تركيا: تقليص الاحتياطي الإلزامي للبنوك لن يخفف الأزمة الاقتصادية

زيادة جديدة في المحروقات... وتوقعات بخفض سعر الفائدة بعد استقرار أسواق المال

تشير تقارير إلى أن البنك المركزي التركي سيقوم على الأرجح بخفض أسعار الفائدة قريباً (رويترز)
تشير تقارير إلى أن البنك المركزي التركي سيقوم على الأرجح بخفض أسعار الفائدة قريباً (رويترز)
TT

تركيا: تقليص الاحتياطي الإلزامي للبنوك لن يخفف الأزمة الاقتصادية

تشير تقارير إلى أن البنك المركزي التركي سيقوم على الأرجح بخفض أسعار الفائدة قريباً (رويترز)
تشير تقارير إلى أن البنك المركزي التركي سيقوم على الأرجح بخفض أسعار الفائدة قريباً (رويترز)

كشفت تقارير اقتصادية عن أن قرار البنك المركزي التركي بتخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي، التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها وتهدف إلى تحفيز الإقراض من أجل دعم الاقتصاد، لن يؤدي إلى تأثير كبير في التخفيف من الأزمة الراهنة.
وبحسب تقرير صادر عن بنك «فاينانس» التركي، سيسهم القرار في ضخ ما يقرب من 3.3 مليار ليرة تركية (623 مليون دولار) في النظام المالي التركي، وهو مبلغ لن يكون له تأثير كبير على الوضع الاقتصادي الراهن. وقال التقرير: «سيكون تأثير هذه الخطوة محدوداً، وإن كانت هذه السيولة ستدعم استمرار النمو البسيط في النشاط الإقراضي في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى أن قرار المركزي يشمل خفض الاحتياطي بالعملة التركية بمقدار 100 نقطة أساس للودائع و50 نقطة لبقية التعاملات، فيما يسمح للمصارف بالاحتفاظ بنسبة 10 في المائة من إجمالي الاحتياطي على شكل سبائك ذهب، مقابل 5 في المائة سابقا.
ووفقاً لتقرير للبنك المركزي التركي، فقد بلغ إجمالي القروض المقدمة من البنوك التركية نحو 2.4 تريليون ليرة (457 مليار دولار) بنهاية العام الماضي.
وأرجع خبراء الإجراء الأخير إلى ركود الاقتصاد في الربعين الأخيرين من عام 2018 في أعقاب انهيار الليرة والارتفاع الحاد في تكلفة الدين، مع استمرار هذا الركود إلى الآن. ورجح الخبراء أن تكون الخطوة التالية للبنك المركزي هي خفض أسعار الفائدة، لأن الظروف أصبحت ملائمة، بعد أن بدأت أسواق المال تستعيد استقرارها.
ويعاني الاقتصاد التركي أزمة بسبب انهيار سعر صرف الليرة التركية التي فقدت 30 في المائة من قيمتها في عام 2018، ما أدى إلى رفع أسعار الفائدة إلى 24 في المائة وارتفاع التضخم إلى ما فوق 20 في المائة.
وأظهرت بيانات لوكالة «بلومبرغ» الأميركية أن الانهيار الذي أصاب الليرة التركية خلال عام 2018 خلّف آثاراً أعمق مما هو شائع، وهو ما يحاول البنك المركزي التركي معالجته عن طريق تعديل لوائح الاحتياطي الإلزامي، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحريك معدلات الائتمان، والتحوط للركود المتعمق في الاقتصاد.
على صعيد آخر، قالت نقابة محطات الإمداد بالطاقة والنفط والغاز الطبيعي في تركيا إن الحكومة طبقت زيادة جديدة في أسعار البنزين اعتبارا من منتصف الليلة قبل الماضية، بمقدار 27 قرشا، لتكون هذه هي الزيادة الثانية من نوعها خلال أسبوعين، والرابعة خلال شهر واحد، في خطوة تسعى من خلالها حكومة أنقرة لزيادة إيرادات الحكومة المحلية.
وذكرت النقابة في بيان أمس (الثلاثاء) أن لتر البنزين ارتفع في العاصمة أنقرة من 6.16 ليرة إلى 6.43 (1.25 دولار)، وفي إسطنبول من 6.09 إلى 6.36 ليرة، وفي إزمير من 6.14 إلى 6.41 ليرة.
ورفعت السلطات التركية سعر البنزين بنحو 17 قرشاً وسعر الديزل بنحو 18 قرشاً في الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي، وبعدها بأسبوع واحد، شهدت أسعار المحروقات زيادة بمقدار 20 قرشا على أسعار الديزل و16 قرشا على أسعار البنزين، وفي 5 فبراير (شباط) الماضي، ارتفعت أسعار البنزين بمعدل 6 قروش على اللتر الواحد وبلغ مجموع الزيادات في الفترة الأخيرة 30 في المائة.
