صور عراقية في الألبوم السعودي

محمد سعيد الحبوبي  -  علي جواد الطاهر  -  أنستاس الكرملي  -  حمد الجاسر
محمد سعيد الحبوبي - علي جواد الطاهر - أنستاس الكرملي - حمد الجاسر
TT

صور عراقية في الألبوم السعودي

محمد سعيد الحبوبي  -  علي جواد الطاهر  -  أنستاس الكرملي  -  حمد الجاسر
محمد سعيد الحبوبي - علي جواد الطاهر - أنستاس الكرملي - حمد الجاسر

يا َظبيَة البان تَرعى في خمائله
ليَهنَك اليَوم إن القَلَب َمرعاك
الماءِ عندَكَ مبذول لشاِرِبِه
ولَيَس يُرويك إلا مدَمعي الباكي
هبَت لَنا من رياح الغَور رائَحة
بَعدَ الُرقاد َعَرفناها بَرياك
ثُم اِنثَنَينا إذا ما َهَزنا َطَرٌب
على الرحال تَعَلَلنا بذكراك
سهم اصاب وراميه بذي سلم
من بالعراق، لَقد أبعَدْت َمْرماك
أتلّمس هنا خطى الشريف الرضي، رغم بعد ألف سنة مما نعد، ونحنُ على مقربة من ثراه الطاهر، نستذكره مضمخاً بروائح الشعر الزكي، متنقلاً بين نقابة الأشراف في بغداد، وإمارة الحج إلى الحجاز، نستذكر في قصيده العذب الجزل مواقع العرب في جزيرة العرب، ومفارقات متواشجة، ما انفكت يوماً بين وطني العربي السعودي، والعراق المطبوع في مخايلنا، والساكن شغاف قلوبنا، إذ توالت سهام التقارب بين نجد والأحساء والقطيف.
لقد بحث الأكاديمي الكويتي د. عبد الله النفيسي في أطروحته للدكتوراه، من جامعة لندن سنة 1970. عن جذور التكوين القبلي في جنوب العراق، حيث رحلت قبائل نجد إلى مياهه بين دجلة والفرات، منذ القرن السادس عشر الميلادي. متتبعاً مجريات الأحداث في ثورة العشرين وما قبلها، ضد الاستعمار البريطاني، وقد قامت الدولة الوطنية في العراق، بتلاوينها الإثنية ومروحتها المذهبية. ولم تكن بلادي المتاخمة له بعيدة عما يجري... بل أحياناً هي في الصميم منها، إذا ما تصفحنا سير بعض رموزها الدينية والأدبية والصحافية.
- محمد سعيد الحبوبي
أشير هنا إلى صور عراقية في الألبوم السعودي، بينها أحد مراجع النجف الأشرف، وأحد أبرز رموزها الوطنية، وأبرع شعرائها المبدعة، السيد محمد سعيد الحبوبي، حيث يفجر ينابيع مشاعره دافقة بالحنين إلى نجد، كلما تصفحت قصيدة الغزل، وديمة الموشحة السمحة السكوب.
اسمعه وقد استوى عالماً فقيهاً، وعلماً مرفرفاً في النجف الأشرف، متذكراً أيام صباه الغرير، وشبابه اليافع في حائل، مرافقاً والده متاجراً في سوق «برزان»، وساكناً في حي المشاهدة:
بلادك نجد والمحب عراقي
فغير التمني لا يكون تلاقي
ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً
لكنت رجوت القرب بعد فراق
بلى قد أرى تلك المغاني تعلة
فاحسب أني زائر وملاقي
أرى الدهر يأبى في تآلف شملنا
كأني أعاديه فرام شقاقي
هي الشمس في أفق السماء مقرها
فعيف براق نحوها ببراق
ألا هل أراني واجد ريح وصلهم
وإن عدموني صحبتي ورفاقي.
ولا يفتأ محمد سعيد الحبوبي يعتلجه الحنين الشيق إلى مرابع صباه النجدي، وقد اختطفه سنا برق ذلك الكوكب الأنثوي الفتان...
اسمعه يتغزل:
لُحْ كوكباً وامشِ غُصناً والتفِتْ ريما
فإن عداكَ اسمها لم تعدك السيما
وجه أغرّ وجيدٌ زانه جِيدُ
وقامة ٌ تخجل الخطى تقويماً
يامن تجلّ عن التمثيل صورته
أأنتَ مثَّلتَ روح الحسن تجسيما
يا نازلي الرمل من نجد أحبكم
وإن هجرتم ففيما هجركم فيما
سعوديون في العراق: وزراء وصحافيون
صورة أخرى عراقية ما تزال في ألبومي السعودي، هي صورة عبد اللطيف باشا المنديل، فحينما تشكّلت أول حكومة عراقية برئاسة نقيب الأشراف عبد الرحمن النقيب ضمت وزيراً للتجارة من أصل نجدي هو عبد اللطيف باشا المنديل، المولود بمدينة الزبير في جنوب العراق، منتصف القرن التاسع عشر الميلادي لعائلة ثرية قادمة من إقليم سدير التابعة اليوم لإمارة منطقة الرياض.
هذا وقد توّزر مرة أخرى للأوقاف، وحصل على لقب الباشاوية عام 1913 بعد نجاحه في ترتيب محادثات بين الملك عبد العزيز والأتراك، وقد أصبح وكيله بعد ضم إقليم الأحساء إلى مملكته الوليدة بعد الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1924 تم انتخابه في المجلس التأسيسي عضواً عن البصرة.
كذلك فإن أول صحافي نجدي وهو سليمان الدخيل ولد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في بريدة من إقليم القصيم، وهو الآخر ذهب في من ذهب إلى العراق مع حركة «العقيلات» المتاجرة في الجمال، غير أن الدخيل كان يشده طموح نحو التعلم والتثّقف، وقد ولد في زمن كان الأتراك يستبدون بجحافلهم العسكرية على أجزاء من العالم العربي، وفي مقدمته العراق التي امتدت ولاية البصرة شاملة نجد والأحساء والقطيف.
مما دفع بجنانه القومي إلى التبرم بالسياسة الطورانية، مستلهماً ثقافة مجتمعه العربي التي أنضجها مقامه في العراق، وقد احتك بالعديد من علمائه وأدبائه وسياسييه.
يذكر حمد الجاسر في أحد أعداد مجلته (العرب): في سنة 1332 هجرية لما قامت الحرب العالمية الأولى هرب الدخيل من العراق خوفاً من إلقاء القبض عليه وتسليمه لولاة الأتراك وواصل السفر إلى المدينة المنورة بعد أن وجد الأحوال في نجد مضطربة فأقام فيها مدة نسخ من خلالها بعض الكتب الخطية النادرة المتعلقة بتاريخ العراق أو تاريخ العرب.
ويذكر العلامة العراقي أنستاس الكرملي؛ أن الدخيل وكان أحد كتاب مجلته (لغة العرب) قد جاب كثيراً من بلاد جزيرة العرب والهند وديار العراق وله اطلاع عجيب على تاريخ العرب وعوائدهم وأخلاقهم وأيامهم وحروبهم.
وبدعم من عمه جار الله التاجر في بغداد أصدر العدد الأول من جريدة باسم «الرياض» في يناير (كانون الثاني) سنة 1910 ودامت على اختلاف الباحثين بين أربع وسبع سنوات وأصدر مع صديقه إبراهيم العمر مجلة باسم «الحياة» وفي سنة 1931 جريدة أخرى أسبوعية باسم «جزيرة العرب» بالاشتراك مع داود العجيل، وكان ينقل فيها أخبار توحيد الجزيرة العربية على يدي الملك عبد العزيز الذي ارتبط وإياه بعلاقة مميزة.
وقد حظي الدخيل بتقدير نخبة العراق بعد قيام دولته الملكية البرلمانية ووصفه رفائيل بطي، الأديب والشاعر والصحافي والوزير العراقي بأنه خدم القضية العربية وساعد على نشر الوعي القومي.
- سلمان الصفواني
وبعدما افتتح المنديل باب التوّزر في العراق وهو النجدي الأصل فقد دخله قطيفي هو سلمان الصفواني، الذي ترك مسقط رأسه صفوى (وهي مدينة في محافظة القطيف)، في العشرينات من القرن العشرين، بعدما تعلم القراءة والكتابة، ودرس القرآن الكريم على معلمي بلدته الصغيرة... ذاهباً إلى بغداد. وفي الكاظمية إذ كان شاباً متحمساً بالغ الحماسة - كما يعبر - قرر الانضمام إلى حركة الإمام الشيخ الخالصي، المناهضة ضد فرض بريطانيا دستوراً صيغ وفق مزاجها الاستعماري على مملكة فيصل الأول، لتمرير معاهدة الانتداب البريطاني على العراق... مما دفع عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء ووزير الداخلية، بعد حكومة عبد الرحمن النقيب، (بعد جولات من الصراع) إلى نفي الخالصي وأبنائه، ومعهم سلمان الصفواني، إلى البصرة فالحجاز.
في 5 سبتمبر (أيلول) 1924 أصدر سلمان الصفواني، في بغداد جريدة (اليقظة)، واستمرت الصحيفة بين إيقاف واستمرار حتى عام 1959. بعدما هجم ما يسميهم الصفواني (الشعوبيين، قاصداً الشيوعيين المتنفذين في حكومة عبد الكريم قاسم) «في وضح النهار على مكاتب الجريدة وأحرقوا ونهبوا موجوداتها»، كما يقول.
وبسبب ثقافته المناهضة للاستعمار اتهمت سلطة الاستعمار البريطاني، الصفواني بتحريض عشائر الفرات الأوسط ضد وجودها، فقررت سجنه مدة سبع سنوات... وفي السجن المركزي ببغداد كتب رسائله إلى زوجته، معبراً عن معاناته الإنسانية والسياسية والأدبية... وطبعها فيما بعد في لبنان سنة 1937 بعنوان «محكوميتي».
كذلك فقد امتدت علاقاته برموز الفكر القومي على امتداد الوطن العربي، كما عمل مراسلاً لمجلة (البلاغ) المصرية، وارتبط بعلاقة أدبية مع الأديب المصري الدكتور زكي مبارك، وجرت بينهما مساجلات منشورة... وعلى صعيد العمل الوطني العراقي، فالصفواني هو أحد مؤسسي حزب «الاستقلال» الشهير... إضافة إلى أنشطة ثقافية واجتماعية وإدارية أخرى، جعلت الرئيس عبد السلام عارف يختاره وزيراً لشؤون مجلس الوزراء، واستمر في منصبه مع رئاسة شقيقه عبد الرحمن عارف...
- علي جواد الطاهر
أختم بآخر صورة عراقية ناصعة في ألبومي السعودي وهو أستاذ الأكاديميين والنقاد د. علي جواد الطاهر، الذي جاء مع زملائه الفارين بعد انقلاب 1963 إلى جامعة الرياض، وأذكر أنني التقيته في بغداد في صيف سنة 1979. حيث قابلت عدداً من رجال الأدب والفكر فيها لتسجيل حلقات تلفزيونية.
وقد كان الجو السياسي آنذاك مكهرباً بعد حادثة (قاعة الخلد) الدموية، لكني وجدتُ د. علي الطاهر ينتقد من طرفٍ خفي كل من ساهم في تكريس عبادة الشخصية للقائد الضرورة، ومسترجعاً السنوات الأربع التي قضاها في الرياض بين جامعتها ومكتباتها. منقباً عن هذا الكتاب وتلك المطبوعة. وقد لمس قصوراً فاضحاً في إغفال دراسة الأدب السعودي الحديث، الذي تقرر بفضله في مواد الدراسة لدى طلاب قسم اللغة العربية. وما غادر الطاهر الرياض عائداً إلى طلابه وأبحاثه في جامعة بغداد، إلا وقد انتهى من تدوين (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية).
وقد نشره تباعاً بعد الجهد والتعب والعرق والتراب كما يعبر، في مجلة «العرب» لمؤسسها ورئيس تحريرها حمد الجاسر، والذي لم يغمض عينه في نومته الأبدية، إلا وقد أعاد طباعته في أربعة أجزاء، أصبحت مرجعاً رئيساً لدارس الأدب العربي الحديث في المملكة، نشأته وتطوره واتجاهاته وإعلامه.
- كاتب سعودي
(-) مقتطفات من محاضرة ألقاها الكاتب، ضمن فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب.



