«آبل باي» رسمياً في السعودية

ثاني دولة عربية تصل إليها الخدمة

«آبل باي» رسمياً في السعودية
TT

«آبل باي» رسمياً في السعودية

«آبل باي» رسمياً في السعودية

تم أمس، رسمياً، إطلاق خدمة «آبل باي» (Apple Pay) في المملكة العربية السعودية، بعد انتظار دام نحو 4 أشهر، عندما لمحت شركة «آبل»، لأول مرة، بأن الخدمة آتية للمملكة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. والخدمة ستكون متوفرة لعملاء 5 بنوك فقط مبدئياً، وهي: الراجحي، والأهلي، والرياض، والجزيرة، والإنماء. وتعد السعودية ثاني دولة عربية تصلها الخدمة، بعد الإمارات العربية المتحدة.
وخدمة «آبل باي» هي عبارة عن خدمة دفع إلكتروني تسمح لمستخدميها بالقيام بالدفع والشراء من المتاجر الداعمة للخدمة عن طريق إضافة بطاقة الصراف أو بطاقاتهم الائتمانية، سواء كانت «فيزا» أو «ماستركارد»، من البنوك المذكورة آنفاً، إلى تطبيق المحفظة «Wallet» في هواتف «آيفون»، من نسخة «آيفون 6» فما أحدث. والمميز في الخدمة أنها متوافقة مع أجهزة «آيباد» وكومبيوترات «ماك بوك» الحديثة، عن طريق متصفح «سفاري»، بالإضافة إلى ساعات «آبل»، حيث يمكن لمالكي الساعة أن يقوموا بالشراء بمجرد تحريك ساعدهم نحو نقاط البيع.
وتعتبر خدمة «آبل باي» من أكثر الطرق أماناً للدفع، حيث يتم حفظ أرقام البطاقات البنكية للمستخدمين عبر تطبيق «Wallet» بعد توثيق هوياتهم، فينشئ التطبيق رقماً افتراضياً للبطاقة، وعندما يقوم المستخدم بالشراء، فلن تتم مشاركة الرقم الأصلي للبطاقة، وإنما الرقم الافتراضي لتعزيز الخصوصية. كما أنه من مميزات الخدمة أنها لا تحتسب أي رسوم إضافية، سواء للأفراد أو المواقع التجارية، في حال جرت المعاملة داخل المملكة، فيما قد تكون خاضعة للرسوم، في حال استعمال الخدمة في العمليات الدولية، حسب اتفاقية التعاون الموقعة بين الجهة المصدرة للبطاقة ونظام الدفع في البلد المضيف.
كما تم، أمس أيضاً، الإعلان عن توفر الخدمة في جمهورية التشيك، ولا تعد هذه المرة الأولى التي تطرح فيها «آبل» خدمتها في بلدان متعددة في الوقت نفسه، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفرت «آبل» خدمتها في كل من بلجيكا وكازاخستان في اليوم نفسه.
وقد تم طرح «آبل باي» لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية في شهر أكتوبر 2014، وهي تتوافر الآن في 34 بلداً، من أهمها الصين والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا.
وخلال آخر تقرير لأرباح شركة «أبل»، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن الشركة سجلت رقماً قياسياً في أرباح «آبل باي» في الربع الأخير، وأضاف أن الخدمة «هي، من دون منافسة، خدمة الدفع الأولى عبر الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم. فحجم المعاملات تضاعف 3 مرات سنة عن سنة، متفوقة بذلك على (باي بال موبايل PayPal Mobile)».
وتشير بعض التقارير إلى أن شركة «أبل» ستطلق خدمتها في سلوفاكيا وسلوفينيا هذا العام، مع تركيز الشركة على السوق الآسيوية التي تواجه فيها منافسة شرسة من خدمتي «سامسونج باي» (Samsung Pay) و«غوغل باي» (Google Pay). وفي الواقع، توجد خدمة «آبل باي» في 7 أسواق آسيوية فقط.
وفي حين أن «آبل باي» تتمتع بأكبر حصة في السوق (77%)، فإن مستخدمي «سامسونج باي» هم الأكثر تفاعلاً، حيث يقوم مستخدمها العادي بإجراء 7.3 معاملة شهرياً، مقارنة بـ5.5 معاملة لمستخدمي «آبل باي» و«غوغل باي»، وربما يرجع ذلك إلى سوق قبول خدمة أوسع. فعلى عكس «آبل» و«غوغل»، اللذان يعملان فقط مع قارئي بطاقات «NFC»، يتوافق «سامسونج باي» أيضاً مع قارئات بطاقات «Magstripe» التقليدية (MST)، التي لا يزال كثير من التجار يستخدمونها، بينما تحقق خدمة «غوغل» تقدماً ملحوظاً في سوق الدفع الإلكترونية، خصوصاً أنها متوفرة على جميع هواتف «آندرويد» واسعة الانتشار، لذلك سيكون من المهم أن نرى كيف ستوسع «آبل» من وجودها، لتصل لهدفها بالوجود في 50 دولة بنهاية هذا العام.


مقالات ذات صلة

بولندا تتطلع لعلاقات طويلة مع السعودية في تكنولوجيا المعلومات والأمن الغذائي

الاقتصاد روبرت روستك السفير البولندي لدى السعودية خلال حفل تدشين الخط الجوي المباشر بين الرياض ووارسو.(الشرق الأوسط)

بولندا تتطلع لعلاقات طويلة مع السعودية في تكنولوجيا المعلومات والأمن الغذائي

في وقت أُعلن فيه عن إنشاء خط جوي مباشر بين الرياض ووارسو، قبل شهر واحد فقط من الآن، أفصح دبلوماسي بولندي رفيع، عن آفاق متزايدة لتعاون مثمر ومفيد بين البلدين…

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد جانب من الحاويات في ميناء جدة الإسلامي الواقع غرب السعودية (الهيئة العامة للموانئ)

الأنشطة غير النفطية تقود مساعي السعودية في تنويع الاقتصاد

تقود الأنشطة غير النفطية دوراً ريادياً لتنويع الاقتصاد بالسعودية؛ إذ تساهم بـ51 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، وسط توقعات وصولها إلى 65 في المائة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية لممثلي الشركات والمسؤولين في حفل التوقيع (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» تبرم صفقة مع شركة صينية لتطوير مشروع طاقة متجددة في آسيا الوسطى

أعلنت شركة أكوا باور، السعودية عن إتمام صفقة بيع 35 في المائة من حصتها في الشركتين التابعتين لها بالكامل؛ وهما شركة «أكوا باور باش وند بروجيكت هولدنغ ليمتد»،…

«الشرق الأوسط» (طشقند)
الاقتصاد الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

برنامج وطني يدفع نمو قطاع المعادن في السعودية

أكد وزير الصناعة السعودي بندر الخريف، أن «البرنامج الوطني للمعادن» سيلعب دوراً فاعلاً في دفع مسارات نمو القطاع، واستغلال الثروات المعدنية التي تتمتع بها البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا الهاكثون يسعى لتطوير حلول فعالة ومستدامة لتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في جميع القطاعات (واس)

«هاكاثون» سعودي لتطوير حلول تقنية مبتكرة

أتاحت وزارة الاتصالات السعودية التسجيل في هاكثون «تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة»، الذي سيقام حضورياً في الرياض خلال الفترة بين 8 - 10 أغسطس المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».