«العلا» السعودية تختتم مهرجانها بتكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر

«شتاء طنطورة» سلّط الأضواء على الإرث الإنساني على مدى 10 أسابيع

جانب من تكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر بحضور نجمي الأغنية الخليجية راشد الماجد وماجد المهندس (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر بحضور نجمي الأغنية الخليجية راشد الماجد وماجد المهندس (الشرق الأوسط)
TT

«العلا» السعودية تختتم مهرجانها بتكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر

جانب من تكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر بحضور نجمي الأغنية الخليجية راشد الماجد وماجد المهندس (الشرق الأوسط)
جانب من تكريم الفنان عبد الكريم عبد القادر بحضور نجمي الأغنية الخليجية راشد الماجد وماجد المهندس (الشرق الأوسط)

اختتم مساء أمس في محافظة العلا (شمال غربي السعودية) فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في أسبوعه العاشر، وشهدت الليلة الأخيرة للمهرجان تكريم الفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر، طوال أكثر من ستين يوما، عاشها المهرجان الشتوي الذي تحتضنه محافظة العلا، جذب الأضواء للتراث الإنساني والحضاري الذي تمتاز به وتكتنزه في مواقع تاريخية شهيرة أبرزها «مدائن صالح» وحقق «شتاء طنطورة» للمحافظة بريقا عالميا من خلال الليالي الفنية والبرامج والأنشطة المصاحبة له، بحضور نخبة من رواد الموسيقى العالمية والعربية.
يشكل حضور الفنان عبد الكريم عبد القادر، حدثا فنيا بعد غيابه الطويل، خاصة أنه يتزامن مع الأعياد الوطنية لبلده الكويت، وقال خلال تكريمه: «تعجز الكلمات عن وصف مشاعري... لأن ما وجدته من مشاعر من الجميع في السعودية أسرتني»، وأضاف خلال صعوده مسرح مرايا للتكريم أنه أسعد الناس لوجوده في بلاد يحبها ويكن لها التقدير.
يعد الكويتي عبد الكريم عبد القادر، أحد أبرز الأصوات في الخليج، وكذا عربيا، وبدأ يشق طريقه للنجومية أواخر السبعينات، لقّبه جمهوره في ثمانينات القرن الماضي بـ«الصوت الجريح» وله أغنية هي الأشهر عربيا «أجر الصوت»، ويغيب الفنان عبد القادر عن المسرح منذ عقود، وكان آخر ألبوماته الغنائية صدرت قبل سبعة أعوام، تجاوز عددها 40 ألبوما.
شهد مسرح «مرايا» في أمسيته أمس (الجمعة) ليلة فنية للفنانين: راشد الماجد وماجد المهندس، بدأها الأخير الذي أدى بعضا من أغاني الفنان المحتفى به عبد الكريم عبد القادر «آه يا الأسمر يا زين، وأجر الصوت»، إضافة إلى أداء المهندس بعضا من أبرز أغانيه منها: «تناديك، اذكريني، هدوء، على الله» والأغنية الوطنية «أنت ملك».
وشهدت الوصلة الثانية، حضورا لافتا للفنان راشد الماجد، حيث أدى كذلك أغنية «ليل السهارى» للفنان عبد الكريم عبد القادر، وأدى الماجد في حفل مسرح مرايا الذي اكتظ بحضور الليلة الأخيرة الفنية، بعضا من أغنياته الشهيرة: «المسافر، غير الناس، أبشر من عيوني، لربما».
ضم مهرجان «شتاء طنطورة» فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث العُلا، التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة، وملتقى كثير من الحضارات على مر العصور، كما ينظّم المهرجان خلال كل عطلة نهاية أسبوع حفلات فنية متنوعة.
بدأت ليالي «شتاء طنطورة» أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بليلة فنية للفنان محمد عبده، تبعتها ليال فنية عالمية، كانت الثانية للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، وكذلك للأوبرالي العالمي أندريا بوتشيلي، وليلة للموسيقار «ياني»، كذلك شهدت ليالي فنية للموسيقار عمر خيرت، وحضورا استثنائيا بتقنية (الهولوغرام) للفنانة الراحلة أم كلثوم. كذلك شهدت العلا تكريما للثقافة والفن العراقي من خلال أمسية عراقية للفنانين: إلهام المدفعي، وكاظم الساهر.
كذلك شهد المهرجان، إقامة بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل، وهي البطولة الأعلى على مستوى العالم من حيث الجوائز التي تُقدر بأكثر من 15 مليون ريال (4 ملايين دولار).
وتعد منطقة العلا، الغنية بالآثار والمناظر الخلابة؛ من المناطق التي تسعى السعودية عبر الهيئة الملكية للمحافظة لتطويرها لتكون على خريطة السياحة العالمية في وقت تشهد مختلف المناطق داخل البلاد إقامة مهرجانات بحضور دولي بارز.
ويعتبر موقع الحجر أول موقع في السعودية يتم إدراجه ضمن قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وقد شكل العاصمة الجنوبية للأنباط، الذين اتخذوا منه مكانا لدفن النخبة من موتاهم، حيث عمل الفنانون في ذلك الزمان على حفر قرابة 111 مدفنا ضخما وقاموا بتزيين 94 منها، وفقا لمنظمة اليونيسكو.
في 10 فبراير (شباط) الماضي، دشن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الذي يرأس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، «رؤية العلا» بهدف تحويلها إلى وجهة عالمية للتراث ترتكز إلى التراث الطبيعي والثقافي الفريد في المنطقة.
وفي إطار هذا الالتزام بالتنمية المسؤولة والمحافظة على التراث الطبيعي والثقافي في العلا، أعلنت الهيئة الملكية عن تحديد وادي شرعان محمية طبيعية، وتطوير منتجع فاخر باسم منتجع شرعان، الذي سيقوم بتصميمه المهندس المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل، حيث سيقوم بنحت المنتجع في التكوينات الصخرية الطبيعية في العلا ليكون جزءا من طبيعة وتاريخ المحافظة.
كما أعلنت الهيئة خططها لإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، وهو أكبر صندوق من نوعه في العالم، ويأتي ذلك فيما تواصل الهيئة برنامجها للمسح الأثري والكشف عن أسرار التاريخ في محافظة العلا، مع سعي في إنشاء مركز عالمي للتميز لتبادل المعرفة والبحوث في مجالات التراث وعلم الآثار وأحدث أساليب الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.


مقالات ذات صلة

فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

عالم الاعمال فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

افتتح فندق شيدي الحجر أبوابه في مدينة الحِجر الأثرية في السعودية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق يمثل العرض الفني فرصة لاستكشاف العلاقة بين الحركة البشرية والطبيعة المحيطة (الشرق الأوسط)

تعزيزاً للتعاون الثقافي السعودي الفرنسي... عرض فني لأوبرا باريس الوطنية في العلا

تستضيف «فيلا الحجر» في العلا، فرقة «باليه الناشئين» لأوبرا باريس الوطنية، لتقديم عرض فني في 13 و14 ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محافظة العلا شهدت إطلاق مشروع «فيلا الحِجر»، أول مؤسسة ثقافية فرنسية - سعودية على أرض المملكة.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الهراميس الثلاثة وُلدت خلال هذا الصيف في مركز إكثار النمر العربي التابع للعلا (واس)

ولادة 3 توائم من هراميس نادرة للنمر العربي في «مركز العلا»

وُلِدت مجموعةٌ نادرة من التوائم الثلاثية للنمر العربي المهدد بالانقراض، في ظل التحديات المتعلقة بالحفاظ على هذه الأنواع وإعادة تأهيلها في البرية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.