«كوكب خفي» مدفون تحت سطح الأرض

الأرض وخفاياها (شاترستوك)
الأرض وخفاياها (شاترستوك)
TT

«كوكب خفي» مدفون تحت سطح الأرض

الأرض وخفاياها (شاترستوك)
الأرض وخفاياها (شاترستوك)

ثمة أشياء مثيرة للاهتمام مخبَّأة تحت سطح الأرض، منها المحيطات الهائلة، وتسرُّب المياه مباشرةً إلى نواة الكوكب. لكن الاكتشاف الأخير قد يكون الأكثر إثارة للاهتمام على الإطلاق وفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

وأشارت دراسة جديدة إلى نتائج مذهلة بالقرب من نواة الأرض، يزعم الخبراء أنها بقايا كوكب قديم. ويُعتَقد أنّ الكوكب، الذي أُطلق عليه اسم «ثيا»، قد اصطدم بكوكبنا منذ مليارات السنوات، ومن المفترض العثور على دليل على هذا الحدث داخل كتلتين بعيدتين تحت السطح.

سحرت هذه الكتل العلماء منذ اكتشافها للمرّة الأولى في الثمانينات، حيث بلغت حجم قارات بأكملها ونحو ضعف حجم القمر.

تقع الكتلتان تحت أفريقيا والمحيط الهادي، وبسبب ارتفاع نسبة الحديد فيهما، تمرُّ الموجات الزلزالية عبرهما بمعدّل أبطأ، مما أدّى إلى تسميتهما «المناطق منخفضة السرعة كبيرة الحجم».

هذه التكوينات هي في الواقع بقايا كوكب «ثيا» الذي اصطدم بالأرض منذ مليارات السنوات. تسبَّب هذا الاصطدام في تكوين القمر؛ فتوصّلت الدراسة إلى أنّ الكوكب قد امتصّته الأرض وشكل ما عُرفت بـ«المناطق منخفضة السرعة كبيرة الحجم».

كتب الباحثون: «كشفت الصور الزلزالية لباطن الأرض عن تكوينين غريبين بسرعة زلزالية منخفضة في الوشاح السفلي للأرض (طبقة الميزوسفير)».

وغالباً ما تُفسَّر «المناطق منخفضة السرعة كبيرة الحجم» على أنها غير متجانسة الكثافة بطبيعتها، وتختلف في تكوينها عن الوشاح المحيط بها.

وأضافوا: «هذه المناطق قد تكون بقايا مدفونة للطبقات التي يتكوّن منها كوكب (ثيا) التي حُفظت في وشاح الأرض الأوّلي بعد الاصطدام العملاق الذي شكّل القمر. لذا فمن المحتمل أنّ جزءاً من قشرة وشاح كوكب (ثيا) ربما انتقل إلى الوشاح السفلي الصلب للأرض».


تظاهرات احتجاجاً على وصول إسرائيلية إلى نهائي «يوروفيجن»

الفنانة الشابة عيدن غولان التي تمثل إسرائيل (أ.ف.ب)
الفنانة الشابة عيدن غولان التي تمثل إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

تظاهرات احتجاجاً على وصول إسرائيلية إلى نهائي «يوروفيجن»

الفنانة الشابة عيدن غولان التي تمثل إسرائيل (أ.ف.ب)
الفنانة الشابة عيدن غولان التي تمثل إسرائيل (أ.ف.ب)

تأهلت إسرائيل إلى الحفلة النهائية المرتقبة، (السبت)، لمسابقة يوروفيجن المُقامة في مالمو بالسويد، حيث تظاهر آلاف الأشخاص ضد مشاركتها في المسابقة؛ بسبب الحرب في غزة.

وقد فازت الفنانة الشابة عيدن غولان، مساء الخميس، بأغنية «هوريكين» التي تَعيّن تعديل نسختها الأصلية لاحتوائها على تلميحات إلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ومع فوز غولان، تنضم إسرائيل إلى مجموعة من 26 دولة ستتنافس (السبت) لخلافة السويد، حاملة لقب العام الماضي من المسابقة التي استقطبت 162 مليون مشاهد في 2023.

وقالت الشابة الإسرائيلية البالغة 20 عاماً: «أنا ممتنة جداً لكلّ مَن صوّت لنا ودعمنا»، مضيفةً: «إنه لشرف كبير أن أكون هنا، على المسرح، أغنّي وأقوم بإيصال أصواتنا، وأن نكون حاضرين بكل فخر».

وتشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن منذ عام 1973، وفازت بها للمرة الرابعة سنة 2018.

واحتلت إسرائيل المركز الثاني على قائمة البلدان الأوفر حظاً للتأهل إلى المرحلة النهائية، بعد كرواتيا وقبل سويسرا، بحسب موقع الرهانات الإلكترونية «أودزشيكر دوت كوم (Oddschecker.com)».

وقبل نصف النهائي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن مرشحة بلاده «فائزة أصلاً».

وقال في رسالة بالفيديو وجهها إلى المغنية: «لست فقط تشاركين بفخر وبشكل مذهل في يوروفيجن، بل تواجهين أيضاً بنجاح موجة مروعة من معاداة السامية».

تعزيزات أمنية

وتظاهر نحو 12 ألف شخص في المدينة المستضيفة (الخميس) ضد مشاركة إسرائيل، بينهم الناشطة المناخية الشابة غريتا تونبرغ، معربين عن غضبهم إزاء الحرب في غزة.

وقالت سيسيليا بروديل (31 عاماً) وسط مجموعة من المتظاهرين: «هذا العام سنقاطعها بالكامل». ويُتوقّع أن تُجرى تحرّكات مماثلة (السبت).

وقطعت نقابات قناة «في آر تي» التلفزيونية العامة في منطقة فلاندرز البلجيكية بثّ المسابقة لفترة وجيزة، مساء الخميس؛ لعرض رسالة دعم للفلسطينيين.

وكُتب على الشاشة بالهولندية على خلفية سوداء: «هذا عمل نقابي. نحن ندين انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة إسرائيل. علاوة على ذلك، تقضي دولة إسرائيل على حرية الصحافة. ولهذا نوقف البث لبرهة وجيزة»، مع وسمَي «CeaseFireNow (أوقفوا إطلاق النار حالاً)»، و«StopGenocideNow (أوقفوا الإبادة حالاً)».

مع ذلك، قدّمت عيدن غولان أغنيتها خلال حفلة الخميس من دون أي عوائق أو انقطاع أمام 9 آلاف متفرج في قاعة «مالمو أرينا».

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تعارض مشاركة إسرائيل في النسخة الـ68 من مسابقة «يوروفيجن» للأغنية الأوروبية في مالمو بالسويد (أ.ف.ب)

وفي داخل القاعة، حظر اتحاد البث الأوروبي (EBU)، وهو الجهة المشرفة على المسابقة، كالعادة، أي علم غير أعلام البلدان المشارِكة، وأي لافتة تحمل رسالة سياسية.

كما عُززت الإجراءات الأمنية في القاعة وفي سائر أنحاء المدينة، حيث تعيش أكبر جالية من أصل فلسطيني في السويد، وحيث تتعانق الأعلام الفلسطينية مع الرايات ذات الألوان الزاهية الخاصة بالمسابقة.

وبعد انتهاء الحفلة نصف النهائية، قالت عيدن غولان التي تعرّضت لتهديدات على شبكات التواصل الاجتماعي: «يتخذ اتحاد البث الأوروبي كل الاحتياطات اللازمة لجعل هذا المكان آمناً وموحداً للجميع».

المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيجن» (أ.ف.ب)

وقد اهتزّ مبدأ الحياد السياسي (الثلاثاء)، خلال الحفلة نصف النهائية الأولى، مع وضع المغني السويدي إريك سعادة، الكوفية الفلسطينية حول ذراعه في افتتاح المسابقة.

اقرأ أيضاً: مغنٍ سويدي يربط معصمه بالكوفية في افتتاح «يوروفيجن»

وقد أبدى اتحاد البث الأوروبي، والتلفزيون السويدي العام (إس في تي) أسفهما لهذه الخطوة، مؤكدَين على الطبيعة غير السياسية لهذه المسابقة الموسيقية التي منع منظموها العام الماضي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إلقاء كلمة بالفيديو في أثناء الحدث.

دعوات للمقاطعة

وهذا العام، تطغى الحرب في غزة على الصراع في أوكرانيا. فقد بدأت الحرب الأكثر دموية في القطاع الفلسطيني في أعقاب هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، وقد تعهدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وشنت هجوماً انتقامياً أدى إلى مقتل أكثر من 34904 أشخاص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس».

وأكد ماغنوس بورمارك، الذي يمثل النرويج مع فرقته «غوته»، والذي دعا علناً، مثل 8 مشاركين آخرين، إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار: «يجب أن تكون هناك مظاهرات، ويجب على الناس التعبير عن آرائهم، ويجب على الناس المقاطعة».

وكان ممثلو بعض الدول قد درسوا في مرحلة معينة فكرة مقاطعة المسابقة احتجاجاً على مشاركة إسرائيل، لكنهم لم يمضوا قدماً في هذه الخطوة.

100 ألف زائر

ويشارك شرطيون من مختلف أنحاء السويد في مهمة حفظ الأمن خلال «يوروفيجن»، لكن ثمة أيضاً تعزيزات من الدنمارك والنرويج لمؤازرة العناصر المحليين. وأكد ناطق باسم الشرطة أنه «لا يوجد تهديد ضد يوروفيجن».

وبينما يُنتظر أن تستقطب مالمو ما يصل إلى 100 ألف زائر لهذه المناسبة، يؤكد أستاذ تاريخ الأفكار أندرياس أونرفورس، المتخصص في «يوروفيجن»، أن المهم بالنسبة للجمهور «هو ما يُعرض على المسرح: المشاركات والفنانون والموسيقى، وليس السياسة».

ويلفت إلى أن مسابقة يوروفيجن التي مضى على انطلاقها نحو 70 عاماً، هي «دليل على التسامح الأوروبي الذي لا نجده في أشكال أو أماكن أخرى».

ويخطط بعض أبناء الجالية اليهودية في مالمو لمغادرة المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع.


«النخلة الذهبية» في ختام «أفلام السعودية»... تنوُّع غير مسبوق

‎صورة جماعية للفائزين بجوائز الدورة العاشرة من «أفلام السعودية» (الشرق الأوسط)
‎صورة جماعية للفائزين بجوائز الدورة العاشرة من «أفلام السعودية» (الشرق الأوسط)
TT

«النخلة الذهبية» في ختام «أفلام السعودية»... تنوُّع غير مسبوق

‎صورة جماعية للفائزين بجوائز الدورة العاشرة من «أفلام السعودية» (الشرق الأوسط)
‎صورة جماعية للفائزين بجوائز الدورة العاشرة من «أفلام السعودية» (الشرق الأوسط)

لم يكن ختام مهرجان «أفلام السعودية» عادياً، بل شهد حفل توزيع جوائز «النخلة الذهبية» تنوّعاً غير مسبوق لجهة الأفلام الفائزة، بدلاً من أن تحتكرها أفلام معدودة كما جرت العادة في دورات سابقة، مما يعكس وفرة الأفلام الجيّدة، وقوّة التنافس التي شهدتها دورة عاشرة أسدلت ستارها في حفل مبهج بمركز «إثراء» في الظهران.

وأظهر بريق «النخلة الذهبية» في أيدي الفائزين البُعد الإقليمي الذي صار يُشكّله هذا الحدث، بحصد عدد من الأفلام الخليجية جوائز مرموقة. وفي هذا السياق، يؤكد الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم لـ«الشرق الأوسط» أنّ المهرجان يرتقي بالسينما الخليجية، مضيفاً: «صنّاع الأفلام السعوديون مبدعون منذ سنوات، وبصمتهم واضحة. وبحُكم إدارتي السابقة لـ(مهرجان السينما الخليجية)، وقفت على إبداعاتهم، فقد كانوا يحصدون معظم الجوائز، واليوم يحصلون على الفرص والدعم الكبير، ويمتازون بالتنوّع الوفير. أعتقد بأنه خلال الأعوام الـ5 المقبلة ستكون السينما السعودية في مصاف العالمية».

آيدا القصي تحصد «النخلة الذهبية» لأفضل ممثلة عن دورها في «أنا وعيدروس» (الشرق الأوسط)

الأفلام الوثائقية

البداية مع مسابقة الأفلام الوثائقية، فذهبت جائزة «النخلة الذهبية» للفيلم الخليجي الوثائقي «بر سار» للمخرج محمد جاسم، وجائزة «جبل طويق» لأفضل فيلم عن مدينة سعودية للمخرجة ميتشوكا ألكوفا عن «أصوات العلا». ونال «الأيحلة» لمحمد المبارك تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم، بينما فاز بجائزة «النخلة الذهبية» للموضوع الوثائقي الفريد فيلم «ذاكرة عسير» لسعد طحيطح. كما فاز بـ«النخلة الذهبية» لأفضل فيلم عن البيئة السعودية، «هورايزن» لفابين لميير، وأيضاً فاز بـ«النخلة الذهبية» لجائزة لجنة التحكيم، «أندرغراوند» لعبد الرحمن صندقجي. وأخيراً نال «النخلة الذهبية» لأفضل فيلم وثائقي «سباق الحمير» لمحمد باقر.

الأفلام القصيرة

وعن جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، فاز «عذر أجمل من ذنب» لهاشم شرف بـ«النخلة الذهبية» للفيلم الخليجي الروائي القصير، كما فاز «بصيرة» لعبد العزيز الحسين بجائزة «عبد الله المحيسن» للفيلم الأول، في حين فاز «بين البينين» لإيثار عامر بـ«النخلة الذهبية» لأفضل فيلم «أنيميشن ثانٍ». وذهبت جائزة «النخلة الذهبية» لأفضل فيلم «أنيميشن أول» إلى «مسند» لعبد الرحمن صالح. أما «النخلة الذهبية» لأفضل تصوير سينمائي، فنالها «بخروش» لرضوان جمال، وحصل مهنّد الصالح على «النخلة الذهبية» لأفضل ممثل عن دوره في «بصيرة»، كما نالت آيدا القصي «النخلة الذهبية» لأفضل ممثلة عن دورها في «أنا وعيدروس» الذي حصد أيضاً «النخلة الذهبية» لجائزة لجنة التحكيم، لتذهب «النخلة الذهبية» لأفضل فيلم قصير إلى «قصة صالح» لزكي آل عبد الله.

الفنان عبد الرحمن صالح يرفع «النخلة الذهبية» لأفضل فيلم «أنيميشن أول» (مسند)

الأفلام الطويلة

وحملت جوائز مسابقة الأفلام الطويلة مفاجآت عدّة؛ فنال «هجان» للمخرج أبو بكر شوقي 4 جوائز دفعة واحدة؛ هي: «النخلة الذهبية» لأفضل تأليف موسيقي، و«النخلة الذهبية» لأفضل ممثل، التي ذهبت إلى عمر العطوي، و«النخلة الذهبية» لأفضل ممثلة، التي ذهبت إلى تولين عصام، بالإضافة إلى «النخلة الذهبية» لجائزة لجنة التحكيم. وأيضاً، فاز فيلم «بين الرمال» للمخرج محمد العطاوي بجائزتَي «النخلة الذهبية» لأفضل تصوير سينمائي، و«النخلة الذهبية» لأفضل فيلم طويل. كما فاز الفيلم اليمني «المرهقون» بجائزة «النخلة الذهبية» للفيلم الخليجي الروائي الطويل، وجائزة خاصة من لجنة التحكيم للتمثيل في الأفلام الخليجية حازت عليها الممثلة عبير محمد. وأخيراً، ذهبت «النخلة الذهبية» لأفضل مونتاج لفيلم «ذلك الشعور الذي».

المخرج أبو بكر شوقي الذي حصد فيلمه «هجان» 4 جوائز (الشرق الأوسط)

حصيلة سينمائية

والمهرجان المُقام سنوياً بتنظيم «جمعية السينما»، وبالشراكة مع «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)، وبدعم «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة؛ جمع حشداً كبيراً في الفنانين السعوديين والخليجيين والعرب الذين توافدوا طوال أيامه الـ8 لمشاهدة نحو 75 فيلماً، وحضور الندوات اليومية، وفعاليات سوق الإنتاج التي تضمّ نحو 20 جهة سعودية مهتمّة بدعم القطاع، وقدّمت دعماً سخياً لمشروعات سينمائية واعدة.

مؤسِّس مهرجان «أفلام السعودية» ومديره أحمد الملا (الشرق الأوسط)

متحف المهرجان

وتميّزت الدورة بكثير من الفعاليات الاستثنائية، منها «متحف حكاية المهرجان» الذي ظلَّ يستقبل الزوّار طوال أيامه، ويسرد تفاصيل الدورات الماضية منذ انطلاقة المهرجان عام 2008 حتى اليوم، ويقف على تجارب وخبرات كبار الفنانين الذين أسهموا في إعداد حقبة زمنية واعدة للمهتمّين بصناعة الأفلام، وتسلّموا زمام تلك الحقبة ليستمرّوا في إحداث حراك فاعل عزَّز القيمة الفنّية وثراء المشهد السينمائي.

وقدَّم المتحف إجمالي المشاركات منذ الدورة الأولى عام 2008، حتى الدورة العاشرة (2024)، فسجّل في مسابقات الأفلام المشاركة 1444 فيلماً، ومسابقة السيناريو غير المنفَّذ الذي بلغ 2162 سيناريو، بينما استقطبت سوق الإنتاج 289 مشروعاً، ووصل عدد الجوائز إلى 155؛ لتُحقق أعداد الجماهير التي توافدت لحضور المهرجان منذ انطلاقته وحتى الدورة التاسعة (2023)، أكثر من 165631 زائراً محلّياً ودولياً.

وللفائزين على مدى الأعوام الماضية، نصيبٌ وافر من المتحف، حيث يجدون التفاصيل بالأرقام وأسماء الأفلام التي ظفرت بالفوز، مثل مسابقة الأفلام الروائية، والأفلام الوثائقية، والسيناريو، والأفلام الروائية القصيرة، وأفلام الطلبة، والسيناريو، ومسابقات وجوائز أخرى باتت علامة فارقة للمهتمّين؛ منها جوائز المهرجان الخاصة، ومسابقة سوق الإنتاج. كما ازدان المتحف بروّاد الفنّ المكرَّمين، منهم رائد الفنّ السابع عبد الله المحيسن الذي أسهم في وضع اللبنات الأولى لصناعة السينما في المملكة، وإبراهيم القاضي الذي حقّق إنجازات في المسرح والسينما الهندية، وتتلمذ على يد مجموعة من روّاد بوليوود، بجانب شخصيات سينمائية تركت بصمة راسخة؛ أمثال سعد الفريح، وسعد خضر، ولطفي زيني، ومأمون حسن، وخليل الرواف، وصالح الفوزان.


ما هي المهارة الأولى التي تبحث عنها الشركات في الموظفين الجدد؟

تعليم الموظفين مهارات جديدة للانتقال إلى وظيفة مختلفة أو توسيع مسؤولياتهم الحالية، أصبحت «أولويات ضخمة» للشركات (أرشيفية - رويترز)
تعليم الموظفين مهارات جديدة للانتقال إلى وظيفة مختلفة أو توسيع مسؤولياتهم الحالية، أصبحت «أولويات ضخمة» للشركات (أرشيفية - رويترز)
TT

ما هي المهارة الأولى التي تبحث عنها الشركات في الموظفين الجدد؟

تعليم الموظفين مهارات جديدة للانتقال إلى وظيفة مختلفة أو توسيع مسؤولياتهم الحالية، أصبحت «أولويات ضخمة» للشركات (أرشيفية - رويترز)
تعليم الموظفين مهارات جديدة للانتقال إلى وظيفة مختلفة أو توسيع مسؤولياتهم الحالية، أصبحت «أولويات ضخمة» للشركات (أرشيفية - رويترز)

لا يكفي التحقق من جميع المتطلبات في الوظيفة للحصول على موقع جيد في الوقت الحالي، فرئيسك الجديد المحتمل يريد أن يرى أنك منضبط وموثوق ومهتم بعملك.

وأشار تقرير لشبكة «سي إن بي سي» إلى أن «أخلاقيات العمل القوية» هي أهم المهارات التي تبحث عنها الشركات في الموظفين الجدد، لكنها واحدة من أصعب المهارات التي يمكن العثور عليها.

ووفقاً لبحث جديد أجرته مؤسسة «إيه دي بي»، وهي منظمة أميركية تقدم أبحاثاً عن عالم الأعمال، وكجزء من أبحاثها، قامت المنظمة باستطلاع رأي أكثر من 1500 من أصحاب الأعمال وكبار القادة ومديري التوظيف حول خطط التوظيف وأولوياتهم في عام 2024.

وسألت المنظمة الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة عن المهارات التي تعطيها الأولوية القصوى بين الموظفين الجدد. حتى مع وصول المحادثات حول أهمية تحسين المهارات التقنية إلى ذروتها، برزت «المهارات الشخصية» باعتبارها الأولوية الأولى.

ويعد مصطلح «أخلاقيات العمل القوية» غامضاً. لكن الأشخاص الذين يجسدون ذلك عادة ما يكونون دقيقين ومنظمين وفاعلين في قضاء وقتهم، والأهم من ذلك، على استعداد لبذل جهد إضافي لإنجاز المهمة بشكل جيد.

وحسبت تقرير الشبكة الأميركية، فإن المهارات الشخصية الأخرى التي يريدها أصحاب العمل تشمل حل المشكلات وإدارة الوقت والتواصل. وقال المديرون الذين شملهم الاستطلاع إن هذه المهارات المطلوبة هي من أصعب المهارات التي يمكن الحصول عليها لدى المرشحين، مشيرين إلى أن أخلاقيات العمل القوية وإدارة الوقت نادرة بشكل خاص.

وتقول تينا وانغ، نائب رئيس قسم الموارد البشرية في «إيه دي بي»، إنه إذا امتلك الموظف الجديد هذه المهارات، فإن «إمكاناته وفرصه لا حدود لها»، وتضيف: «يمكنك تعلم مهارات فنية محددة مطلوبة لوظيفة ما، ولكن إذا جاء موظف جديد في اليوم الأول مع بعض هذه المهارات السلوكية، فإن تعليم تلك المهارات الفنية يصبح أسهل بكثير وفعال وأكثر إثماراً».

وتشير وانغ إلى أن تحسين المهارات وإعادة صقلها، أو تعليم الموظفين مهارات جديدة للانتقال إلى وظيفة مختلفة، أو توسيع مسؤولياتهم الحالية، أصبحت «أولويات ضخمة» للشركات في العام الماضي.

وأوضحت أن الشركات بدأت في إعطاء الأولوية للتدريب على المهارات في أعقاب موسم «الاستقالة الكبرى» من أوائل عام 2021 خلال فترة ما بعد جائحة «كوفيد»، عندما ترك ملايين الأشخاص وظائفهم، مما جعل أصحاب العمل يتدافعون للحصول على المواهب.

ويتفق خبراء التوظيف الآخرون، إذ يقول بيرت بين، الرئيس التنفيذي لشركة التوظيف «انسايت جلوبال»: «بعد الزيادة الكبيرة في التوظيف التي شهدتها الشركات بعد عام 2020 والخوف من فقدان العمال في عام 2021، تم ارتكاب أخطاء في التوظيف. إن التركيز على العمل الجاد القديم الجيد كنقطة انطلاق هو أفضل مكان لبدء إعادة ضبط قاعدة الموظفين».

وتضيف وانغ أن بناء مجموعة أعمق وأقوى من المواهب يصبح «أكثر قابلية للتطوير وأقل احتكاكاً»، وقالت: «عندما يكون لديك موظفون فعالون في حل المشكلات ويتمتعون بأخلاقيات عمل قوية، وهذا هو سبب الطلب الكبير على هذه المهارات».

يعتقد حوالي 85 في المائة من البالغين في جميع أنحاء العالم أن تحسين المهارات وإعادة صقلها سيصبحان المعيار الجديد للأشخاص طوال حياتهم المهنية، وفقاً لاستطلاع جديد شمل أكثر من 17 ألف مشارك في 17 دولة أجراه استطلاع «هاريس» نيابةً عن خدمة الاختبارات التعليمية (إيه تي إس)، وهي مؤسسة منظمة الاختبارات الخاصة وحلول المواهب.

ويشير التقرير إلى أنه مع ازدياد دمج الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة، فإن المهارات الشخصية أو مهارات التعامل مع الأشخاص، تعد أصولاً «لا تقدر بثمن» بالنسبة للمحترفين. وتشارك أبحاث أخرى الرأي نفسه، ففي فبراير (شباط)، أعلنت منصة «لينكيد إن» أن التواصل هو المهارة الأكثر طلباً (بما في ذلك المهارات الصعبة والناعمة) لعام 2024.

كيف تستخدم مهاراتك الشخصية لتبرز في مقابلة العمل؟

ويمكن إبراز مهاراتك الشخصية لكي تمنحك ميزةً تنافسيةً في المقابلة، وتقول وانغ: «يمكن أن تصبح مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين واضحة بسهولة في أول 5 إلى 10 دقائق من المقابلة». وتنصح الخبيرة: «كن على طبيعتك، وثق في تجاربك الحياتية، وستصبح تلك الأشياء غير الملموسة واضحة لأصحاب العمل لربط العمل الذي يحتاجون لإنجازه بما تقدمه لهم خلال المقابلة».

ولإظهار أخلاقيات العمل القوية، يوصي بين بتخصيص وقت في المحادثة للحديث عن أصعب وظيفة قمت بها على الإطلاق، ربما عندما يسألك القائم بالمقابلة عن نقاط قوتك أو كيف تعاملت مع التحدي في العمل.

يقول بين: «ارسم صورة لما كان عليك القيام به كل يوم، ووصف كيف عرفت بعد انتهاء (الوضع أو الوظيفة) أن لديك أخلاقيات قوية، فكل شخص لديه قصة شجاعة ليرويها. ابحث عن ما يناسبك، ومارسه، وأخبره بشغف».


فنانة هولندية ترسم 10 لوحات معاً بيديها وقدميها

الموهبة الفريدة (أ.ف.ب)
الموهبة الفريدة (أ.ف.ب)
TT

فنانة هولندية ترسم 10 لوحات معاً بيديها وقدميها

الموهبة الفريدة (أ.ف.ب)
الموهبة الفريدة (أ.ف.ب)

بفرشاتين بين أصابع قدميها، وأخريين في يديها، وملامح تركيز شديد ترتسم على محيّاها، ترسم الفنانة الهولندية راجاسينا فان دام (31 عاماً) 10 لوحات في وقت واحد بمتحف مدينتها فلاردينغن، في خطوة انطلقت من تحدٍّ بين أصدقاء.

تروي «وكالة الصحافة الفرنسية» قصتها، وتقول إنّ اللوحات تنوّعت بين رائد فضاء، إلى صورة بورتريه ذاتية، مروراً بحيوان باندا يضع نظارات و7 أعمال أخرى... 10 لوحات موضوعة رأساً على عقب على الأرض، على طاولة وحاملين، ترى النور بفضل ضربات فرشاة الشابة ذات الشعر المجعَّد.

ما يتجاوز المُتوقَّع (أ.ف.ب)

بدأ الأمر على سبيل المزاح، من خلال تحدٍّ لمواجهة الملل، لكنه بات جدّياً... إذ تُبدي راياسينا، وهو اسمها الفنّي، اهتماماً بأدقّ التفاصيل، وقد خطّطت لجميع أفعالها مسبقاً في رأسها.

وتوضح راياسينا، التي تستخدم يدها اليسرى في الأصل: «أعمل لبعض الوقت على لوحة، ثم أعود للعمل على لوحة أخرى، لذلك أحوّل تركيزي باستمرار بين جميع اللوحات». وتضيف: «قبل 5 سنوات، بدأتُ الرسم بيدين، من أجل التحدّي والتقدُّم بشكل أسرع، واكتشفتُ أنني أجيد ذلك».

في أحد الأيام، سألها صحافيّ ممازحاً عمّا إذا كان بإمكانها أيضاً الرسم بقدميها، فحاولت ذلك «بدافع التسلية». وبعدما واجهت مشكلات باستخدام الشريط اللاصق بين أصابع قدميها، حاولت استعمال الطين للصق فرشاة الرسم بالقدم.

نجحت في النهاية، ونشرت فيديو على الإنترنت حقّق انتشاراً سريعاً، وسرعان ما بدأت الطلبات في الوصول. كما أنّ الفرق بين اللوحات المرسومة باليد والمنجزة بالقدم غير ظاهر للعيان، إلا لها.

تقول بعد دعوتها لتقديم العرض المتحف الواقع في مسقطها فلاردينغن بجنوب هولندا: «أرى فرقاً كبيراً حقاً لأنّ (الرسم بالقدمين) أقل دقة بعض الشيء». وتضيف: «أشعر بالملل بسرعة كبيرة، لذلك أحبّ أن أتحدّى نفسي، وقيامي بذلك كله في وقت واحد يعطيني نوعاً من الشعور بالتأمّل، ما يهدئني كثيراً».

تخلّت عن هذا النشاط خلال فترة البلوغ، ثم في سنّ الـ16، أعاد أحد فناني الشارع في إيطاليا إحياء شغفها. واليوم، تحقّق فيديوهاتها ملايين المشاهدات، خصوصاً تلك التي تُظهرها وهي ترسم لوحات عدّة في وقت واحد بيديها وقدميها.

لا حدود للقدرة الإنسانية (أ.ف.ب)

وعلى حدّ علمها، هي الوحيدة التي تقوم بذلك، لكنها تُبدي «الأمل في أن أكون مصدر إلهام للناس للقيام بمزيد من الأشياء، أو لتحدّي أنفسهم أكثر قليلاً، مثل الرسم بأقدامهم».

تُباع لوحات الفنانة الشابة بأسعار تتراوح بين 6 آلاف و12 ألف يورو، وفق والدها. وقد لاحظها المشاهير مثل المغنّي جاستن بيبر، الذي وصف عملها بأنه «مذهل» عندما قدّمت له رسماً عنه.

على جدار المتحف، ثمة صورة لأينشتاين رسمتها الفنانة في لفتة ترمز إلى دراسة لدماغها أجراها عالم الأعصاب التركي - الألماني أونور غونتوركون، التي تفيد بأنّ الشابة «قادرة على القيام بأشياء يعدُّها علم الأعصاب مستحيلة».

إبداع خاص (أ.ف.ب)

يكفي ذلك لإثارة إعجاب زوّار المتحف، منهم أنطون فان ويلدن (75 عاماً) الذي يقول: «إنه أمر غير عادي أن يتمكّن شخص من القيام بذلك. والأهم أنّ اللوحات جميلة جداً وواقعية».

يقرّ بأنه سيشعر بالارتباك لو فكّر في القيام بما تفعله راياسينا: «لن أستطيع حتى الرسم هكذا بيدي اليمنى».


6 أسئلة مهمة تساعدك على تجنب الخلاف مع شريك الحياة

عندما يأخذ الناس حتى 10 دقائق للتفكير في الصراع فإن ذلك يحسن حتى طريقة إدارة الخلاف القادم بينهما (أرشيفية - رويترز)
عندما يأخذ الناس حتى 10 دقائق للتفكير في الصراع فإن ذلك يحسن حتى طريقة إدارة الخلاف القادم بينهما (أرشيفية - رويترز)
TT

6 أسئلة مهمة تساعدك على تجنب الخلاف مع شريك الحياة

عندما يأخذ الناس حتى 10 دقائق للتفكير في الصراع فإن ذلك يحسن حتى طريقة إدارة الخلاف القادم بينهما (أرشيفية - رويترز)
عندما يأخذ الناس حتى 10 دقائق للتفكير في الصراع فإن ذلك يحسن حتى طريقة إدارة الخلاف القادم بينهما (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة أجريت عام 2024 في مجلة «بيرسونال ريسليشنشيبس»، أنه أثناء الخلافات التي تحدث بين شريكين في الحيلة، فإن التوقف للتفكير داخلياً في الموقف يمكن أن يقلل بشكل كبير من الضيق، ويزيد من «الكفاءة الذاتية» للفرد، أو ثقته في قدرته على إدارة الصراع بشكل مناسب.

يقترح الباحثون في الدراسة أن معظم الناس يعرفون بالفعل ما هي السلوكيات التي قد تفيد في حل النزاعات، ويحتاجون ببساطة إلى بعض الوقت للتفكير في هذه الأدوات. كما أن الكفاءة الذاتية تؤدي إلى تعزيز الرضا عن العلاقة والسلوكيات البناءة في الصراع.

وأُعطى المشاركون تمريناً تأملياً للصراع الكبير الذي حدث مؤخراً مع شريكهم، وطُلب منهم التفكير في الأسئلة الستة التالية:

  • فكر في سبب حدوث الصراع.
  • فكر في كيفية التعامل مع الصراع.
  • فكر في كيفية التعامل مع النزاعات بشكل عام.
  • فكر في كيفية استجابة الأشخاص بشكل عام للصراعات في علاقتهم.
  • فكر في سبب منطقية هذا النوع من الاستجابة.
  • فكر في ما سيكون أكثر فائدة للتعامل مع الصراعات المستقبلية.

وجد الباحثون أن هذا التمرين يشجع المشاركين على الانخراط في التأمل الذاتي المتعمد والبنّاء، وأن يصبحوا أكثر موضوعيةً ووعياً بشأن استجاباتهم في النزاعات، وأن يفهموا بشكل أفضل كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف في المستقبل.

وأوضح الباحثون أنه «حتى عندما يمتلك الناس المعرفة والمهارة اللازمة لحل المشكلات بشكل فعال في علاقاتهم، فإن الانزعاج الشديد من شركائهم أو انخفاض فعاليتهم في قدرتهم على حل النزاعات قد يعيق قدرتهم على حشد تلك المعرفة والمهارة بشكل فعال».

ويسمح التمرين التأملي الذي أجراه الباحثون للأزواج بالاستفادة من حدسهم فيما يتعلق بما يمكن أن يكون مفيداً حقاً في هذه اللحظة ثم تطبيق هذه المعرفة، بدلاً من الاستسلام لاستجابات أكثر اندفاعاً عندما تتصاعد المشاعر: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه عندما يأخذ الناس حتى 10 دقائق للتفكير ملياً في صراعات علاقتهم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسينات ذات معنى في استعدادهم للتعامل مع الصراعات المستقبلية».

وبدلاً من تجنب الصراع والمشاعر غير المريحة المرتبطة به، التي غالباً ما تضر بالعلاقات، فإن مثل هذه التمارين تمكن الشركاء من التوجه نحو بعضهم البعض والنظر إلى الصراع كطرف ثالث يجب معالجته. وهذا يحد من عقلية «الندية» ويعزز الشعور بشراكة الزواج، حتى في خضم الصراع.

بالإضافة إلى ذلك، تسلط دراسة أجريت عام 2021 الضوء على دور «الشراكة المدروسة» في تعزيز جودة العلاقة، وكتبت الباحثة الرئيسية ناتاشا سيتر: «العلاقة التي يكون فيها كلا الشريكين مدركين لأهمية العلاقة الشخصية هي العلاقة التي يكون فيها كلا الشريكين حاضرين مع بعضهما البعض، ويدركان ويهتمان بما يشعر به كل منهما، ويأخذان وقفة قبل الرد في الصراع، ويظهران التعاطف تجاه بعضهما البعض ويكون لديهما احترام ذاتي».

كما تظهر الأبحاث أن الأزواج يمكن أن يساعدوا بعضهم البعض في حل المشكلات من خلال تقديم الدعم العاطفي والتعاطف والرحمة وردود الفعل الإيجابية حول قدراتهم على حل المشكلات، مما يعزز كفاءتهم الذاتية. في المقابل، عندما يكون الشركاء غير مستجيبين أو عدائيين أو منتقدين، فإن ذلك يقلل بشكل كبير من الرضا عن العلاقة ويؤدي إلى تفاقم الصراع.

