يشير خبراء أسواق الأدوية في ألمانيا إلى أن القيمة السوقية العالمية للقطاع الصيدلاني ستصل إلى مستوى قياسي عند 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2023، مع معدل نمو سنوي إجمالي سيتراوح ما بين 3 و6 في المائة في الأعوام الخمسة المقبلة.
ولكن معدل النمو المتوقع خلال الفترة المقبلة يعد أقل من النمو المسجل في السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ 6.3 في المائة.
وفيما يتعلق بألمانيا وصل معدل الإنفاق على شراء الأدوية ما بين عامي 2014 و2018 إلى 34.4 مليار يورو (نحو 39 مليار دولار) مسجلاً نمواً يعادل 6.3 في المائة. ومن المتوقَّع أن يصل حجم الإنفاق ما بين 40 و44 مليار يورو بين عامي 2019 و2023، مسجلةً بالتالي نمواً يتأرجح ما بين 2 و5 في المائة.
وتقول الخبيرة في وزارة الصحة الألمانية «ستيفاني بروس» إن وصول منتجات صيدلانية إبداعية إلى الأسواق مع رفع الحصانة عن براءة الاختراع لبعض الأدوية، هما عاملان أساسيان سيساعدان في قيادة توجهات الأسواق الصيدلانية في المناطق الأكثر تطوراً في العالم. ومن بين الدول الممسكة بمفاتيح نمو هذه الأسواق الولايات المتحدة الأميركية، حيث تصل قيمة أسواقها الصيدلانية إلى 485 مليار دولار ومن المتوقع أن تشهد نمواً ما بين 4 و7 في المائة في الأعوام الخمسة المقبلة.
وتضيف هذه الخبيرة بأن الأسواق الصيدلانية التابعة للدول النامية ستنمو بدورها من 5 إلى 8 في المائة. في حين ستنمو أسواق خمس دول أوروبية تشمل ألمانيا وإيطاليا بوتيرة بطيئة تصل إلى 1.4 في المائة مقارنة مع نمو بلغ 3.8 في المائة في الأعوام الخمسة الماضية. وستشهد السوق الصيدلانية اليابانية التي بلغت قيمتها السوقية عام 2018 نحو 86 مليار دولار نمواً متواضعاً جداً بعدما كانت غارقة في حالة من الشلل طوال العامين الأخيرين.
وبرأيها أيضاً «لا تزال أسواق التصريف تتحكم بقوة أو ضعف نمو الأسواق الصيدلانية في مناطق متفرقة من العالم. ورغم توغّل الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في الأسواق العالمية، ما زالت تحتفظ الأدوية المرتبطة ببراءات اختراع بمكانة دولية قوية».
في هذا الصدد تقول الخبيرة الألمانية إيفيلين شميت في مدينة ميونيخ إن آلية الإبداع ستقتحم خط إنتاج الأدوية في ألمانيا والدول المجاورة في الأعوام الثلاثة القادمة كي تعمل على طرح 54 دواءً جديداً في أسواق أوروبا مقارنة بـ44 دواءً في الأعوام الخمسة الماضية. وفي الأعوام الخمسة المقبلة ستستأثر الأدوية الإبداعية بثُلثي الأدوية الجديدة المعروضة في الأسواق الألمانية، أي نحو 63 في المائة من المنتجات الجديدة التي تستهدف خصوصاً علاج الأورام الخبيثة. ولغاية عام 2023 سيزداد الإنفاق على شراء الأدوية الإبداعية تدريجياً.
وتتابع القول: «سيكون للأدوية الإبداعية بالطبع تكاليف وأسعار عالية. وعندما نتحدث عن هذه الأدوية فنحن نتكلم عن أدوية ذكية للغاية من الجيل الأخير، مثل دواء (كار تي) لمكافحة السرطانات الذي سيباع في الأسواق اعتباراً من الخريف المقبل. وعلى صعيد الأدوية البيولوجية المشابهة فهي ستتنافس بدورها مع الأدوية التقليدية المشتقة من براءات الاختراع. واللافت أن عدد هذه الأدوية سيتضاعف ثلاث مرات لغاية عام 2023. ومن المتوقع أن يساهم هذا النوع من الأدوية في وصول الإنفاق الدوائي لما إجماليه 40 مليار يورو في ألمانيا و160 مليار يورو على الصعيد الأوروبي في الأعوام القليلة المقبلة».
وحسب قولها أيضاً، فإن الضغوط التي تمارسها عدة جهات لقطع أسعار الأدوية تحثّ الشركات الصيدلانية على تحسين منتجاتها إلى أقصى الحدود مع التمسّك بهوامش مقبولة تجارياً لناحية العائدات. وعليها أن تعول على الاستثمارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها وتحسين نوعية الإنتاج بتكاليف مقبولة.
القيمة السوقية لقطاع الصيدلة الدولي ستسجل رقماً قياسياً في 2023
القيمة السوقية لقطاع الصيدلة الدولي ستسجل رقماً قياسياً في 2023
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة