قبائل حجور تصد هجمات جديدة... والميليشيات تشرع في تفجير المنازل

TT

قبائل حجور تصد هجمات جديدة... والميليشيات تشرع في تفجير المنازل

أفضت المعارك التي تدور في 3 جبهات بين الميليشيات الحوثية وقبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة عن مقتل 30 حوثياً على الأقل، خلال يومين، بالتزامن مع ضربات جوية لطيران التحالف ضد تعزيزات الجماعة وإنزال جوي لأول مرة لإغاثة السكان.
وفيما أكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» انكسار زحف الميليشيات الحوثية جنوب مديرية «كشر»، أفادت بأن الميليشيات تمكنت من إحراز تقدم محدود في جبهة «العبيسة» شرقي المديرية، تمثل في احتلال منطقة «قرايات» بعد أن أمطرتها بوابل من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وعلى رغم سوء الأحوال الجوية في مديرية كشر، التي تقترب من إكمال شهرها الأول، مع مواجهة الزحف الحوثي والحصار المطبق من قبل الميليشيات، تمكنت مروحيات التحالف الداعم للشرعية من تنفيذ أول إنزال جوي للمؤن الطبية والغذائية لإغاثة السكان.
وأكدت مصادر قبلية أن مسلحي الجماعة الحوثية قاموا أمس بتفجير عدد من المنازل في منطقة العبيسة، إضافة إلى تفجير مسجد «الفاروق» في منطقة بني شرية في الجهة الجنوبية من المديرية، وسط موجة نزوح واسعة للسكان من مناطقهم، جراء القصف الحوثي على القرى والمنازل.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن رجال قبائل حجور صدوا أمس عدداً من الهجمات التي شنتها ميليشيات الحوثي الانقلابية من عدة محاور، وتكبدت فيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وتمكن رجال القبائل بعد معارك ضارية خاضوها ضد الميليشيا الانقلابية، في منطقتي بني شهر والمسيل، شمال مديرية كشر، من صدّ هجوم عنيف لميليشيات الحوثي، وأوقعوا في صفوفها 11 قتيلاً على الأقل وعدداً من الجرحى وإعطاب عربتين عسكريتين.
وتزامن صدّ الهجوم مع ضربات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، في عدد من المواقع، بينها ضربتان استهدفت تجمعات الجماعة الحوثية في منطقة «بني شهر»، أدت إلى تدمير آليات عسكرية وقتل عدد من عناصر الميليشيات.
وكان رجال القبائل صدوا الاثنين هجوماً للميليشيات شمالي مديرية كشر، وأقعوا في صفوف الجماعة أكثر من 16 قتيلاً، بحسب ما أفادت به مصادر قبلية ميدانية.
يذكر أن الميليشيات الانقلابية أقدمت خلال الأيام الماضية على قطع جميع شبكات الاتصالات والإنترنت عن مديريات كشر وأفلح الشام وكحلان الشرف وقارة ووشحة، في مسعى لعزل تلك المديريات عن العالم والتعتيم عن الانتهاكات والجرائم التي تقترفها بحق المدنيين من قصف متعمد لمساكنهم ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية للمناطق التي يطبقون حصاراً خانقاً عليها منذ 4 أسابيع.
وأفادت المصادر القبلية بأن تعزيزات الميليشيات لا تتوقف باتجاه مناطق حجور من الجهات الثلاث الجنوبية والشرقية والشمالية، إلا أن استبسال مقاتلي القبائل بأسلحتهم الشخصية أفشل مساعي الجماعة لاقتحام المديرية.
وسيطر رجال القبائل في الجبهة الجنوبية على جبل «جمانة» القريب من بني رسام؛ حيث المنطقة الفاصلة بين مديرية كشر وأفلح الشام، إلا أن القصف الحوثي المتواصل أدى إلى نزوح مئات الأسر من بني شرية وبني رسام وبني عثمان والطلاحية.
ويخوض رجال القبائل في حجور منذ نحو شهر، أشرس المواجهات مع الجماعة الحوثية، التي تريد أن تحتل مديرية كشر للسيطرة على موقعها الاستراتيجي حيث يمر الخط الرئيسي، الرابط بين عمران وحجة وصعدة وصنعاء، والمتجه من منطقة حوث إلى مديرية حرض مروراً بمديرية مستبأ.
ويطالب رجال القبائل قوات الجيش اليمني المرابطة في المنطقة العسكرية الخامسة في مديريات حيران وميدي وحرض بشنّ عمليات عسكرية باتجاه الشرق نحو مديرية كشر لفك الحصار عنها، مروراً بمديرية مستبأ.
وكان محافظ حجة، اللواء الركن عبد الكريم السنيني، ناقش الاثنين، خلال لقائه بقادة القوات المشتركة في جازان نتائج الحرب الظالمة التي تشنها ميليشيات الحوثي الانقلابية على أبناء القبائل في حجور.
كما ناقش اللقاء الذي حضره عدد من القادة، عمليات الدعم اللوجستي والعسكري، الذي يمكن أن تقدمه قوات التحالف والجيش الوطني لفك الحصار عن القبائل وإسنادهم في مواجهة الميليشيات الانقلابية التي تمارس انتهاكات كبيرة بحق المدنيين والمواطنين العزل، وتستهدف المنازل والمزارع والمدارس عن عمدٍ وانتقام.
كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع الإنسانية التي يعيشها أبناء حجور، في ظل الحصار المحكم من قبل الميليشيات، التي منعت عنهم الغذاء والدواء، وتتحكم في مصادر المياه الوحيدة للقبائل في شرق حجور وغربها.
وعلى صعيد ميداني آخر، أفادت مصادر عسكرية يمنية، أمس، بأن قوات الجيش في محافظة الجوف حررت مناطق جديدة في مديرية خب والشعف، شمالي شرق المحافظة.
وأكد محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، في تصريحات رسمية، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير عدة مواقع، بينها وادي السليلة، ومواقع أخرى بالقرب من مركز مديرية خب والشعف، عقب معارك خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال الأيام الماضية.
وقال المحافظ إن المسافة التي باتت تفصل قوات الجيش عن منطقة سوق الخميس في المديرية هي 4 كيلومترات فقط، بعد أن صارت مطلة على منطقة «الرفحة».
وأكد اللواء العكيمي أن المعارك كبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مشيراً إلى أن العملية العسكرية مستمرة حتى استكمال تحرير ما تبقى من المحافظة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.