علاوة على ذلك، فإن كيفية استجابة شخص ما لشريكه بعد النزاع تؤثر أيضاً على كيفية إعادة الاتصال. تظهر الأبحاث أن السلوكيات التي تساعد الأزواج على التعافي عاطفياً من الصراعات تشمل الانخراط في «محاولات إصلاح نشطة» من خلال الاعتراف بدور الفرد في الصراع والاعتذار، أو محاولة اكتساب منظور جديد.

وعدت دورية «سيكولوجي توداي» أن تمارين اليقظة الذهنية وتدوين اليوميات أدوات مفيدة لاكتساب بعض المنظور وتقليل الضيق والتعلم من الصراع وتوسيع المسامحة.


كيف أصبح انتقاد رموز ثقافية عربية عملاً محفوفاً بالمخاطر؟

طه حسين (أرشيفية)
طه حسين (أرشيفية)
TT

كيف أصبح انتقاد رموز ثقافية عربية عملاً محفوفاً بالمخاطر؟

طه حسين (أرشيفية)
طه حسين (أرشيفية)

من وقت لآخر تنفجر معارك أدبية وثقافية تطول شظاياها رموزاً في الماضي والحاضر، هذه المعارك تعكس مواقف متباينة ودرجات متفاوتة من تقديس هذه الرموز أو تعرضها للنقد والمراجعة.

تتباين الآراء وتنقسم بين من يبجّل هذه الرموز ويقدّسها، وبين آخرين يرون أنها أسماء؛ لها ما لها، وعليها ما عليها، ويمكن إخضاعها للنقد، وأن بعض المُحدّثين تجاوزوا الرموز في إنجازاتهم الأدبية أو الثقافية.

يوسف زيدان في إحدى جلسات مركز «تكوين» (حسابه على فيسبوك)

وقبل أيام، تفجّرت معركة حول طه حسين، إذ اتُّهم كل من الأديب المصري يوسف زيدان، والباحث السوري فراس السواح، بـ«الإساءة» إلى عميد «الأدب العربي»، خلال إحدى جلسات منتدى «تكوين الفكر العربي»، حين طرح زيدان سؤالاً على السواح قائلاً: «فراس السواح أهم أم طه حسين؟» ليردّ الأخير: «أنا وأنت أهم من طه حسين». ورغم نفي الاثنين «تعمد الإساءة» وتأكيد «نية المزاح»، فإنهما تعرّضا لهجوم واسع من مثقفين ومتابعين عرب عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة.

معركة مركز «تكوين الفكر العربي» ليست الأولى من نوعها في المنطقة العربية، فقد سبقتها أزمات عدّة؛ من بينها أزمة الشاعر العراقي حميد قاسم الذي تعرّض لموجة هجوم واسعة حين انتقد، على صفحته بموقع «فيسبوك»، شاعر العراق الكبير ورمزها الأشهر محمد مهدي الجواهري، قائلاً: «لا أحبه ولا أكرهه، هو شاعر متوسط القيمة، ولستُ في وارد التنافس معه».

وأضاف قاسم، في عام 2019: «واجهت، بسبب رأيي هذا، كثيراً من العداء والكراهية والعنت والازدراء، وحتى الإقصاء»، مضيفاً: «لا الجواهري ولا غيره يستحق هذا التقديس الوثني الساذَج المتعصب».

وفي 2018، تعرّض الباحث المصري إسلام بحيري لموجة من الانتقادات حين وصف عباس العقاد بأنه «مفكر رجعي»، وأن «كتبه في الإسلاميات كانت أول مِعولٍ يُضرَب به التيار الإصلاحي في الثقافة العربية».

إسلام بحيري ويوسف زيدان (حساب زيدان على فيسبوك)

وثارت ضجة مماثلة، في عام 2019، بشأن نجيب محفوظ، بعدما نُسبت تصريحات للروائي المصري أحمد مراد وصف فيها روايات الأديب المصري، الحائز على جائزة نوبل، نجيب محفوظ، بأنها «لا تُناسب العصر».

وفي شهر يونيو (حزيران) من عام 2022، تفجرت أزمة حول أم كلثوم والشاعر أحمد رامي، حين اتُّهم الشاعر ناصر دويدار بـ«الإساءة إليهما»، بعد وصفه أم كلثوم بعبارات وُصفت بأنها «صادمة» و«مسيئة»، خلال ندوة أقيمت في «اتحاد كتاب مصر»، وأصدرت جمعية المؤلفين والملحّنين والناشرين المصريين بياناً وقتها ترفض فيه إهانة أم كلثوم ورامي، وأعلنت تقدمها ببلاغ للنائب العام ضد دويدار.

وينقسم المثقفون بشأن التعاطي مع الرموز الثقافية والأدبية على اتجاهات عدة، لكن الأبرز بينها اثنان؛ أولهما يرى أن المُنجز الثقافي لبعض الرموز والشخصيات قد يعصمها من النقد أو الإساءة. ومثلما يرفض الناقد والأكاديمي اليمني د. فارس البيل تقديس منجزات الرموز الثقافية وتبجيلها بشكل مُبالغ فيه، يرفض أيضاً تحقيرها أو التعامل معها باستخفاف، مشيراً، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه ينبغي استبدال الاحترام والتقدير بالتقديس، مؤكداً أن «كل رمز ثقافي له مُنجزه الضخم الذي يحتوي على كثير من الإيجابيات، وقليل من السلبيات أو (الإخفاقات)».

وحضّ الدكتور شوكت المصري، الأستاذ بأكاديمية الفنون، على قراءة مُنجزات الرموز العربية، واستعراض مؤلفاتها بعين واعية فاحصة، وتطبيق ما يَصلح منها للحاضر والمستقبل، لافتاً إلى أن «تجاهل الإرث الثقافي لهؤلاء الرموز يُعدّ هو الإهانة الحقيقية لهم، حتى لو دبّجنا في محبتهم الخُطب العصماء والأغاني»، مشدداً على رفضه التام لإهانتهم.

في الجانب الآخر يرى كُتّاب ومثقفون أنه يحق لهم نقد مُنجزات هؤلاء الرموز بوصفهم شخصيات أدبية تخضع لحق النقد، من بينهم الشاعر والروائي البلجيكي من أصل سوري هوشنك أوسي، الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تقديس القامات الثقافية وعدّها رموزاً فوق النقد سلوك وثني يُحوّل الثقافة إلى معبد، والقامات الثقافية إلى أوثان وأصنام»، مشيراً إلى أنه «في سنة 2019 خلال (ملتقى الرواية العربية) بالقاهرة، وجّه انتقادات عدة إلى ما سمّاه «الوثنيّة الثقافيّة»، و«السلفيّة النقديّة» التي تحصر الإبداع في أدباء العالم العربي الراحلين، وترمي بالجديد في سلّة القمامة»، على حد تعبيره.

هوشنك أوسي (الشرق الأوسط)

ويُبدي أوسي استغرابه من الهجوم على كل من حاول إعادة النظر في تجربة إبداعيّة أدبيّة أو موسيقيّة مهمة وكبيرة، ورفع القداسة عنها، حيث تجري مجابهته وتصغيره أو تحقيره أو تخوينه، وأنه يسعى إلى الشهرة عبر النّيل من رموز الأمّة والوطن، «رغم أن الإبداع والفنون عموماً بمثابة موقف نقدي من الحياة والموت، الحاضر والتّاريخ، وطبيعي أن يكون الجديد مواجهاً للقديم ومتجاوزاً له، وليس عبداً أسيراً، وخادماً ذليلاً عنده».

وفي حين يؤكد الباحث والكاتب إيهاب الملاح، مؤلف كتاب «طه حسين - تجديد ذكرى عميد الأدب العربي»، وجود عقدة تاريخية تُطارد الأجيال الجديدة، فإنه يرى أن «هذا الطرح يخفي وراءه فشل المبدعين الجدد في تجاوز تراث الرواد والرموز في جميع المجالات، ومن ثم يلجأون إلى الحجة الجاهزة؛ وهو أنه لا أحد يلتفت إلى ما يقدمونه، زاعمين أن التركيز على أعمال الرواد عالمياً أو عربياً يغمطهم حقهم».

الكاتب والباحث إيهاب الملاح (حسابه على فيسبوك)

ويعزو الأكاديمي والناقد التونسي د. محمد زروق سبب الجدل القديم الجديد المرتبط بـ«العُقد التاريخية» إلى طبيعة الفكر العربيّ الذي يرى أنّ النموذج الأوفى والأمثل حاصل دوماً في ماضي الزمان، وأنّ اللاحق هو ابتعاد عن أصلٍ أصيل، وكأننا نردّد مع الفيلسوف النمساوي لودفيغ فتغنشتاين (1889 - 1951) مقولته: «سحقاً لمن سبقونا فقد قالوا ما قُلنا».

ويخلص زروق إلى أن «التاريخ حوّل هؤلاء إلى آباء ورموز ومرجعيّات جديرة بالاحترام، لكن يجب ألا ندور في مدارهم، بل الواجب أن نبتعد عنهم، وأن نخرق ما أسّسوه، وننقد بشدّة ما شيّدوه، ونأتي بما لم يأتوه».

سمير درويش (الشرق الأوسط)

وهو ما يشدّد عليه سمير درويش، الشاعر والناقد المصري، قائلاً، لـ«الشرق الأوسط»: «لبّ العادات والتقاليد العربية يقوم على توقير الكبير، بسبب سنِّه فقط، فثمة اعتقاد لدينا بأن التقدّم في العمر يقترن بالحكمة، كما أننا مجتمعات أبوية تسلّطية لا يُسمح فيها بالنقاش»، وفق تعبيره.


