تباين المواقف في العراق حيال نهاية «داعش»

خبير أمني: الأميركيون قطعوا ساق الشجرة الخبيثة وتركوا جذورها

TT

تباين المواقف في العراق حيال نهاية «داعش»

في حين لم تعلن الحكومة العراقية موقفاً رسمياً بعد، حيال عزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعلان عن نهاية تنظيم داعش، فإن مصدراً عراقياً مسؤولاً أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المعركة العسكرية مع (داعش) انتهت في العراق منذ أواخر عام 2017، وقد كان هناك إعلان رسمي بهذا الاتجاه حظي باهتمام عالمي واسع».
وأضاف المصدر المسؤول، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «أسلوب مواجهة هذا التنظيم انتقلت الآن لدينا في العراق نحو مرحلة أمنية استخبارية، تختص بملاحقة من تسرب من (الدواعش) إلى المجتمع، أو ما زال يختبئ في المناطق الجغرافية الصعبة بين كركوك وديالى وصلاح الدين وغرب الأنبار».
وأوضح المصدر العراقي المسؤول أن «التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال (داعش) في سوريا سيتحول إلى قوة مراقبة وحماية، ويوقف العمليات العسكرية هناك، وتبدأ مراحل الانتقال نحو اللجنة الدستورية لكتابة دستور جديد في سوريا، ثم إجراء الانتخابات وفق الدستور الجديد»، مبيناً في الوقت نفسه أن «ترمب ارتكب خطأ عندما أعلن انسحاب قواته من سوريا، ومن ثم تم تدارك الموقف من داخل الكونغرس والجهات العسكرية العليا في أميركا نحو تبويب الانسحاب، وتحويله إلى قوة مراقبة وحماية في سوريا».
ومن جهته، فإن الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «الذي حصل بالنسبة للأميركيين هو أنهم أنهوا أرض التمكين والاحتلال العسكري فقط، وهو ما يعني أنهم قطعوا ساق الشجرة الخبيثة، ولم يجتثوا جذورها التي لا تزال قادرة على النمو والتمدد».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ترمب يستعجل الأمر، يقول الهاشمي إن «الأميركيين يريدون تكرار تجربتهم في أفغانستان، حيث تركوا الأمور معلقة دون حسم نهائي». وحول ما إذا كانت الأولويات الأميركية قد تغيرت باتجاه إيران أكثر من «داعش»، يقول الهاشمي إن «التحدي الداعشي أصبح أقل من التحدي الإيراني بالنسبة للاستراتيجية الأميركية».
لكن للسياسي أثيل النجيفي، القيادي في حزب «للعراق متحدون»، رأياً آخر، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» بصدد الإعلان عن نهاية «داعش»: «إنني أقرأها على أنها تعني غلق الولايات المتحدة لملف (داعش) في سوريا، وتحويله إلى العراق»، مشيراً إلى أن «بقاء (النصرة) ومخاطرها في سوريا هو ملف ثانٍ بيد المناطق الخاضعة للنفوذ الروسي، حيث إننا نسمع منذ أسابيع عن أخبار انتقال (الدواعش) من سوريا إلى العراق، أو إلى منطقة إدلب، والتحاقهم بـ«النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة»، مع مراعاة الاختلاف الفكري بين «داعش» و«النصرة»، ومنهجيهما حول إقامة الدولة».
ويضيف النجيفي أن «ما يهمنا هو تصاعد هجمات (داعش)، ووجودها في منطقة الصراع الأميركي - الإيراني، المتمثلة بالممر الممتد من إيران إلى سوريا ما بين ديالى ونينوى، وهو ما يبقى مصدر قلق».
وميدانياً، بدأ تنظيم داعش باستثمار انتشار نبات «الكمأ» في المناطق الغربية من العراق، كفخ لمزيد من عمليات الاختطاف للمواطنين الذين ينتشرون هناك جمعاً للكمأ. وفي ثالث حادث في غضون 3 أيام، اختطف تنظيم داعش 5 أشخاص في قضاء راوة. وفي تصريح صحافي، أعلن قائمقام قضاء راوة، حسين علي، أن «هذا الحادث ثاني حادث في غضون 24 ساعة، وثالث حادث خلال الأيام الأخيرة في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار».
إلى ذلك، ألقت قيادة عمليات الجزيرة القبض على 5 إرهابيين ينتمون إلى تنظيم داعش في غرب محافظة الأنبار. وقال مصدر في قيادة العمليات إنه «ضمن العمليات الاستباقية التي تجريها قيادة عمليات الجزيرة، وتفعيل الجهد الاستخباري والأمني لتفكيك الخلايا النائمة والقضاء عليها، وفي إطار معلومات استخبارية دقيقة توفرت لدى استخبارات الفرقة، تم إلقاء القبض على 5 مطلوبين للقضاء، وفق المادة 1-4 إرهاب».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.