وأصبحت تركيا إحدى أغلى دول العالم في أسعار البنزين، وبالنظر إلى مستويات الدخل تعتبر تركيا الأغلى.
من ناحية أخرى، بدأت جمعية رجال الأعمال الأتراك والأميركيين وغرفة التجارة الأميركية في تركيا إجراءات لإنشاء منطقة صناعية في ولاية تكساس الأميركية باستثمارات تصل إلى قرابة 8 مليارات دولار. وستعمل 500 شركة تركية ستعمل في المنطقة الصناعية الجديدة، في حين يتم التخطيط لاستثمار آخر بإنشاء منطقة صناعية في الأرجنتين.
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والأميركيين علي عثمان أكات، أمس، إنهم يهدفون إلى تعزيز قيمة العلامة التجارية للشركات التركية، وبالتالي الحصول على حصة من السوق الأميركية، وإن حجم التجارة بين تركيا والولايات المتحدة يبلغ نحو 8 مليارات دولار من الصادرات و12 مليار دولار من الواردات.
وأضاف أكات: «مثلما تستثمر الشركات الأميركية في بلادنا، نريد أن نذهب إلى الولايات المتحدة ونملك حصة أكبر في سوقها».
من جانبه، ذكر رئيس المجلس الاستشاري الأعلى في الجمعية، علي بيرام أوغلو، أنهم سيؤسسون المنطقة الصناعية في ولاية تكساس التي توفر أفضل الفرص في الولايات المتحدة.
وتوسعت تركيا خلال العقد الماضي في إنشاء المناطق الصناعية بالخارج. حيث أنشأت أول منطقة صناعية في الخارج في مصر منذ أكثر من 10 سنوات، إلى جانب 10 مناطق صناعية أنشأها رجال الأعمال الأتراك في الخارج، وبخاصة في كازاخستان وبلغاريا، ومع إنشاء المناطق الصناعية في الولايات المتحدة والأرجنتين سيكون لتركيا بنية تحتية صناعية تعمل في خمس قارات.
ووفقا لمكتب الاستثمار برئاسة الجمهورية التركية، تم تصميم المناطق الصناعية للسماح للشركات بالعمل في بيئة صديقة للمستثمر مع بنية تحتية جاهزة للاستخدام ومرافق اجتماعية. وتشمل البنية التحتية الموجودة في المناطق الصناعية الطرق والمياه والغاز الطبيعي والكهرباء والاتصالات ومعالجة النفايات وغيرها من الخدمات.
وتوجد 322 منطقة صناعية في أنحاء تركيا، منها 255 منطقة تعمل حاليا، بينما يجري بناء المناطق الصناعية الـ67 المتبقية.
وبالإضافة إلى خطة حوافز الاستثمار في تركيا (حوافز الاستثمار العامة، وحوافز الاستثمار الإقليمية، وحوافز الاستثمار على نطاق واسع، وحوافز الاستثمار الاستراتيجية، وحوافز التوظيف، ودعم البحث والتطوير، وغيرها)، يمكن للمستثمرين العاملين في المناطق الصناعية الاستفادة من عدد من المزايا الأخرى.
ومن بين هذه المزايا الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة عند شراء الأراضي، والإعفاء من الرسوم الجمركية لمدة خمس سنوات تبدأ من تاريخ الانتهاء من بناء المصنع. وانخفاض تكاليف المياه والغاز الطبيعي والاتصالات، والإعفاء من ضريبة البلدية لبناء واستخدام المصنع، والإعفاء من ضريبة البلدية على النفايات الصلبة إذا كانت المنطقة الصناعية لا تستخدم خدمة البلدية.



البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
TT

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي والدولي، إضافة إلى إيجاد فرص العمل والأمن الغذائي في أفريقيا وآسيا الوسطى، للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع خطط التنمية الوطنية وأولويات البلدان الأعضاء المستفيدة.

ووفق بيان للبنك، الاثنين، تضمنت المشاريع الموافق عليها، تمويل مشروعين للطاقة والاتصال في غينيا، ومشروعين للتعليم في قرغيزستان وأوزبكستان، ومشروع لربط النقل في كازاخستان، ومشروع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مجال الأغذية الزراعية في تونس، ومشروع كهربة الريف في بنين.

