في بنزرت التونسية: عليكم شراء السمك وعلى مطاعمها طهيه

إقبال على «الشاوري» في الصيف... والمناني صعب المنال

شيف يشوي الأسماك بأحد مطاعم بنزرت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
شيف يشوي الأسماك بأحد مطاعم بنزرت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

في بنزرت التونسية: عليكم شراء السمك وعلى مطاعمها طهيه

شيف يشوي الأسماك بأحد مطاعم بنزرت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
شيف يشوي الأسماك بأحد مطاعم بنزرت (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تناول وجبة سمك في مطاعم مدينة بنزرت التونسية، ليس أمراً سهلاً، أو متاحاً، فعلى الزائرين والمواطنين العاديين، الذهاب أولاً إلى السوق البلدية الكبيرة التي تجاور ميناء الصيد لشراء أنواع السمك التي يفضلون تناولها، ثم البحث عن محال لتسويته حسبما يشتهون.
وتتميز المدن التونسية بتقديم أكلات وأطعمة متنوعة، يغلب عليها الطابع الشعبي والتقليدي، لكن تقديم الأسماك الشهية في بنزرت الساحلية يحظى بشهرة لافتة في كافة أنحاء البلاد، وتتفرد هذه المدينة الصغيرة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً شمالي العاصمة، بوجود عشرات المطاعم المتخصصة في تقديم الأسماك، بجوار سوق كبيرة متخصصة في بيع أنواع كثيرة من الأسماك، في الجهة المقابلة من ميناء الصيد المحلي.
بمجرد الدخول إلى السوق المغطاة بسقف معدني ليقي عشرات البائعين في فصل الشتاء من مياه الأمطار الغزيرة، تجتذب لافتات الأسعار الورقية الموضوعة أعلى صناديق الأسماك الزائرين، إذ تتفاوت أسعار أنواعها بشكل لافت، بحيث ترتفع أسعار البحرية منها عن التي تم تربيتها داخل الأحواض الكبيرة.
شراء السمك الذي يطلقون عليه في تونس (الحوت) من السوق، يمثل المرحلة الأولى يليها مرحلة البحث عن مطعم لتسويته، خاصة في ساعات الذروة بمنتصف النهار، وعندما يتمكنون من ذلك عليهم الانتظار حتى تنتهي المحال من عملية الشواء كلٌ حسب ما يشتهي.
وتثير الروائح الزكية داخل مطاعم الأسماك وخارجها، شهية الزائرين الجوعى، الذين يطلبون من الطهاة سرعة إعداد وجباتهم، مع إضافة الخلطات والعناصر الأخرى عليها خلال عملية الطهي، ويستطيع الزبون متابعة مراحل إعداد أسماكه، بداية من التجهيز وحتى الشواء أو القلي، داخل المحال المزدحمة بعشرات الزبائن.
مُعِز حمدي، موظف بالقطاع الحكومي التونسي، قال لـ«الشرق الأوسط»، أثناء وجوده بأحد مطاعم بنزرت إنه «رغم أن المدينة تشهد إقبالاً كبيراً من الزائرين خلال فصل الصيف بسبب أجوائها المعتدلة نسبياً، فإن مطاعمها تشهد رواجاً كبيراً في فصل الشتاء أيضاً، وتزدحم الموائد بالزبائن، لدرجة انتظار الكثير من العائلات بالمطعم وقوفاً حتى يتم إخلاء إحدى الموائد».
وأضاف: «يجد الزبائن متعة خاصة في شراء الأسماك بأنفسهم من البائعين بسوق السمك، إذ يمضون نحو نصف ساعة تقريباً في عملية التسوق، قبل التوجه إلى المطاعم التي تطهيها لهم بشكل سريع، بالإضافة إلى تقديمها سلطات ومشروبات متنوعة».
ولفت إلى أن «سمك (شاوري) يقبل عليه كثير من التونسيين، خلال شهر يونيو (حزيران) من كل عام، إذ يبلغ سعره نحو 5 دينارات تقريباً وفقاً لحجم السمكة، وهو نوع يوجد خلال شهر واحد بخليج بنزرت، ويباع بسعر رخيص نظراً لكثرة الكميات المعروضة منه في الأسواق».
وحول أسعار الأسماك الشهيرة التي تباع في بنزرت أوضح حمدي قائلاً: «تباع في المدينة أنواع كثيرة جداً من الأسماك، مثل النزالي الذي يباع بنحو 9 دينارات، والقاروص البحري، الذي يباع بنحو 20 ديناراً، أما القاروص الذي يعيش في البحيرة أو المزرعة البحرية، فيبلغ سعره نحو 13 ديناراً، ويقبل عليه التونسيون في فصل الشتاء بصورة ملحوظة بسبب سعره المناسب ومذاقه الشهي، ويبلغ سعر سمك السردين 3 دينارات فقط، والقرنيط 22 ديناراً بينما يصل سعر سمك المناني إلى نحو 70 ديناراً، ويصدر غالباً خارج البلاد».
وأوضح أن «شركات استيراد الأسماك الأوروبية تقبل على شراء أصناف متنوعة من السمك في بنزرت نظراً لانخفاض سعره مقارنة بالأسعار في أوروبا».
وبجانب تقديم الأسماك الشهية، فإن المطاعم تتسابق كذلك، في إعداد أنواع متعددة من السلطات ومقبلات الطعام، التي لا تقل أهمية عن الأسماك، حيث تقدم سلطة خضراء تقليدية من الطماطم والخيار والزيتون، بالإضافة إلى تقديم سلطة مشوية مكونة من الباذنجان والثوم وزيت الزيتون والطماطم، والأخيرة تتميز بمذاق شهي للغاية ويقبل عليها معظم الزبائن.



«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)
TT

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل. بعضهن تلجأن إلى أمهاتهن أو إلى أي شخص مقرّب يملك خبرة في هذا المجال، فيزودهن بالعناوين العريضة لأطعمة يجب أن تُحضّر يومياً، ويحبّها جميع أفراد العائلة. ونساء أخريات تفضّلن اغتنام الوقت والاستعداد للشهر الفضيل على طريقتهن قبل وصوله. وحسب خبرة «الست بلقيس» الشيف المشهورة اليوم في لبنان بتحضير المأكولات التراثية، فإن هناك قواعد يجب الالتزام بها في هذا الشأن.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ربة منزل أسلوبها في تنظيم مطبخها لاستقبال شهر الصوم الكريم على أفضل وجه. ولكن من خلال خبرتي فأني أنصح كل سيدة بأن تغتنم وقت فراغها، فتقوم بالتحضير سلفاً لأكلات نحتاج إليها أسبوعياً على مائدة رمضان، فتخزنها في ثلاجتها بحيث تستعين بها في الوقت المناسب».

وتنصح «الست بلقيس» بتحضير جميع أنواع المعجنات من رقائق الجبن والـ«سنبوسك باللحم» وتلك المحشوة بالسبانخ. وكذلك، لا يجب أن ننسى أقراص الكبّة المحشوة باللحم والجوز، فتخبزها وتحتفظ بها في «الفريزر» بحيث لا تتطلب منها سوى تسخينها عند الإفطار. وتتابع: «أعتقد أن تحضير نحو 5 دزينات من كل نوع تكفي لطيلة الشهر».

طبق "الفتوش" وتحضير مكوناته سلفاً (الشرق الاوسط)

من ناحية ثانية، تشدّد بلقيس عثمان المعروفة بـ«الست بلقيس» على حفظ أنواع الخضراوات الضرورية لطبق سلطة الفتوش. وتقول: «لا يجب أن ترتبك ستّ البيت بالتحضير لهذا الطبق المعروف بـ(سيد مائدة رمضان). ولذلك؛ عليها غسل الخضراوات المكونة للطبق. ومن ثم تحتفظ بها في ثلاجتها بطريقة سليمة؛ كي لا يصيبها الذبل أو العفن. فكما البندورة والخيار والخس، كذلك البقدونس والنعناع والفجل وورق الزعتر الأخضر. ومن الأفضل أن تجففها جيداً بعد الغسيل وتغطيها بمناديل ورقية أو بفوطة جافة داخل علبة من الزجاج أو البلاستيك».

