استئناف أحكام بسجن 11 سعوديا أحدهم بايع الملا عمر وآخر قابل بن لادن

تراوحت مدد إيقافهم بين 4 و18 سنة

استئناف أحكام بسجن 11 سعوديا أحدهم بايع الملا عمر وآخر قابل بن لادن
TT

استئناف أحكام بسجن 11 سعوديا أحدهم بايع الملا عمر وآخر قابل بن لادن

استئناف أحكام بسجن 11 سعوديا أحدهم بايع الملا عمر وآخر قابل بن لادن

أصدرت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في الرياض، أخيرا، أحكاما نهائية بالسجن ضد 11 سعوديا بين 4 و18 سنة، ومنعهم من السفر؛ لانضمامهم إلى التنظيم الإرهابي الأم في أفغانستان، والتخطيط من هناك لعمليات إرهابية على أن يجري تنفيذها داخل السعودية، ومقابلة أحدهم زعيم التنظيم السابق القتيل أسامة بن لادن، فيما تستر آخر على اثنين من الهاربين من سجن الملز في الرياض.
وأوضحت المحكمة أن هذه الأحكام جرى استئنافها بعدما عرض المتهمون في وقت سابق على المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، وصدرت بحقهم أحكام ابتدائية، حيث تعد هذه الأحكام نهائية، ومن ثم تطبق بحقهم، على أن تبدأ منذ دخولهم السجن، فيما يجري التعويض لكل من زادت مدة إيقافه على الحكم الصادر بحقه، أو رفع قضية مستقلة ضد وزارة الداخلية.
وأدين جميع المتهمين بالافتئات على ولي الأمر، والخروج عن طاعته بالسفر إلى أفغانستان، والانضمام إلى تنظيم القاعدة الأم هناك، وتلقي معظمهم التدريبات في معسكرات التنظيم على القتال والسلاح وصناعة المتفجرات، وعزم التنظيم الإرهابي الإقدام على التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية داخل السعودية.
وأقر المتهم الأول الذي حكم عليه بالسجن 18 عاما والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، بالالتقاء مع عدد من المطلوبين بعد عودته إلى السعودية، واستعداده للقيام مرة أخرى بتنفيذ عمليات انتحارية، وإيوائه في منزله اثنين من المطلوبين الهاربين من سجن الملز، ونقلهما بسيارته ومعهما أسلحتهما الرشاشة التي يقصد بها الإخلال بالأمن.
وكان ستة سعوديين وآخر يمني فروا من سجن الملز (وسط العاصمة) في 2006 بطريقة غير نظامية، حيث حذرت حينها وزارة الداخلية من مغبة التعامل مع السجناء الفارين، أو تقديم المساعدة لهم بأي شكل من الأشكال، ودعت كل من يتعرف على أي منهم إلى المسارعة في الإبلاغ عنه، لا سيما أن الفارين لم يكن لهم دور مباشر في تنفيذ الأعمال الإرهابية التي ضربت البلاد منذ 12 مايو (أيار) 2003. واعترف المتهم الثالث الذي حكم عليه بالسجن 12 عاما والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، بتسلمه مبالغ مالية من أجل المساعدة على خروج الراغبين في القتال في مناطق الصراعات، وموافقته المتهم الأول بالانضمام إلى جماعات قتالية تخطط لأعمال إرهابية، إضافة إلى أنه شارك مع آخرين في إقامة الفوضى داخل مكان إيقافه في السجن.
وأدين المتهم الرابع الذي حكم عليه بالسجن 11 عاما والمنع من السفر لمدد مماثلة، بمقابلته عددا من عناصر تنظيم القاعدة في أفغانستان، وإبداء الرغبة لهم في الانضمام إلى التنظيم في جزيرة العرب، ومقره اليمن، حيث حصل المتهم على هوية باكستانية مزورة وقام بالدخول بها إلى عُمان بقصد الذهاب إلى اليمن، حيث تستر المتهم على عدد من الأشخاص كانت وظيفتهم التنسيق لكل من يريد الرغبة في القتال بالخارج.
واعترف المتهم الخامس الذي حكم عليه بالسجن 12 عاما وجلده 50 جلدة دفعة واحدة والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، بمبايعته الملا عمر بعد وصوله إلى أفغانستان، وتستره على شخصين ينسقان للراغبين في القتال بأفغانستان، كما أكد في اعترافه المصدق شرعا تعاطيه المخدرات.
وأقر المتهم الحادي عشر الذي حكم عليه بالسجن تسعة أعوام والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، بالانضمام إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد السفر إلى هناك من دون إذن ولي الأمر، والالتقاء بزعيم التنظيم الأم آنذاك القتيل أسامة بن لادن، حيث التحق بمجموعة قتالية وكلف من قبل أفرادها بجمع مبالغ مالية حينما يصل إلى السعودية، من أجل دعم التنظيم، وإرسالها إلى المسؤول المالي.
وحكم على المتهم السادس بالسجن تسع سنوات، والمتهم السابع بالسجن ثماني سنوات، والمتهم الثامن بالسجن خمس سنوات، والمتهمين التاسع والعاشر بالسجن أربع سنوات، ومنع جميع المتهمين من السفر لمدد مماثلة لسجنهم، تبدأ بعد خروجهم من السجن.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.