آن هاثاواي تتألّق في فيلم جديد يفتح نافذة الحلم لمشاهديه

آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
TT

آن هاثاواي تتألّق في فيلم جديد يفتح نافذة الحلم لمشاهديه

آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)

خرجت «سولين» من منزلها لتقلّ ابنتها إلى حفلٍ لفريقها الغنائيّ المفضّل، فانتهت بالوقوف وسط الجمهور المراهق لتسمع مغنّي الفريق يُهديها أغنية. فارقُ السنّ بينهما 16 عاماً، هي في الـ40 و«هايز» في الـ24 من عمره، لكنّ سهمَ الحب لا يُبصر الأرقام.

يحدثُ هذا في فيلم «The Idea of You» (فكرة أنت) الجديد على منصة «أمازون برايم»، وهو من بطولة الممثلة الأميركية آن هاثاواي، والممثل البريطاني نيكولاس غاليتزين. أما القصة فمقتبسة عن رواية روبين لي الجماهيريّة الصادرة عام 2017، وقد تولّى الإخراج والسيناريو مايكل شووالتر.

هايز المعتاد على انهيار المعجبات أمامه، يتضاعف انجذابه لسولين لأنها لم تتعرّف عليه لحظةَ جمعتْهما صدفةٌ قبل الحفل، فهي تنتمي إلى جيلٍ آخر، ولا تعرف وجوه النجوم الصاعدين. يصمّم على اقتحام حياتها، ومع مرور الأيام لا تتأقلم مع الفكرة فحسب، بل يصبح الإعجاب متبادلاً. تسير الحكاية عكس المألوف، فسولين السيّدة المطلّقة التي كرّست وقتها لابنتها ولعملها في تجارة التحف الفنية، تستسلم لمشاعرها تجاه شابٍ تلاحقه عدسات الصحافة طيلة الوقت نظراً لشهرته العالمية.

أوّل المواقف التي يطلقها الفيلم أنه ليس ممنوعاً على سيّدة أربعينيّة أن تلبّي نداء قلبها، خصوصاً إذا كان الطرف الآخر قد أثبت أنه على قدرٍ كافٍ من النضج والجدّيّة، على الرغم من سنّه الصغيرة.

قد تبدو الصورة في البداية ورديّة وسطحيّة، ولا سيّما أن الانطلاقة موسيقيّة، وشابّة، وحيويّة بامتياز، وهي من قلب مهرجان «كوتشيلا» في كاليفورنيا، حيث الصخب والألوان. لكن مع تطوّر الأحداث يتّضح أنّ الفيلم أعمق ممّا يوحي، إذ تعمّد شووالتر أن يكتب حواراتٍ معبّرة على بساطتها.

يُضاف إلى الحوارات المؤثّرة، مزيدٌ من المواقف من عالم الشهرة والأضواء، الذي غالباً ما يحوّل نجومه إلى ضحايا. تُحرق عدسات الصحافة المغنّي هايز، وهو المشكّك أصلاً في هويّته الفنية التي جعلتها دائرة صناعة النجوم سلعةً تجاريّة.

ملصق الفيلم الرومانسي الموسيقي الذي انطلق عرضه مطلع الشهر (أمازون برايم)

تجد سولين نفسها وحيدة مع حلول إجازة الصيف وانتقال ابنتها إلى مخيّم ترفيهي، فتقتنع بعد تردّد بمرافقة هايز والفرقة في جولتهم الأوروبية. بين برشلونة وروما وباريس وغيرها من العواصم، يتشاركان سحر بدايات الحب، قبل أن يتحوّل الحلم إلى كابوس تحت وطأة الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي. تكتشف الكاميرات علاقتهما وتنتشر الصور على كل صفحة وهاتف، لتنهال على سولين عاصفة من التجريح والتنمّر.

يبرز هنا الموقف الثالث الذي يجاهر به الفيلم، وهو فضحُ التوحّش الذي يختبئ خلف صفحات «السوشيال ميديا»، والذي يتفوّق على صحافة الفضائح. كما السياط، تنزل تعليقات معجبي هايز على سولين، لتجلدَها اعتراضاً على علاقتها بشابٍ يصغرها سناً. ليس هذا الموقف متخيّلاً، فهو يتماهى مع واقعِ كثيرٍ من الفنانين الذين أُرغموا على إعادة النظر في علاقاتهم العاطفيّة، تحت ضغط جيوش معجبيهم، وهذا ما حصل مؤخراً مع المغنية الأميركية تايلور سويفت.

رغم فارق السن بينهما تخوض «سولين» المغامرة العاطفية إلى جانب «هايز» (أمازون برايم)

سولين التي كانت تحاول ترميم حياةٍ هادئة بعد طلاقها من زوجٍ خانها، هي بغنًى عن كل هذا الألم والضجيج. كما أنّها تخشى على ابنتها التي أصابتها حصّة من سهام التنمّر والتجريح. بعد أن يغلبها الخجل والخوف، يفرض الانفصال نفسَه على الثنائيّ.

رغم الموضوعات المهمة التي يقاربها، فإنّ الفيلم لا يتخطّى كونه كوميديا رومانسية. يجب الدخول إليه بمزاجٍ جاهزٍ لساعتَين من التسليمِ للحلم والفرح العابرَين، فتكون النتيجة المضمونة إنهاءَ المشاهَدة بشعورٍ من الرضا والاكتفاء. هو فيلمٌ مريح، لا يتطلّب التحليل ولا يستدعي الانفعال، بل يكتفي بإثارة بعض البسمات والدموع. وهذا الصنف من الكوميديا الرومانسية يغزو منصات البثّ، إلا أن ثمة ما يميّز «The Idea of You»، من الصورة الجميلة، إلى السيناريو المقنع، والطاقة الإيجابيّة.

لكن فوق عناصر التميّز تلك، تتربّع آن هاثاواي نجمة الفيلم من دون منازع. لعلّه دورها الأكثر رومانسيةً منذ «The Princess Diaries» (يوميّات الأميرة) عام 2001، وأداؤها الأكثر إقناعاً وجاذبيّةً منذ شخصية «فانتين» في «Les Miserables» (البؤساء) عام 2013، التي نالت عنها جائزة أوسكار.

«هايز» متوسطاً زملاءه في فريق «August Moon» الغنائي (أمازون برايم)

تمنح هاثاواي شخصية سولين كثيراً من الصدق والعفويّة والعمق والجاذبيّة، كما أنها تحصّنها ضدّ اللوم الذي قد تتعرّض له من قِبَل المُشاهد، بسبب علاقتها العاطفية غير المتكافئة. تبدو الممثلة البالغة 41 عاماً، وكأنها تحمل قضية البطلة مدافعةً عن خياراتها وحريتها. معها ترفض الاستسلام لعدّاد سنوات العمر، وتلعب إطلالة الممثلة الجميلة دوراً أساسياً في هذا الإطار. معها كذلك تحاول الوقوف في وجه الغرباء المصمّمين على تهديم فرحتها. ورغم أنّ الحبكة مبنيّة على مواقف بعيدة عن الواقع، تعطي هاثاواي بُعداً واقعياً للشخصية والحكاية. هي حقيقية في أكثر المواقف خيالاً.

بينها وبين غاليتزين كيمياء واضحة، ما يسهم في إضفاء مزيد من السحر على الفيلم. يقدّم الممثل أداءً جيّداً، لكنّ العيون تبقى شاخصة على هاثاواي، فهي روح العمل.

هاثاواي هي نجمة العمل وروحُه من دون منازع (أمازون برايم)

«The Idea of You» رسالة تلفزيونية جريئة في وجه الضغوط الاجتماعية المتزايدة في عصر التواصل الافتراضيّ، التي تَرجمُ المشاعر الصادقة إن لم يَرُق لها الإطار. تنطلق قصة الفيلم من فكرةٍ حالمة، وتنتهي بالقول إنّ الواقع قد يكون أجمل من الحلم أحياناً.


شاب سعودي يعيد شغف خراطة الخشب في إحدى حارات جدة التاريخية

حسن محمد يحيي مهنة الخراطة في زقاق الخراطين بجدة التاريخية (برنامج جدة التاريخية)
حسن محمد يحيي مهنة الخراطة في زقاق الخراطين بجدة التاريخية (برنامج جدة التاريخية)
TT

شاب سعودي يعيد شغف خراطة الخشب في إحدى حارات جدة التاريخية

حسن محمد يحيي مهنة الخراطة في زقاق الخراطين بجدة التاريخية (برنامج جدة التاريخية)
حسن محمد يحيي مهنة الخراطة في زقاق الخراطين بجدة التاريخية (برنامج جدة التاريخية)

في «زقاق الخراطين» وسط مدينة جدة، يقوم شاب شغوف بإحياء مهارة خراطة الأخشاب التقليدية. واشتهر الشاب حسن محمد بتشكيل الأخشاب، وإنتاج قطع فنية عصرية وعناصر ديكور فريدة من نوعها، تعكس جمالية الأخشاب وتعبيرها الفني.

بدأت رحلة حسن في عالم الخراطة منذ أكثر من 7 سنوات، عندما كان يريد تصنيع قطع لعبة الشطرنج من الخشب، وبعد رحلة بحث طويلة في عالم الإنترنت حول كيفية تصنيعها، تعلم بالتجربة أساسيات الحرفة، واكتسب المهارات اللازمة للتعامل مع الأخشاب ببراعة ودقة عالية. ومن خلال التدريب المستمر والتجارب المختلفة، نما حبه لهذه المهنة.

قطع فنية فريدة يصنعها الخراط ولا يتعامل معها النجار (برنامج جدة التاريخية)

تبلورت فكرة المشروع في ذهن حسن، وعزم على تحويلها من هواية وشغف إلى مصدر أساسي للدخل، وقرّر إعادة إحياء خراطة الأخشاب في المنطقة التاريخية بجدة. حيث كانت هذه المنطقة معروفة في الماضي بمهارات الحرفيين والحرف التقليدية المميزة. وأقام ورشة خراطة خاصة به، تتخصص في تصميم وإنتاج القطع الخشبية التي تعكس التراث الفني للمنطقة.