ومن المكونات التي تنصح بأن تشتريها سيدة المنزل قبل وصول الشهر الكريم جميع أنواع الحبوب. وبالأخص العدس المجروش لصنع الحساء منها.

المأكولات المالحة غير منصوح بها

تقدّم «الست بلقيس» نصائح عدة للمرأة اللبنانية التي تحبّ تحضير سفرة الإفطار بأناملها. ومن أهمها عدم الركون إلى الأكلات المالحة وتلك المقلية بالزيت؛ لأنها تتسبب بالعطش. «ابتعدي قدر الإمكان عن جميع الأكلات الدسمة. فالاعتدال بتناول هذا المكون ضروري لتمضية فترة صوم صحية. فلا (سوشي) ولا باذنجان مقلياً ولا صلصة صويا. كما أنصح بتناول كل أنواع اللحوم خلال الأسبوع من سمك ولحم دجاج وبقر. وكذلك السلطات والحساء على أن يفطر الصائم على مكون بارد وسهل الهضم. ومن ثم يمارس المشي أو مشاهدة التلفاز لفترة 10 دقائق قبل أن يهمّ بتناول باقي أنواع الطعام. فمن الضروري جداً ألا يلتهم طعامه بسرعة».

المعجنات تزين السفرة الرمضانية (الشرق الاوسط)

قواعد على الضيف اتباعها

تنصح «الست بلقيس» الأشخاص المدعوين إلى مائدة إفطار عند أحدهم أن يخبره مسبقاً عن الأكلات التي لا يستطيع تناولها. وتوضح: «يجب الوضع في الحسبان احترام وقت ربّة المنزل في تحضيرها أطباق المائدة. فمن يعاني أمراضاً معينة لا تخوّله تناول جميع الأطعمة، عليه أن يفصح عنها باتصال مسبق. فبذلك يوفّر على ربة المنزل الارتباك بصنع مأكولات خاصة له قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. وأنا شخصياً أخبر من يدعوني بأني لا أتناول البرغل ولا الفلافل لأني أعاني داء القولون. وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة لإصابتهم بداء السكري أو لأسباب صحية أخرى فعليهم القيام بالمثل».

موسم رمضان هذه السنة بعطر الـ«بوصفير»

تعدّ «الستّ بلقيس» موسم رمضان هذه السنة مواتياً جداً لتحضير أكلات يستخدم فيها عصير الـ«بوصفير». وهو نوع من الحمضيات الشهيرة في مختلف المناطق اللبنانية. وتضيف: «أعرف تماماً أن أهالي بيروت كما سكان مدينتي طرابلس وصيدا وغيرها يتمتعون بموسم زاهر به. ولذلك أنصح بتحضير أطباق «كبّة أرنبية» و«طاجن السمك» و«الفول المدمّس» معه. فهو يضفي طعماً ونكهة لذيذين على هذه الأطعمة. وعلينا الاستفادة من الموسم الزراعي هذا؛ إذ قد لا نصادفه في كل سنة خلال شهر رمضان».

وصفة بيروتية على طريقة «الست بلقيس»

تختار «الست بلقيس» طبق «سلل الأوزة» البيروتي لتقدمه بصفته وصفة طعام تزين مائدة الشهر الفضيل. «هذا الطبق بيروتي بامتياز ويصنع من عجينة البقلاوة اللذيذة. ويمكننا أن نمد هذه العجينة في صينية ونغمرها بكمية من الدجاج مع الأرز المتبقية عندنا. ومن ثم نعود ونغطيها بطبقة من العجين نفسه وندخلها الفرن بعد دهنها بالسمن أو الزيت. «إننا بذلك نعمل على عدم رمي أي مكون طعام سبق وتناولناه قبل يوم أو أكثر. وهنا أحبّ التذكير بضرورة التفكير بهذا الشهر الكريم بالغريب كما القريب، فنقدّم يومياً طبق طعام لفقير أو جار وحيد؛ فتكتمل بذلك معاني الشهر الفضيل قولاً وفعلاً».