وبيّن الجاسر أن هذه الموافقات التمويلية تمثل علامة فارقة في تاريخ البنك بتجاوز الموافقات الإنمائية السنوية 5 مليارات دولار، مشيراً إلى أنها تشمل مشروع بناء طريق «غينيا - السنغال» الذي سيحصل على تمويل بقيمة 140 مليون يورو، لتعزيز الاتصال بين البلدين، وتسهيل الوصول الفعال إلى الأسواق والخدمات، وتحسين الطرق، وخفض تكاليف النقل، وتعزيز الزراعة، ورفع مستوى التكامل الاقتصادي الإقليمي في جميع أنحاء غرب أفريقيا.

إلى جانب ذلك، وافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل بقيمة 80 مليون دولار لبناء محطة طاقة حرارية بقدرة 40 ميجاوات في كانكان، ثاني أكبر مدينة في غينيا، بهدف توسيع شبكة توزيع الكهرباء لتحسين حياة الناس من خلال تحسين استقرار وموثوقية إمدادات الكهرباء.

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

وفي أوزبكستان، سيقدم البنك 160.25 مليون دولار مساهمة مشتركة في تمويل مشروع التعليم الذكي المشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية من أجل التعليم بقيمة 220.25 مليون دولار.

ومن المقرر أن يعمل المشروع الممول بشكل مشترك على تعزيز جودة وكفاءة قطاع التعليم في البلاد من خلال توسيع البنية الأساسية للمدارس وتلبية الاحتياجات التعليمية الجيدة ذات الصلة، وسوف يستوعب 620 ألف طفل إضافي في سن ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى 1.2 مليون طفل في سن الدراسة من خلال بناء 58 مدرسة صديقة للطلاب تضم 2431 فصلاً دراسياً على أحدث طراز.

ويستهدف مشروع مماثل للتعليم الذكي مشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية للتعليم تحسين فرص الحصول على فرص التعلم الشاملة وتحسين جودتها لجميع الأطفال في قرغيزستان؛ إذ ارتفع عدد الطلاب في المدارس في البلاد بنسبة 15 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، مما استلزم استثمارات كبيرة في البنية التحتية التعليمية والإصلاحات.

ويشكل الموافقة على التمويل للمشروع بقيمة 10.25 ملايين دولار جزءاً من مشروع مشترك بقيمة 76.31 مليون دولار مع الشراكة العالمية للتعليم، الذي سيوفر للفتيات والفتيان فرصاً متساوية للوصول إلى التعليم القائم على الكفاءة لإعدادهم لمتطلبات سوق العمل المتطورة.

وتمت الموافقة على مساهمة قدرها 48.04 مليون يورو من البنك الإسلامي للتنمية لمشروع دعم الشباب والنساء في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في تونس، التي سيخلق من خلالها فرص عمل من خلال توفير خط تمويل مختلط، ويسعى إلى تحسين الوصول إلى التمويل بأسعار معقولة، وخاصة في أنظمة الأغذية الزراعية، التي تُعد حيوية لتوفير الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر.

ومن المقرر أن يسهم تمويل آخر بقيمة 85 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية في تيسير إنشاء مشروع طريق كيزيلوردا الالتفافي في كازاخستان. وبمجرد تشغيله، سيعمل الطريق الالتفافي رباعي الاتجاهات على تسهيل حركة المرور الحضرية والدولية في المدينة وما حولها، وتحسين خدمات النقل لنحو 350 ألف شخص، وتحسين سلامة المرور على الطرق بنسبة 50 في المائة، وتقليص وقت السفر بنسبة 40 في المائة، وزيادة متوسط السرعة بنسبة 30 في المائة.

وفي بنين، سيساهم تمويل بقيمة 32 مليون يورو من البنك الإسلامي للتنمية لمشروع كهربة المناطق الريفية في تحقيق أهداف البلاد في زيادة فرص الحصول على خدمات الطاقة الحديثة وزيادة كفاءتها، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، وتحسين خدمات المعرفة، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى زيادة معدل الوصول إلى الكهرباء على المستوى الوطني بنسبة 6 في المائة وتحسين فرص الوصول إلى الطاقة الريفية بنسبة 14.5 في المائة من خلال خدمة 9200 أسرة أو ما يقرب من 49 ألف مواطن في البلاد.