لاقى مشروع حسن استحساناً كبيراً في المنطقة التاريخية، وبفضل جودة منتجاته وروحه الريادية، بدأت أعماله تنمو بسرعة. وتلقى طلبات من داخل المدينة وخارجها، وبدأ الزوار والسياح يتدفقون إلى ورشته للاستمتاع برؤية الحرفي الشاب ومشاهدة عمله الدقيق والمتقن.

أعمال حسن محمد تسافر 45 دولة حول العالم (برنامج جدة التاريخية)

وجالت قطع حسن الفنية المحفور عليها تاريخ الصنع، أكثر من 45 دولة حول العالم، ولتأصيل العمل والمكان الذي سترحل إليه، يقوم حسن بتصوير القطعة مع مشتريها وتوثيق هذه الصورة عبر حسابه في الإنستغرام، تحت عنوان «إلى كل العالم».

دأب حسن على الاحتفاظ بالنسخ الأولى من القطع التي يصنعها، مخصصاً لها رفاً خاصاً للعرض في ورشته، فهذه القطع تعني له الكثير، وتحمل معها ذكريات يحتاج للعودة إليها كل فترة، ليستعيد معها رحلة تصنيعها ومواضع النجاح والإخفاق والمحاولة للوصول للشكل المطلوب في كل جزء منها، وسمّى حسن هذه الحالة بـ«التعلق» التي تطغى على أغلب الفنانين، وتمنعهم من بيع قطعهم الأولى التي تعني لهم الكثير.

تختلف النجارة عن الخراطة. وبحسب حسن، فإن النجارة لا يمكنها أن تتعامل مع كل أنواع الخشب، عكس الخراط الذي يتعامل مع المعيوب منها، لينتج قطعاً جمالية فريدة. من تحديات المهنة التي واجهت حسن، التعامل مع روائح الأخشاب المتنوعة، إضافة إلى تحدي رطوبتها، وهو ما يتطلب طريقة معينة لتنشيف الأخشاب والمحافظة عليها من التشقق، مبيناً أن كل هذه التحديات لا يواجهها إلا خراط الخشب. أما النجار فهو يتعامل مع قطع جاهزة من الخشب.

قطع فنية تجمع بين الحرفية التقليدية والتصميم الحديث (برنامج جدة التاريخية)

وتعدّ النشارة التحدي الآخر الذي وجد له حسن أكثر من حلّ، فالخراطة معروف عنها أنها تنتج كثيراً جداً من نشارة الخشب، لكنّ حسن استطاع أن يتعاون مع مزارعي «الفطر» الذين يعتمدون في زراعته على نشارة الخشب، وكذلك مرابط الخيل ومزارع الدواجن والطيور.

ويوجه حسن رسالته للراغبين في دخول مجال المهن اليدوية، ومجال الخراطة تحديداً، والمتخوفين من إنتاج المصانع، قائلاً: «اعمل بشغف، ولا تقارن نفسك بالمصانع، فأنت تهتم بالتفاصيل وتضع في القطعة من روحك وخبرتك، ما تعجز عن تقديمه المصانع، واعلم أن ما صنع باليد لا يمكن أن يقارن بما صنع بآلة، فسيارة (رولز رويس) يدوية الصنع لا يمكن أن تقارن بغيرها».

يتطلع أحمد في المستقبل إلى توسيع مشروعه، وتنظيم ورش عمل، ودورات تدريبية، لتعليم الشباب المهارات التقليدية لخراطة الأخشاب.


للمرة الأولى... جورجينا تروي تفاصيل حياتها اليومية في السعودية

جورجينا مع الخيل العربي الأصيل (تصوير: إسراء سام)
جورجينا مع الخيل العربي الأصيل (تصوير: إسراء سام)
TT

للمرة الأولى... جورجينا تروي تفاصيل حياتها اليومية في السعودية

جورجينا مع الخيل العربي الأصيل (تصوير: إسراء سام)
جورجينا مع الخيل العربي الأصيل (تصوير: إسراء سام)

عبّرت جورجينا رودريغيز، شريكة النجم العالمي الشهير كريستيانو رونالدو، عن إعجابها بالثقافة السعودية خلال لقاءٍ حصري وصريح أجرته معها مجلّة «هي»، وتحدثت فيه عن تفاصيل حياتها اليومية بالمملكة.

تميّزت إطلالتها بتصاميم مستوحاة من التراث العربي (تصوير: إسراء سام)

وستكون أيقونة الموضة العالمية موضوع الغلاف لعدد المجلة الصادر في مايو (أيار) الحالي بعنوان «جورجينا العربية»، حيث روت تفاصيل جديدة عنها للمرة الأولى منذ انتقالها إلى السعودية قبل عام ونصف العام للعيش برفقة عائلتها، كما روت قصصاً شيّقة عن نشأتها وطفولتها وحياتها العائلية وعلاقتها بالأمومة و«القصة الخيالية» التي جمعتها برونالدو.

تعجبها الثقافة السعودية وما تتمتع به من تراث وعراقة (تصوير: إسراء سام)

ويلبّي اللقاء فضول القارئ كاشفاً العوامل الفريدة التي ساهمت في تكوين جورجينا لتصبح ما هي عليه اليوم، من امرأة «أيقونة» عاشت تجارب استثنائية في حياتها الشخصية مع «الدون البرتغالي»، إضافة إلى تجربة انتقالها إلى المملكة وتكيّفها مع حياتها الجديدة، وإعجابها بثقافة السعودية وما تتمتع به من رخاء وتراث وعراقة.

وسيعثر القرّاء كذلك على تفاصيل اكتشاف جورجينا للمملكة ولهفتها لخوض التجارب والمغامرات بدءاً من شوارع الرياض الصاخبة والمفعمة بالحياة، وصولاً إلى الطبيعة الخلّابة والهادئة لشواطئ البحر الأحمر، وعجائب التاريخ في مدينة العلا.

جورجينا أيقونة الموضة العالمية موضوع غلاف عدد المجلة «هي» (تصوير: إسراء سام)

وتتألق جورجينا على غلاف هذا العدد من «هي»، وينفرد اللقاء الحصري معها بمجموعة مختارة من الصور بعدسة المصوّرة إسراء سام، حيث تميّزت إطلالتها بتصاميم مستوحاة من التراث العربي لمصممي أزياء عالميين مثل المصمم السعودي يوسف أكبر والمصمم اللبناني نيكولا جبران. في حين أشرف على تنسيق أزيائها «KJ Moody»، المعروف على نطاق واسع بعمله مع أيقونات الفن والموضة مثل المغنية والممثلة الأميركية «بيونسيه» وغيرها من المشاهير.

وتحدّثت جورجينا مجيبة على سؤال تناول ولعها بالأزياء والأناقة، عن مدى التأثير الذي طبعته الثقافة السعودية على أسلوبها الخاص، قائلة: «هنا في المملكة العربية السعودية، أستلهم الأزياء من الثقافة المحلية بأسلوبي الخاص. أعشق ارتداء العباءات، ولدي مجموعة رائعة من جميع أنحاء العالم، أرتديها في كثير من المناسبات والفعاليات، أحبّها فعلاً!».

جورجينا عاشت تجارب استثنائية في حياتها (تصوير: إسراء سام)

وكان شغفها بالثقافة والأزياء السعودية ملهماً لفريق العمل، إذ تضمّنت صورة الغلاف رموزاً ثقافية معبّرة من خلال تصوير جورجينا مع الخيل العربي الذي يرمز للقوة والجمال، وفي الصحراء التي تجمع بشكلٍ نادرٍ بين التجدّد والتقاليد العريقة.

وعن هذا اللقاء الحصري، قالت مي بدر رئيسة تحرير مجلّة «هي»: «سيرى المعجبون والمتابعون والقرّاء جورجينا بصورة مختلفة تماماً، فهي تروي للمرة الأولى تفاصيل انتقالها إلى السعودية وتأثير هذا الأمر على حياتها وحياة عائلتها»، مضيفة: «سيكتشف القرّاء كيف لعب حبّ الأناقة والأزياء دوراً مهمّاً في تقبّلها لثقافة جديدة، كما سيتعرّفون على نظرتها للقيم الأصيلة التي تمتاز بها الثقافة السعودية مثل الكرم وحسن الضيافة».

في الطبيعة السعودية الخلّابة (تصوير: إسراء سام)

وأشارت مي بدر إلى أن مجلّة «هي» افتخرت دوماً بدورها منصّة للشخصيات الاستثنائية، داعية القرّاء لمتابعة هذا «اللقاء الحصري والغني بالتفاصيل والتجارب الاستثنائية مع الأيقونة العالمية».

وإلى جانب الاحتفاء بالأيقونة العالمية، فإن اللقاء الحصري هذا يُرسّخ التزام «هي» بتقديم الشخصيات المؤثرة والملهمة. إذ دأبت المجلّة على مدى السنوات الـ30 الماضية، على نشر قصص استثنائية لسيّدات طموحات من جميع أنحاء المنطقة، بما يدعم مسيرتهنّ ويمكّن القرّاء ويلهمهم.

إحدى إطلالات جورجينا رودريغيز (تصوير: إسراء سام)

يُذكر أن سجلّ «هي» حافل بالمقابلات الحصرية مع سيّدات عربيات بارزات، ومشاهير حول العالم مثل ملكة الأردن رانيا العبد الله، وبينظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة، والأميرة ريما بنت بندر سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، والممثلة الشهيرة إليزابيث هيرلي، ومصممي الأزياء دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا.