروع من أهمية كبيرة لمصر، وما يتضمنه من رسالة واضحة على قدرة المصريين في الإنجاز وتحقيق الهدف حتى في أصعب الظروف.
وأضافت: «كما ارتأت الوزارة أهمية عقد لقاءات مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لفتح حوار شامل حول تعاليم الأديان السماوية الهادفة للتسامح والإخاء، وذلك في إطار خطة مصر لتجديد الخطاب الديني، وتحصين شبابنا في الخارج من أي أفكار متطرفة، علاوة على جولات سياحية كثيرة بهدف التعريف بما تمتلكه مصر من إرث حضاري وتاريخي كبير وكذلك مناطقها الخلابة، والعمل على الترويج لمصر سياحياً عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي».
يشار إلى أن وزارة الهجرة وجهت خطاباً رسمياً لوزارة الخارجية تدعو فيه السفارات والقنصليات لتعميم دعوة المشاركة في تشكيل مجموعات من 20 شاباً لزيارة مصر، على أن تنظم وزارة الهجرة الفعاليات بالتعاون مع الجهات المعنية داخل القاهرة والمحافظات الأخرى، وتتضمن برنامجاً متكاملاً يشمل الإقامة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وكذلك زيارة الأماكن الأثرية والمزارات التاريخية بالتعاون مع وزارة الآثار، على أن يتحمل الشباب تكاليف تذاكر الطيران.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.